ما يحدث في المشهد السياسي حاليا أمر طبيعي جدا لمن يقرأ التاريخ والتي تبين صفحاته بأن مشهد أصدقاء الأمس أعداء اليوم متكرر جدا خصوصا بين أولئك الذين تربطهم المصالح الخاصة ونقصد بالمصالح الخاصة هنا نهب البلد وتقسيم ثرواته.لا يُوحد أصدقاء الأمس أعداء اليوم الا ظهور قوى لا يستطيعون التحكم بها تهدد عملية ازدياد أرصدتهم بالطرق غير المشروعة وتكشف ألاعيبهم وخططهم كما حدث «بالأمس القريب» عندما توحدت كل القوى المستفيدة من شلل البلد وسخرت كل أسلحتها من قنوات فضائية وكتاب ودواوين على القضايا التي تطرحها المعارضة.ان أصدقاء الأمس أعداء اليوم يعدون بأنهم سيكشفون المستور وسيحاربون الفساد الذي هم جزء أساسي في انتشاره، والمبكي أن هناك من يصدقهم بل ويصفق لهم وتناسى بغباء مواقفهم «بالأمس القريب» ... ولعل ساحة «تويتر» خير دليل!ما سيحدث في المقبل من الأيام هو تكرار السيناريو ذاته ... سيتوحد أعداء اليوم مرة أخرى على أي نفس اصلاحي يهددهم وسينقضون علينا مرة أخرى والسبب في ذلك تصفيق البعض لهم في كل مرة تتفق قضاياهم مع قضايانا كما حدث «بالأمس القريب».هذا ما يقودنا الى فهم أسباب ضعف المعارضة، فالتاريخ يعيد نفسه والمعارضة ستعود سواء بالأسماء القديمة والتي يتحمل كثير من الأسماء فيها سبب الضعف الذي تعيشه المعارضة اليوم أو بأسماء جديدة تقود المرحلة بنهج جديد!فالنهج القديم للمعارضة سمح لكل من يحارب الفساد بالعلن ويمارسه بالخفاء الالتحاق بها ودعمها لاعتلاء المنصات محاربين كل من يتعدى على الدستور والتعدي على المال العام وهم أول من اغتصبوا الدستور وتعدوا على المال العام! والمصيبة كانت بمن صدقهم بل وصفق لهم وتناسى بغباء مواقفهم «بالأمس القريب».ستتكرر كل المشاهد مرة أخرى ... وستتكرر حالة التصديق والتصفيق لهم ... كما حدث «بالأمس القريب» وكما سيحدث في المستقبل القريب!د ا ئ ر ة م ر ب ع ة :«الجماهير بحاجة الى من يقودها ويحميها لأنها عبارة عن قطيع لا يستطيع الاستغناء عن راع يقوده» ... غوستاف لوبون.Tabtabaee @