غازلته: «أنا بعشق الغنى قدام عينيك»، و«لعيونها» غنّى «أعز إنسان»، فتوارت «لورا» عن العيون احتشاماً، ليغرد لها متسائلا: «مالي ومال الناس».إنها غيض من فيض مبارزة فنية حامية الوطيس، دارت رحاها في «حلبة العيون»، مساء أول من أمس الجمعة، بين «ربان المركب» فنان العرب محمد عبده، و«ملكة الإحساس» المطربة المصرية آمال ماهر، اللذين حلّقا بجمهور «فبراير الكويت»، إلى حيث عوالم «السلطنة» عبر بحور الشعر الزلال والنهر الموسيقي العذب، وفي حضرة الربان وملكة الإحساس، لا صوت يعلو فوق صوت السلطنة والطرب الأصيل.بالآلاف من الجماهير التي تقاطرت مبكرا، عجت قاعة مسرح صالة التزلج في ليلة استثنائية وأمسية فنية من طراز رفيع، في ثالث ليالي «فبراير الكويت»، التي انطلقت في الثالث عشر من مارس الجاري وتتواصل حتى السابع والعشرين منه، تحت إدارة وتنظيم شركة «روتانا».وما أن أطلت ملكة الإحساس الفنانة آمال ماهر، التي استهلت الليلة، بفستانها الوردي اللامع، حتى انحنت أمام عاصفة من التصفيق، وبدأت وصلتها الغنائية بمشاركة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أمير عبد المجيد، لتتألق في أغنية «رايح بيا فين»، التي دغدغت مشاعر الجماهير ونالت الإعجاب، لتجلس بعد ذلك على رصيف الذكريات وتستعيد أجمل اللحظات في الأيام الخوالي، عبر أغنية كلاسيكية بعنوان «الكلام عن ذكرياتنا»، وما لبث نهر الرومانسية أن فاض في زوايا المسرح، عندما انهمرت أحاسيسها بغزارة في أغنية «خلني أمر مثل السحابة العابرة»، كلمات عبد الأمير عيسى وألحان الفنان الكبير الراحل طلال مداح، لتؤكد أن هذه الليلة لن تمر مرور الكرام بل ستبقى راسخة في الأذهان.وقدمت المطربة المصرية باقة من الأغاني العاطفية، بطيئة الإيقاع حينا والسريعة في أحيان أخرى، لاسيما عندما غردت أغنية «يومين» التي قدمتها على مسرح «فبراير الكويت» لأول مرة، وهي من الألبوم الجديد، ثم استعادت أجواء الرومانسية في أغنية «لسه أنا بسأل عليه»، وأتبعتها بأغنية «اتقي ربنا فيَ»، التي يقول مطلعها: «شايلاك سنين في عيني... وأنت مطلع لي عيني»، غير أنها لم تستطع الانتظار طويلا إلى حين اعتلاء فنان العرب محمد عبده خشبة المسرح، لتغازله بأغنية «بقولها الليلة»، التي تعد واحدة من روائع «أبو نورة»، وتقول كلماتها:«بقولها الليلة بقولها... وأهدم جدار الخوف بيني وبينها... عدّا علي الوقت... بين انتظار وصمت»، وكان أداؤها رائعا واختيارها موفقا.ثم واصلت إبداعاتها في أغنية جديدة بعنوان «تسلم لي إيديك»، تبعتها بأغنية «أنا بعشق الغنى قدامك»، فأغنية «احنا أولاد النهاردة»، قبل أن تلهب الأجواء برائعة «يا عيني عليك يا طيبك»، من كلمات الشاعر الراحل حسين السيد وألحان طلال، حيث تفاعلت معها الجماهير كثيرا، لتشدو في حب مصر بأغنية «طوبة فوق طوبة».ولم تنس المطربة المصرية آمال ماهر الاحتفال بعيد الأم على طريقتها، من خلال الأغنية الخالدة «ست الحبايب» للفنانة القديرة فايزة أحمد، لتختتم وصلتها الغنائية بقولها: «سعدت بوجودي مع الجمهور الكويتي، وتشرفت بأن جمعتني الصدفة بفنان العرب محمد عبده في هذه الليلة البهيجة».بعد ذلك، أطلت عريفة الحفل الإعلامية فاطمة بوحمد لتعلن عن وصلة فارس الأمسية المطرب السعودي القدير محمد عبده، الذي ما أن سمعت الجماهير وقع خطواته على خشبة المسرح، حتى دوت الهتافات وتعالت الصيحات في قاعة صالة التزلج.واستهل فنان العرب وصلته الغنائية بأغنية «مالي ومال الناس»، التي أدارت الرؤوس طربا، ثم أغنية «لعيونها»، فأغنية «حبيبي»، التي يقول فيها «جيتك حبيبي معترف بخطاي».ثم اعتلى الإعلامي عبد الرحمن الديَن خشبة المسرح، معلنا عن مفاجأة نالت استحسان الجميع، وهي «دويتو» بين ملكة الإحساس و«أبو نورة» في أغنية «أعز إنسان»، ومن كلماتها: «الله يخليك يا أعز إنسان... الله يخليك ياني بولهان... في غيابك الكلمة تعجز عن نحرها... وفي قربك الليلة يحضنها قمرها»، ولاقت الأغنية تفاعلا وانسجاما منقطع النظير.وكدأب الكبار منح «أبو نورة» الفرصة الكاملة للفنانة آمال ماهر لإظهار دفء إحساسها والتنقل بين طبقاتها الصوتية المتعددة.وفي مشهد طريف حاول فنان العرب إضفاء جو من المرح وأن يداعب الجمهور، عندما وقفت الفنانة آمال ماهر إلى جانبه وتجلى الفرق في طول القامة بينهما، فلم يجد لمجاراتها أفضل من الوقوف على رؤوس أصابع قدميه، ورغم ذلك لم تنجح المحاولة.وغادرت النجمة المصرية المسرح، ليستأنف فنان العرب وصلته الغنائية، بأغنية من أشعار الشيخ محمد بن راشد يقول مطلعها «يكفيك انك شفتها دون ميعاد... يكفيك شمّك من بعيد لعطرها».ولم تهدأ صيحات الجماهير المنتشية طرباً، والمطالبة بأغان «سامرية» إلى جانب المواويل التي لها رونق خاص مع حنجرة محمد عبده، لكنه اعتذر عن تلبية بعض الطلبات لعدم إدراجها في «البروجرام»، ليعزف على أوتار القلوب بأغنية «أسمع رسول أشواق قلبي ينادي...ترقص أماني نشوتي لما أشوفك».وأثناء ذلك، حاولت إحدى المعجبات التقاط «سيلفي» مع فنان العرب، عندما تسللت خلسة إلى خشبة المسرح، لكنها فشلت وعوقبت بالخروج من القاعة، ليقدم «أبو نورة» أغنية «حاولت أسوي نفسي ما أشوف».وتلاها بأغنية «لورا»، وهي قصيدة فصحى للشاعر الكبير الراحل غازي القصيبي وألحان محمد عبده، ومن كلماتها «تتوارى عن العيون احتشاما... وحنانا بمهجة الفنانِ».وكانت الجماهير على موعد مع السلطنة في الأغنية التي أحبتها وحفظتها عن ظهر قلب «بنت النور»، ليتبعها بأغنية «عيوني حزينة»، ثم أغنية «أيوه»، فيما كان مسك ختام الحفل مع أغنية «يا ليل خبرني»، التي ألهبت المدرجات وأشعلت الأكف تصفيقا.
فنون - هلا فبراير
حلبة العيون شهدت مبارزة حامية في ثالث ليالي «فبراير الكويت»
محمد عبده «أعز إنسان» وآمال ماهر «ست الحبايب» ... في ليلة «السلطنة»
08:15 م