تخرج من حين لآخر بعض التصريحات المغلوطة عن الشريعة ونصوصها من مسؤولين وقيادات، لا تقل خطورة في تشويه صورة الإسلام النقية عن الطريقة التي تقوم بها عناصر «داعش» في قتل بعض الأسرى الذين يقعون في أيديهم.الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) لا يمكن أن يكون هو الدين الذي يدعو إلى سفك الدماء وقتل الأبرياء.الإسلام الذي نهى عن إكراه الناس على دخوله ( لا إكراه في الدين ) وأمر عند فتح البلاد الجديدة بترك الرهبان والأحبار يتعبدون في صوامعهم وكنائسهم دون قتلهم أو هدمها عليهم، لا يمكن أن يكون دين إرهاب.الإسلام الذي بيّن أن دخول جهنم كان عقوبة لامرأة حبست قطة، لم تطعمها ولم تجعلها تأكل من خشاش الأرض، هل يعقل أن يقبل بتعذيب البشر أوحرقهم؟للأسف أن هناك من ينتسبون إلى الإسلام وهم من أكثر المشوهين لصورته، لا أدري عن حقيقة مشهد قتل المصريين الأقباط في ليبيا، والمنسوب لجماعة «داعش»، فطريقة الإخراج تفوق قدرات «داعش» بكثير، لكن إن صح المشهد فإنه إضافة جديدة لتشويه صورة الإسلام أمام العالم على يد هؤلاء، وهذا المشهد هو فرصة قُدمت على طبق من ذهب لكل من يريد التدخل العسكري في ليبيا ودعم قوات حفتر وتحقيق السيطرة على الثروة النفطية المتوافرة هناك.بل إن مشهد قتل الأقباط في ليبيا ربما اتخذه بعض الغربيين المتطرفين كحجة لقتل المسلمين في أوروبا وأميركا من باب المعاملة بالمثل.لقد استنكر العالم الحر مقتل ثلاثة شبان مسلمين على يد متطرف أميركي في ولاية كارولاينا، وأُجبِر الرئيس الأميركي على الاستنكار بعد ردات الفعل الكبيرة التي شهدتها وسائل التواصل الالكتروني والتي أعربت عن استغرابها لصمت المسؤولين الأميركان، فلماذا نقلب الموقف ضدنا ونتحول من ضحية إلى مجرمين بسبب تصرفات لا مسؤولة باسم الدين؟!إن تشويه صورة الدين والإسلام ليست مقتصرة على إراقة الدماء، بل إن استخدام النصوص الشرعية عند بعض علماء السلاطين هي صورة أخرى من التشويه، إذ تجد فيها الدعوة إلى الخضوع والخنوع والقبول بالظلم، برغم أن الإسلام يدعو إلى العزة والأنفة، فبعض المنتسبين إلى العلم جعل الناس تكره الدين لكثرة التبريرات التي يسوقونها للسكوت عن الظلم، في الوقت الذي يسلطون فيه ألسنتهم وأقلامهم لذبح كل من يخالف فكرهم،أو يكشف عوار مواقفهم!على كل حال سيظل الإسلام دين الرحمة والسلام، دين العزة والكرامة، دين نصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم، مهما حاول تشويه صورته أعداؤه، أو بعض المنتسبين له من حيث لا يشعرون.Twitter: @abdulaziz2002