إنه الحادث...الذي اعتاد الناس رؤيته في الشارع... طفل سحقته إطارات السيارةبينما يده لا تزال قابضةعلى ما تبقى من علب «الكلنكس»ودمه الذي ينفر من جسدهيرسم على الرصيف علاقة اللحم الإنسانيبالقسوةإنه حادث... يترى كمشهد متكررلا يأخذ من وقت المارةسوى شهقة في القلب تمر بسلامأو وقفة مبهرة من أجل التقاط صورأو تسجيل مقاطع فيديوباستخدام كاميرات الأجهزة الحديثةلوضعها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعيلحصد أكبر قدر من التأثر الباهتوالتعليقات البليدةأو التزاحم من أجل «الفرجة»على هذا الجسد الطاعن في الضعفأو المشاركة في جمع الأشلاء المنتشرة في الأرجاءأو صراخ فتاة هزها منظر الدمإنه الحادث الذي لا يعْلَق أبدا في الذاكرةيكفي كي ننساهأن نعود إلى منازلنا... نقبل أطفالناونسترخي أمام التلفازنحتسي القهوةونحن نقلب بأصابعنا الغليظة في الأيقوناتالمرصودة على شاشات هواتفنا الذكية !M_allam66@hotmail.com