جاء الحق وزهق الباطل، وانقشعت ظلمة الجهل وجبروت الجاهلية، وتنسمت الدنيا رياح التسامح والمودة والتراحم والأمن والأمان والصدق والإخلاص والإيثار، وكلها خصال وسلوكيات لم يكن لها وجود يذكر قبل مولده الشريف إلا من النذر اليسير. إنها ليست ذكرى عادية... بل ذكرى مولد خير الأنام، وسيد ولد آدم، وخاتم النبيين والمرسلين، صاحب الحوض والشفاعة.إن ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم فوق أنها تجدد في الأذهان والقلوب ذكرى الهادي البشير والسراج المنير، فإنها تذكر الأمة الإسلامية بانها خير أمة أخرجت للناس، وأنها أمة الوسط والاعتدال، وأنها الأمة التي نالت الشرف العظيم بأن جعلها الله آخر الأمم، وأمة خاتم الرسل.. إنه لفضل لا يدانيه فضل، وشرف لا يطاوله شرف...«ذلك يوم ولدت فيه...» هكذا أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن سبب صومه ليوم الاثنين... وها هي الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض تعيش هذه الأيام ذكرى مولده الشريف صلى الله عليه وسلم الذي غيّر وجه الأرض، وبه عمّ النور أرجاءها.ذكرى رسول الإنسانية، ومخرج البشرية من الظلمات الى النور، وخاتم الانبياء والمرسلين، وصاحب الدين الخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي اضاء الكون بمولده بعد ان اطبق عليه الظلام، واستفحل الباطل، واستأسد الضلال، وباتت الدنيا لا تعرف للنور طريقا، ولا للحق سبيلا، ولا للعدل مخرجا، وكان الناس يعيشون في جاهلية تلاشت امام سطوتها القيم الانسانية النبيلة وانحسرت في مواجهتها الفطرة السليمة، واحتجبت العقول عن التفكير واستسلمت للهوى والرغبة، حتى نزل الانسان من عليائه وسجد للحجر والشجر والدواب...ظل الناس هكذا يتمادون في جاهليتهم حتى ظهر النور الذي بدد الظلام، وأضاء الكون بإشراقته في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول، الذي أُرخ له حسب البيئة «بعام الفيل» الموافق العام (571) من الميلاد.لقد كان ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم منة عظيمة من الله تعالى على الناس، قال تعالى (لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) (164) آل عمران، فما دلالة الآية الكريمة على ما نحن بصدد الحديث عنه، وهو الاحتفال بذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم؟لقد ارسل الله تعالى رسلا كثيرين الى اقوامهم وتحدث عن حياتهم بالتفصيل ولقد احتفى القرآن الكريم ببعض الرسل من ساعة ولادتهم الى موتهم وبهذا اصبح الحديث عن ميلاد ذلك النبي قرآنا وشرعا (كما جاء في ذكر ولادة عيسى عليه السلام وموسى عليه السلام ويحيى عليه السلام) ونحن كمسلمين نحتفل كل ثانية بميلاد احد هؤلاء الانبياء لأنه ما من ساعة ولا ثانية تمر الا وأحد من المسلمين يقرأ هذه الآيات التي تحتفي بمولد الانبياء عليهم وعلى رسولنا افضل الصلاة والسلام فهناك من يحتفل هذا الاحتفال القرآني بولادة عيسى صلى الله عليه وسلم وما رافقه من عبر وكذلك بموسى صلى الله عليه وسلم من ساعة ولادته الى ان اصبح في قصر فرعون الى موته بالتفصيل.نسأل لماذا فعل الله تعالى هذا، ولماذا قص علينا قصص ولادات الانبياء وآثارهم؟الله تعالى لما احتفى بمولد الانبياء وآثارهم لأنه سبحانه وتعالى يعلم ان الامة عندما تتزعزع وتفقد الثقة يذكّرهم بأيام الله حتى يثبتوا، عندما انهزم المسلمون في أحد ذكرهم بقوله تعالى: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون) (123) آل عمران. (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون) (26) الأنفال. التذكير بأيام الله وبالمنن والآثار خيرها وشرها عبرة ولهذا قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين) (120) هود، فالاحتفال بالنبي صلى الله عليه وسلم وحياته فكأنما يقول تعالى لنبيه: اذا كثر عليك المشركون اذكر كيف فعلنا مع موسى وعيسى حتى يتجدد الايمان والثقة بالله تعالى (وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين) (120) هود.الحق هو المعجزات والموعظة لمن ينكر ذلك ولمن ضعف وتزعزع وعليه ان يعود، وذكرى للمؤمنين لأن (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). الله تعالى يعلم ان النفس البشرية مطبوعة على ما تحب ومن يحب يعشق كل ما يتعلق بالمحبوب.عندما كان المسلمون على هذه القوة المعروفة لم يكن يشغلهم من شغل إلا الرسول صلى الله عليه وسلم وعلم السنة رواية وتحقيقا ومجالس ودراسة، ولم يُخدم علم في الدنيا كما خُدم هذا العلم، وكانوا يتحققون من كل شيء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فوصفوه صلى الله عليه وسلم وذكروا كم عدد الشعرات السوداء في لحيته، ووصفوا مشيته ووقفته وسواكه وصفاً دقيقاً، وهذا هو الاحتفاء به صلى الله عليه وسلم، وتحدثوا عن رضاعه، وكان المسلمون يحتفلون بالنبي صلى الله عليه وسلم وأيام النبي صلى الله عليه وسلم، وما من صغيرة ولا كبيرة في حياته إلا كانت محور الحديث، قال صلى الله عليه وسلم: «أدبوا أولادكم على حبي» كما تناول علم الحديث شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ونفعه حتى ينشأ الناس على حبه صلى الله عليه وسلم، وكان المسلمون يحتفلون به كل يوم من انشغالهم بالحديث والسيرة وكل ما يتعلق به صلى الله عليه وسلم وكان العلم الشائع في عصرهم. أما عندما انشغل المسلمون وانقسمت الدولة دويلات وضاع أمرهم، بدأ علماء المسلمين يحاولون إمساك الأمة على وحدتها، ووجد بعضهم في ذكرى مولده الشريف سبيلا لتجديد الايمان وتقوية حب الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوب الناس، وكلنا يعلم مدى اهمية محبة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين»، ومن أحب شيئا أكثر من ذكره.قال تعالى: (ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا) منّ الله تعالى عليهم بأن جعلهم أقوياء عندما ذكرهم موسى صلى الله عليه وسلم بأيام الله عز وجل. فإذا كان القرآن الكريم احتفى بمولد موسى عليه السلام وعيسى عليه السلام وبأنبياء محدودين بزمان ومكان فكيف بالرسول صلى الله عليه وسلم وقد أرسله الله تعالى الى العالمين جميعا الى يوم القيامة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وقال تعالى (لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا) في هذه الآية ذكر تعالى المنة على المؤمنين ولم يقل العالمين لأن المنة على الذين يحبونه صلى الله عليه وسلم، وآمنوا به واتبعوه.ان الامة الاسلامية وهي تعيش اليوم حالة من التردي، ما أحوجها الى التماسك من خلال استذكار سيرة المصطفى العطرة، واستخلاص العبر والدروس حتى تستفيق وتنهض من عثرتها التي طالت... اعتقد انه سيكون خير احتفال بذكرى مولد الهادي البشير.دروس وعبرلا شكَّ أن ميلاد الرسول- صلى الله عليه وسلم- هو ميلادٌ للهداية العامة، وإظهارٌ للصراط المستقيم، وإحياءٌ للبشرية، وبعثٌ لها من رقاد طويل، كما كان ميلادًا لأمة ملَكَت الدنيا، وطوَّفت في المشارق والمغارب تحمل لواء الحق وتجاهد في سبيله، وبالحديث عن هذا الميلاد فإننا نستشفُّ العبرة ونأخذ القدوةَ استرشادًا بالقرآن الكريم ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب 21.والمسلم دائمًا وأبدًا مشوَّقٌ إلى الاقتداء وترسُّم خُطى المتقين والمجاهدين، وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم ?أولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ? الأنعام من الآية 90، وإذا أردنا أن نلتقط بعض الدروس والعبر من البحار الزاخرة في السيرة العطرة وفي الميلاد الكريم، فإن أول ما يطالعنا مما يحتاج إليه كل داعية مسلم وكل مجاهد في الحقل الإسلامي والدعوة إلى الله هو:أولا :ً أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سلك طريق التغيير بالسنن الكونية والاجتماعية والنفسية والعقلية، واستعمل كلَّ الملكات وكل الحواس والإمكانات والأساليب في دعوة الناس ونقلهم من الظلمات إلى النور، سهر الليالي، وقطع الفيافي والقفار، واستغل كل جمع وكل موسم وكل قرابة وكل صلة وكل موقف، ولم ينتصر بكلمة كن والله قادر على نصره بها والتمكين بها، ولكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عرف الواقع فتعامل معه، ووعى التقاليد فوعاها، وفهم العقول فأرشدها وحاجَّها، وقدَّر المصاعب، وعرف العقبات، وأعدَّ العدَّة، ولم يترك شيئًا للمصادفات أو الظروف.لكنه -صلى الله عليه وسلم- استغلَّ الفرص، واستفاد من المواقف، واستثمر الزمن، وجيَّش الطاقات، ووظَّف العقول، واستعمل الحكمة، وهدهد العواطف، وأشبع الأشواق، ولفت إلى الغايات، وقاس الأمور بمقاييسها الصحيحة في السرِّ والعلَن، في الإعداد والاستعداد، في السلم والحرب، فأقدم لما كان الإقدام حزمًا وعزمًا، وهادن لما كانت المهادنة كسبًا وفتحًا، وانتصر بالحجة، وفاز بالمنطق، ووجَّه بالهداية، وأبهر بالقدرة، وفتح بالتعاليم، لم يقهر النفس أو يسخر منها أو يُكرهها على شيء، بل كان حريصًا على الناس، رؤوفا رحيمًا، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ، ولا قاسيَ القلب، لم يساوم على الحق أو يلوِ فيه وإن كان يرتاد له ويسلك أفضل السبل لقبوله والإقناع به.ثانيًا: عرف الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن أسس التغيير هو الرجال فكان لا بد له من إيجادهم وتجميعهم حول دعوته، فشمَّر عن ساعدي الجد، ونزل إلى الميدان الحقيقي، الذي به تنتصر الدعوات، وتفوز الأمم، وتشاد الصروح، وترتفع المثل والغايات.وكان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يلتقي في الميدان بأعداء كثُر، وأن ينتصر في معارك متعددة، معارك في داخل النفوس الجاهلية، ومعارك وسط المجتمع ودروبه، ومعارك خارجية متربِّصة حتى يستطيع أن ينتزع الرجال.معارك الجاهلية بقسوتها وصلفها وغرورها وعنصريتها وتقاليدها وعقائدها ومظالمها ومجونها ووحشيتها وطبقيتها وأهوائها، معركة الديانات الفاسدة، بما لها من سدنة وكهنة وأحبار ورهبان، تمر سواء في الخداع والكذب والضلال، كل ذلك وغيره يحتاج في الداعية إلى ثلاثة عناصر: إيمان وصبر ووقت، وقد وجَّه القرآن الكريم الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى تلك العناصر، وأكد عليها في كثير من آياته ?يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أو انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أو زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) (5 )( المزمل، ومنها قوله تعالى: ?فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أولُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) الأحقاف: من الآية 35، وانتصر الرسول- صلى الله عليه وسلم- في هذه المعارك بإيمان وصبر وأناة؛ حتى كوَّن الأمة وانتصر بها وانتصرت به وحملت الهداية وجاهدت في سبيلها.ثالثًا: إن تربية الرجال هي أساس قوتهم وسرّ عظمتهم، واتحادهم وتآخيهم هو لبُّ سعادتهم وعزّتهم، فربى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الرجال حتى كانوا أكرم الناس نفسًا، وأتقاهم قلبًا، وأفضلهم سريرةً، وأطهرهم يدًا، وأشرفهم ذيلاً، وأوصلهم رحمًا، وأحنَّهم عاطفةً، وأعفَّهم لسانًا، وأصدقهم لهجةً، فكانوا صورةً صادقةً لدعوتهم ومثلاً حيًّا لقرآنهم ونموذجًا فريدًا لرسالتهم وقدوةً طيبةً، وتاريخًا عَطِرًا، وشهادةً واضحةً على عظمة الهداية وصِدق الداعي، وجلال التعاليم الربانية، وربانية المنهج.. أشاد القرآن الكريم بهم في رجولتهم وثباتهم، فقال الحق سبحانه وتعالى: ?وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)? الأحزاب.رابعًا: أظهرت لنا سيرة الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن تاريخ العظماء إبداعٌ ونبوغٌ وجهادٌ وكفاحٌ وبذلٌ وعطاءٌ وهدايةٌ وإرشادٌ وقيادةٌ وحكمةٌ ورحمةٌ وعدالةٌ، وأن هذا الإبداع وهذه الأوصاف كما تتحقق في خلقه العظيم وفي سيرته تتحقق كذلك في منهجه ورسالته، وقد رسمت لنا السيرة العطرة صورةَ العظمة الحقيقية، وبيَّنت لنا معالم الريادة الصحيحة، وأظهرت بهتانَ العظمة المزيَّفة وضلال الريادة المغشوشة التي بُلي التاريخ بها، واكتوت الأمم بنيرانها، وكما ذكَّرنا القرآن الكريم بالصنفَين وتلا علينا الرسول- صلى الله عليه وسلم- آياتِ الفريقين.. تاريخ الهداة وتاريخ الطغاة.. تاريخ المُصلِحين وسِيَر الفاسدين المفسدين، الذين أوردوا أنفسهم وأممَهم الحتوف والمهالك بذنوبهم وجرائمهم، وصدق الله العظيم : ?فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) العنكبوت 40.خامسًا: يجب أن تعيش الأمةُ رسالتَها إذا أرادت أن تعود إلى خيريَّتها وريادتها، وهذه الخيرية بشروطها كما ذكرها الحق سبحانه ?كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه) آل عمران: من الآية 110. يجب أن تعيش الأمة رسالتها إذا رغبت أن تحيى عزيزةً مُهابةَ الجانب، وإلا عوقبت وسلَّط عليها طغاتها وأهواءها وأعداءها، وهذه سنة الله في المتنكِّبين للطريق والمتنكِّرين له، وصدق الله: ?وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَأوينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أو تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الأعراف 176.هذه بعض الدروس والعبر في سِيَر الرسول في ذكرى ميلاده؛ حتى يستبين الطريقُ وتسير الأمةُ على هدًى من سيرة رسولها وزعيمها ورائدها.
متفرقات - إسلاميات
يحتفل به المسلمون في العام 2015 مرتين ... ظاهرة نادرة تحدث كل 33 عاماً
المولد النبوي الشريف... ذكرى عطرة تجدّد الإيمان وتعزّز الحب وتؤكد الولاء وصدق الاتباع
02:52 م