شتان ما بين «ابتسامة» التونسي نبيل معلول مدرب منتخب الكويت لكرة القدم في ملبورن الأسترالية... وأبوظبي الإماراتية.«الابتسامة» الأولى كانت «تنفيساً» عن حالة الغضب المكتوم والأسى المكنون والحزن المدفون على الفرص المهدرة من لاعبي «الأزرق» فى مباراة رد الاعتبار أمام المنتخب العماني في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى لبطولة كأس أمم آسيا التي جرت فى يناير الماضي في أستراليا، وفاز بها أبناء السلطنة بهدف وحيد.و«الابتسامة» الثانية كانت تعبيرا عن حالة الرضا والسعادة والامتنان والاطمئنان لحظة تسجيل المدافع مساعد ندا هدف التعادل أمام منتخب كولومبيا فى الشوط الأول من اللقاء الودي الذي جمع الفريقين على استاد مدينة زايد في أبوظبي رغم أن اللقاء انتهى لمصلحة رفاق رادامل فالكاو 3-1.رحلة طويلة بين الابتسامتين مداها ثلاثة أشهر، بكل تأكيد جرت خلالها مياه كثيرة تحت «الكباري»، ورغم أن صاحبهما واحد، إلا أن معلول كان في كل لقاء صحافي على ثقة بقدراته وبإمكانيات فرسانه رغم سيل الانتقادات وأمواج الهجوم التي تكسرت كلها على شواطئ أبوظبي بعدما لمس الجميع أن هناك شيئاً ما حدث في «الأزرق» من حيث الفكر والأداء والانسجام والالتزام والانضباط والقدرة، وهي تغيرات لا تأتي في يوم وليلة إلا إذا كان وراء تنفيذها جهد جهيد.معلول لم يحقق فوزا على كولومبيا وهو أمر كان متوقعا نظراً الى الفوارق الكثيرة، الا انه نجح في رهان سباق الزمن عندما أعاد البناء النفسي لدى لاعبي «الأزرق» بعد صفرين في «خليجي 22» في الرياض و«كأس أمم آسيا» في استراليا وما صاحبهما من أحزان عميقة في وجدان جماهير المنتخب الذي كان له السيادة الآسيوية والريادة العالمية يوماً ما.ويحسب لمعلول الشجاعة في أن يقبل مواجهة كولومبيا، المنتخب صاحب المركز الثالث في تصنيف «فيفا»، رغم انه يعرف أن المعركة بينه وبين منافسه غير متكافئة في الجوانب كافة، لكنه قام بما هو «غير متوقع» ونجح الى حد كبير في تغيير شكل وأداء ومعنويات اللاعبين الذين قدموا عروضا فنية فاقت التوقعات.سيطر منتخب الكويت على المجريات وأضاع عددا من الفرص التي كانت أقرب من الأهداف المحققة كما أنها كانت كفيلة في أن يخرج فيها «أزرق معلول» فائزا بنتيجة كبيرة، لكن اللاعبين فرطوا بها وسط دهشة واستغراب المدرب التونسي نفسه الذي سلطت عليه كاميرا التلفزيون وهو يضحك بطريقة «الألم»، وكأنه يقول: «فعلت لكم كل ما هو كفيل بالفوز ولم تسجلوا. ماذا عساي أن أفعل أكثر؟.»«فرحة» معلول كانت فرحة كل الكويتيين الذين شعروا بالفخر بالأداء الفني المميز وخاصة في الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل 1-1.ابتسامة معلول كانت «نبيلة» تجاه لاعبه مساعد ندا الذي رد عليه بقبلة على الجبين.في لحظتها، كان معلول ربما أسعد رجل في العالم. زرع ... فحصد الأداء والتقدير من اللاعبين.«الأزرق» خرج خاسرا لكن معلول استحق تقدير واحترام المنتخب المصنف ثالثا الذي عاد إلى دياره وهو يستذكرك، منتخب تصنيفه 125 عالميا نجح في إنهاء الشوط الأول متعادلا 1-1 وحرمه القائم من التقدم في الشوط الثاني.سيتذكر منتخباً سجل في مرماه هدفين أحدهما من تسديدة بعيدة، والثالث من ركلة جزاء غير صحيحة سجلها فالكاو نجم مانشستر يونايتد الإنكليزي.فالكاو نفسه فشل في معادلة رقم مواطنه فاوستينو اسبريّا لجهة عدد الأهداف المسجلة للمنتخب (24 هدفا مقابل 25).ربما حرمه «الأزرق» موقتاً في تحقيق ذاك الحلم.من جهته، استوعب معلول الدرس الكولومبي عندما تغلب فالكاو وزملاؤه على منتخب البحرين بسداسية نظيفة يوم الخميس الماضي. أثبت المدرب التونسي أنه قارئ جيد.أما بيكرمان فقد غادر أبوظبي سعيداً إنما رحيله منها لم يكن بالثقة نفسها التي رحل بها من المنامة.
رياضة - رياضة محلية
ابتسامة معلول ... ما بين ملبورن وأبوظبي
08:56 ص