تأهيل المقاولين والشركات والمصانع للدخول في مناقصات شركة نفط الكويت هو المرحلة الأولى وبوابة الدخول إلى مناقصات الشركة الأكبر في القطاع النفطي الكويتي، ومن خلالها يمكن للشركات ان تدخل عالم الملايين والمليارات.«الراي» حاورت ثلاثة مسؤولين عن عمليات التأهيل في «نفط الكويت»، بيدهم مفتاح الدخول إلى مناقصات بالمليارات تطرحها الشركة، للتعرف إلى آلية التأهيل ومعاييره وضمانات شفافية التقييم، وما التحديات التي تواجه نفط الكويت مع الراغبين في التأهيل وما إذا كان هناك استثناءات.رئيس فريق عمل ادارة علاقات الموردين في شركة نفط الكويت طارق يوسف المسعود أكد أن طبيعة الأعمال في «نفط الكويت» لا تسمح بأي مجال للتجربة او اعطاء فرص غير مدروسة، «فحجم المخاطرة لدينا محدود جداً وعلينا الحد منه قدر الامكان حتى لا تتأثر عمليات الشركة أو الانتاج أو الاعمال والخدمات المرتبطة فيها، نظراً لأن اي تأخير في المشاريع مكلف للشركة».وأشار إلى أنه «قبل عامين تم تأسيس إدارة مختصة لتأهيل الشركات (المصانع والمقاولين) لتقديم الخدمات والأعمال وهي تتبع الاسس العالمية في الشركات النفطية من خلال التأهيل عبر التقييم الفني والمالي والجودة ومعايير السلامة والصحة والبيئة، ليصبح التأهيل عن طريق تقييم تقوم به إدارات متخصصة وفنية»، لافتاً إلى أن «هناك ايضاً الزيارات الميدانية احياناً للتحقق من المعلومات سواء كانت داخل او خارج الكويت».وأكد أن «جميع التقييمات تتم وفق شروط معينة ويتم وفق نظام درجات تتم مراجعتها عبر لجان متخصصة للتأكد من سلامة التقييم وضمان حياديته وضمان ان هذه الشركات تتمتع بجميع المؤهلات العالمية»، مضيفاً ان «بعض الاعمال تتطلب شهادات عالمية مثال شهادة جمعية هندسة البترول الاميركية وكذلك المصانع بعضها يتطلب شهادات من جمعية المهندسين الاميركية وعلينا التحقق منها جميعاً. وفي حال رفض اي شركة فهذا يعني ان لديها مشكلة في احد البنود او الاسئلة، لكن الباب يبقى مفتوحاً للاستيضاحات في حال الاعتراض على نتائج التقييم».وأشار المسعود إلى أنه «في بعض الحالات تأتي شركة كبيرة لكن نطاق عملها في دولة واحدة، في حين المتطلب ان يكون مجال العمل في اكثر من دولة خارجية بما يثبت قدرتها على العمل خارج دولها».وأوضح المسعود أن «نفط الكويت أولت اهتماماً لتطويرالمقاولين المحليين وتم استحداث بعض الأعمال وجعلها مقتصرة على الشركات المحلية، طالما أن الشركات المحلية قادرة على توفيرها»، مضيفاً أنه «على الرغم من ان بعض الاعمال في السابق كانت تقتصر على الشركات الاجنبية عملنا على تطوير المقاولين المحليين وسمحنا بالمشاركة الفنية ما بين المقاول المحلي والعالمي، لتطوير الخبرات الفنيّة المحلية».واوضح ان مسؤولية نفط الكويت تأهيل شركات قادرة لديها خبرة مناسبة لتحمل الاعمال خصوصاً انها شركة تشغيلية بما لا يضع الشركة في خطر ومخاطر.وقال المسعود نسعى من خلال المشاركة بالمعارض داخل وخارج الكويت إلى استقطاب شركات أكثر وتأهيلها لزيادة المنافسة في مشاريع خطة الشركة الطموحة للوصول بالانتاج الى 4 ملايين برميل عام 2020، أي بعد 5 سنوات وهي خطة جادة تتطلب جهوداً كبيرة وشركات. قائلاً «من مهام الادارة لو ان هناك تكنولوجيا جديدة لدى احدى الشركات نقوم بتقييمها وعرضها على اللجان الفنية ومدى الحاجة لها من مسؤولي الشركة في هذا القطاع او ذاك».وأوضح أن «هناك قطاعاً لمراقبة اداء المقاولين وتقييم ادائهم ومراجعته والاجتماع بهم والادارات المعنية لمراجعة ودراسة اي مشاكل ما بين المقاول والادارة»، مشيراً إلى ان: «بعض المشاكل داخلي ويرتبط باستقدام العمالة للمشاريع وهناك مشاكل خارجية مرتبطة بالروتين الحكومي والذي لا يواكب زخم المشاريع».وأكد المسعود أن «الشركة ستبدأ استقبال الطلبات للتأهيل عبر الانترنت خلال 2015، وسيكون للمتقدم حساب خاص به لمتابعة مراحل تأهيله ويمكن من خلاله الرد على استيضاحات الشركة».وأكد المسعود ان «بعض الاوراق تتطلب تصديقات من جهات او وزارات ولابد من المستندات الأصلية، أما بالنسبة لسابقة الاعمال فيمكن الاكتفاء بالصور المصادق عليها بختم الشركة، وعلى طالب التأهيل التعهد بأن جميع الاوراق المقدمة سليمة».وأضاف «في بعض الأحيان يكون هناك زيارات ميدانية للمصانع والشركات».جوهرمن جانبه، أوضح كبير مهندسي علاقات الموردين منصور جوهر عبدالله أن لدى «نفط الكويت» 89 فئة من فئات الأعمال المختلفة والمتنوعة ما بين أعمال تخصصية الى أعمال مساندة، تأهلت للقيام بها 800 شركة عالمية ومحلية.وأوضح جوهر أن «نفط الكويت تتسلم نحو 20 طلب تأهيل جديداً كل شهر»، مشيراً إلى أن»وقت التأهيل يتوقف على مدى استيفاء المتطلبات فكلما كانت الاوراق جاهزة وواضحة كان التأهيل سريعا والفرص مفتوحة للجميع».وأوضح جوهر ان «هناك قوائم عدة للتأهيل، منها الأنشطة التخصصية مثل حفر الابار وفحصها والصيانة والمسح ومنها الأعمال المساندة مثل التنظيف وغيرها، ولكل مجال قائمة شركات مؤهلة لها متطلبات خاصة ومحددة للفئة المتقدم عليها».وأضاف: «كذلك هناك سابقة أعمال خاصة بالفئة المتقدم عليها أو القدرة المالية، اضافة لتطبيق نظم الصحة والسلامة والبيئة والامن وهي تختلف من قائمة لأخرى، وكلها متوافرة عبر الانترنت للاطلاع عليها».ولفت جوهر إلى أن «دور نفط الكويت والإدارة التابعة في تأهيل المقاولين التأكد من مقدم الطلب وكينونة الشركة واوراقها الرسمية ومطابقة عقد التأسيس للاسم والتأكد من الخبرات الموجودة في هذا الطلب».وأوضح جوهر أن تأهيل الشركات يتطلب التأكد منها وليس كونها تابعة لمجموعة شركات أو شركة أم لديها شركات تابعة يفي بالمتطلبات حيث تعتبر شركة منفصلة بذاتها وعليها استيفاء المتطلبات منفردة، ولا نكتفي بكونها تابعة لشركة لديها خبرة ما ولايجوز ان تعتمد شركة سابقة أعمال شركة تابعة لها وحتى الخبرات الفنية يجب ان تكون للشركة نفسها طالبة التأهيل»، متسائلاً: «ماذا لو باعت الشركة الام الشركة التابعة التي تأهلت بناء على خبراتها؟»وتابع: «بعد التأكد من استيفاء كل الاوراق والشروط تبدأ مرحلة التقييم للخبرات والفنية والقدرات المالية للفئة المراد التأهل لها ويتم تقييم التقارير المالية للشركات بشكل موحد لضمان الشفافية من خلال برنامج عالمي وفق 3 مستويات: عال ومتوسط ومنخفض، ووفي حال قبول الشركة ووضعها في قائمة التأهيل المطلوبة، أما في حال رفضها فيتم إبلاغها بالاسباب تفصيلاً ولا نغلق الباب خصوصاً في حالات وجود نقص في الأوراق أو المعلومات، ودائماً نستقبل ردود الشركات، والباب يظل مفتوحاً للتحقق من كل المعلومات في حال تقصي الاوراق لمعلومات معينة».وقال جوهر لدينا فئات معينة متخصصة للفئات المحلية فقط ونقوم بزيارات ميدانية لهم من خلال لجنة متخصصة لتأهيل الشركات المحلية للتأكد من استيفاء شروط التأهيل.وأضاف: «نظراً للنقص لدينا في التخصص المباشر في مجال انتاج النفط ومنها المسوحات والصيانة نشجع المقاولين المحليين عبر تأهيلهم لفئات اخرى في الاعمال التخصصية سواء بناء على قدرة الشركة نفسها إذا كان لديها خبرة في هذا التخصص أو من خلال شراكة فنية مع شركة عالمية متخصصة حتى تكتسب الخبرة مستقبلاً ومن ثم تنفذ الأعمال مستقبلاً منفردة بعد انتقال الخبرة إليها خلال عقد الدعم الفني مع الشركة العالمية».الدويلةمن جانبه، قال كبير مهندسي علاقات الموردين «المصنعين» يوسف سعد الدويلة: «لدينا حالياً اكثر من 2000 مصنع محلي وعالمي مؤهل في شركة نفط الكويت، منها 50 مصنعاً محلياً، والبقية عالمية موزعة على 60 دولة».وأشار إلى أنه «بالنسبة للمصنعين، لدينا حالياً 134 فئة تخصصية تندرج تحتها 258 فئة فرعية وكلها تغطي مجموعة واسعة من المنتجات والمعدات المطلوبة لضمان توفير افضل واجود المنتجات والأعمال منها خطوط الانابيب والمضخات بأنواعها ومعدات قياس التدفق ومعدات الرفع وانابيب الحفر وغيرها».وأوضح الدويلة ان طريقة التأهيل للمصانع مشابهة لتأهيل المقاولين «الموردين» وتقييم المصانع يتم وفق 3 أسس (1) الفني والخبرات والأعمال السابقة (2) والتقييم المالي حسب آخر ثلاث ميزانيات للمصنع ويتم التقييم عبر نظام موحد (3) الصحة والسلامة والبيئة، قائلاً «التقييم يتم على اسس واضحة ومحددة لكل فئة».ولفت الدويلة إلى أن «معايير التقييم مختلفة من فئة لاخرى حتى لا تظلم وهناك فرق متخصصة تقوم بالزيارات الميدانية للمصانع مع فرق التفتيش لبعض المصانع التي تندرج تحت فئات تخصصية عالية ولها علاقة بأعمال الحفر بحيث يتم التأكد من مطابقتها للمعايير الفنية والعالمية ولضمان جودة المنتجات والمعدات، واي مصنع يغير مكانه يتطلب استيفاء متطلبات جديدة».
اقتصاد
نظام تأهيل المقاولين في «نفط الكويت» ... ما له وما عليه؟
من يحمل مفتاح المليارات؟
04:45 ص