استسمح السادة القراء بالكتابة عن الحمار ومن يشابهونه، وإن كنت لا أجد حرجا في ذلك لأن ذكر الحمار ورد في القرآن الكريم في خمسة مواضع، ثلاثة منها في موضع الذم.فقد وصى لقمان ولده - كما جاء في القرآن - بعدم رفع الصوت دون حاجة، وشبه من يفعل ذلك بصوت الحمار.ولا يخفى على أحد، أولئك الذين يستخدمون صراخهم وارتفاع أصواتهم سواء في المجالس أو على شاشات الفضائيات من أجل ترويج الباطل الذي يؤمنون به، أو مقابل الثمن الذي دفع لهم من أجل مناصرته.وعادة لا يلجأ إلى الصراخ ورفع الصوت إلا ضعيف الحجة، يريد بذلك كما يقول المثل (يأخذ الناس بالصيحة).والموطن الثاني هو تشبيه الله تعالى اليهود الذي لم يفهموا التوراة ولم يستفيدوا ما جاء فيها من وصايا ولم يطبقوا ما فيها من تعاليم بالحمار الذي يحمل الكتب على ظهره، فلا يعرف قيمتها ولا مضمونها، ولا ينتفع منها (مثل الذين حُمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا)، والسفر هو الكتاب الكبير.وكم من الناس اليوم ربما يكون حافظا للقرآن الكريم، وحاصلا على درجات علمية عليا في الشريعة، إلا أنه لا يطبق ما فيه من أحكام وتوجيهات وأخلاق.وإنما يبدل في النصوص ويستخدمها بما يتوافق مع هواه، وأحيانا بحسب الثمن الذي يُدفع له!!يقول سيد قطب رحمه الله في كتابه الظلال تعليقا على الآية السابقة «والمسلمون الذين غبرت بهم أجيال كثيرة، والذين يعيشون في هذا الزمان، وهم يحملون أسماء المسلمين ولا يعملون عمل المسلمين، وبخاصة أولئك الذين يقرأون القرآن والكتب وهم لا ينهضون بما فيها.. أولئك كلهم كالحمار يحمل أسفارا، وهم كثيرون، فليست المسألة مسألة كتب تُحمل وتدرس، إنما هي مسألة فقه وعمل».هناك حقائق واضحة لا يمكن للإنسان أن يغمض عينيه عنها أو يدّعي أن الأمر ملتبس عليه، لكن لحاجة في نفسه يقوم بمناصرة طرف على آخر، أو يصمت عن مظلمة لا يختلف اثنان على وقوعها.وكم زعم قوم أن هناك ثورات وهي في حقيقتها انقلابات، وكم دافع قوم عن جرائم في حق الإنسانية، فادعوا زورا وبهتانا أنها حرب ضد جماعة إرهابية، وللأسف أنه انساقت وراء تلك الدعايات الكاذبة قطعان من البشر، فهل هناك استحمار أكبر من هذا!!****الخرفانأرادوا تشويه صورة المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، فاعتبروا أعضاء الجماعة الذين يتبعون توجيهات المرشد، كالخرفان التي يقودها الراعي دون أن تدرك إلى أين مصيرها، ونسي أولئك أنفسهم عندما صدّقوا ورددوا دعايات الباطل دون التأكد من صحتها، وفي رأيي أن يكون الإنسان خروفا في اتباع الحق - مع تحفظي على التشبيه - أفضل مليون مرة من أن يكون حمارا في تأييد الباطل ومناصرته.ورد في الحديث «إذا سمعت نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطانا»، فنعوذ بالله من شياطين الفضائيات.Twitter:@abdulaziz2002