في ليلة «جهراوية» بامتياز، ازدانت شعرا وفنا، وغمرتها ترانيم الفرح، ووسط حشد غفير تقدمه محافظ الجهراء الفريق الركن متقاعد اللواء فهد الأمير، وأمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة ومساعده الدكتور بدر الدويش إضافة إلى مدير مهرجان القرين الثقافي منصور العنزي، عجت قاعة مركز كاظمة الثقافي القريب من القصرالأحمر في محافظة الجهراء، بالعشرات من أهالي المنطقة ومن مختلف الفئات العمرية، الذين تهافتوا إلى المكان منذ وقت مبكر، للاستمتاع بالموروث الشعبي الكويتي العريق.وتحت مظلة مهرجان القرين الثقافي، أشهر مساء أول من أمس الجمعة، المحافظ الفريق الركن متقاعد اللواء فهد الأمير، وأمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة ومسؤولون سيوفهم في «العرضة الحربية»، تفاعلا مع فرقة الجهراء للفنون الشعبية خلال الحفل الذي أحيته الفرقة، فيما تبارى شباب الجهراء شعرا في الأمسية الشعرية الشبابية التي صاحبت الحفل.وشارك في الأمسية الشعرية التي أدارها خالد الويسي ثلة من الشعراء، منهم سعود الطاثوب الذي حلق بالجمهور في قصيدة «الإقلاع»، ومحمد الخالدي وعبد الرحمن الحبلاني اللذان قدما مجموعة من القصائد الوطنية، التي تخضبت بحب الوطن، إلى جانب القصائد الغزلية التي داعبت المشاعر ودغدغت الجماهير أيضا، حيث لم تخل القصائد الشعرية من روح الدعابة وجزالة المعنى.فيما ألهبت فرقة الجهراء للفنون الشعبية الأجواء الباردة، بأغاني السامري والمجيلسي والفريسني خاصة الأغاني الحماسية، و«الشيلات الوطنية» التي لاقت تفاعلا وانسجاما منقطعي النظير من قبل الجماهير، فضلا عن العرضة الحربية ذات الايقاعات السريعة والحماسية، والتي تعتبر من أبرز الفنون الشعبية في التراث الكويتي والجزيرة العربية بشكل عام.وعلى الرغم من برودة الطقس، حيث أقيم الحفل خارج القاعة وفي الهواء الطلق، إلا أن سخونة الأجواء الفنية في مركز كاظمة الثقافي، كانت كفيلة بأن توقد الحماسة في نفوس الحاضرين، ولاسيما المسؤولين وعلى رأسهم محافظ الجهراء الفريق الركن متقاعد اللواء فهد الأمير، الذي شارك بالعرضة الحربية عندما أشهر سيفه في أغنية «عيّد يا وطن جتك البشاير...جينا كلنا من دون قاصر»، ملوحا بالسيف يمينا ويسارا بمعية اليوحة والدويش ومنصور العنزي، وغيرهم ممن بلغ بهم الحماس مبلغه، مرددين الأهازيج الوطنية «دارنا حقك علينا»، و«حنا فدا للبلد»، حتى تعالت أصوات طبول الفرح، واهتزت أركان المركز الثقافي فكان ارتدادها في القصر الأحمر، الذي استفاق من سباته واستعاد شريط الذكريات، ولاسيما بطولات رجالات الكويت الصناديد، الذين سطروا أكبر الملاحم وأعظم الأمجاد في الماضي في ساحاته وتحت أنظاره.