عمنا الشاعر سيد حجاب... في الكويت، إنه الخبر الأكثر سعادة لدى شريحة كبيرة من جمهور عشق على مدى سنوات عمره الطويلة... قد تصل إلى 50 سنة- تزيد أو تقل- كلمات شاعرنا سيد حجاب، وحفظها عن ظهر قلب، من لا ينفعل بمجرد سماعه لصوت علي الحجار وهو يشدو بكلمات سيد حجاب في مسلسل مشهور، ومن لم يجد المتعة والراحة وهو يستمع لكلمات شاعرنا بألحان الموسيقار الجميل عمار الشريعي.لقد تأثرنا على مدى عمرنا بـمقدمات الأعمال التلفزيونية... ليالي الحلمية وليلة القبض على فاطمة والأيام والشهد والدموع... والكثير من الكلمات التي التصقت بالأذهان متمسكة بزمن أكثر من جميل ذهب، وأخذ معه النقاء والصدق والجمال... في كل شيء حتى في الأغنية.وجاءت هذه المتعة من خلال ملتقى ضفاف- الذي يعمل عليه مجموعة من الزملاء الأدباء- ومن ثم حرصهم على أن تكون انطلاقته جميلة وقوية، باستضافة شخصية في قامة سيد حجاب... بمجهوداتهم الشخصية، ومساعيهم النبيلة، دون تدخل أي تدحل أو مساعدة من أي جهة ما، لذا فقد حظيت الأمسية بالشفافية والتلقائية، وحلقت في أجواء نقية وصادقة.وعلى مسرح مكتبة الكويت الوطنية... أقيمت الأمسية بتقديم بسيط وفي الوقت نفسه موفق من الزميل الناقد الدكتور أيمن بكر، وبحضور المستشار الثقافي المصري لدى الكويت الدكتور نبيل بهجت... كي يلقي الزميل الشاعر نادي حافظ كلمة ملتقى ضفاف ليقول:«عشان سيد حجاب شاعربيخطفنا لكوكب سحريعلمنا الهوى الواعرفنحسب جرحنا بالمتر»وأضاف: «هذه ليلة استثنائية بكل المقاييس، يؤنس وحدة أرواحنا فيها شاعر شاهق المعنى والخيال، برع في دوزنة قلوبنا على مقام الدهشة، إنها أمسية الشرف والحلم لملتقى ضفاف، يفتتح بها موسمه الثقافي لتعكس دأب أعضائه على تقديم أنشطة نوعية ومتميزة».وأكد بقوله: «سنظل على عهدكم بنا مؤمنين بما نعمل ومخلصين في ما نعتقد، من دون بحث عن شهرة أو مصلحة، ونعدكم بأن يكون موسمنا هذا العام إضافة جديدة عبر برنامج يسعى إلى التفاعل مع معطيات جغرافيتنا الثقافية المتنوعة».وفي ختام كلمته شكر حافظ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومكتبة الكويت الوطنية... على استضافتهما لهذه الأمسية.وانطلقت فعاليات الأمسية فيلم تسجيلي ذكر الدكتور أيمن بكر أنه من إخراج محمد ممدوح وهو أحد تلاميذه، والفيلم تحدث فيه حجاب عن رحلته مع الكلمة، تلك التي أكدتها الأجواء العامة التي كانت تسود منطقة المطرية التي ولد فيها والتي كانت تتميز بأن كل مناسباتها تستقبل بالغناء مواليد الأطفال والظهور والزواج وخلافه، كذلك المحاورات الشعرية التي كان يقيمها والدهم معه وأخوته، كما أبرز الفيلم العلاقة الوطيدة التي ربطته مع الموسيقار عمار الشريعي وبالتالي نجاحهما في تأكيد موجة غنائية جديدة من خلال مقدمات الأعمال الدرامية، وأحلامه في أوبرا مصرية وقال:«أنا شاعر على باب الله والوطن والإنسانية»، كما تضمن الفيلم شهادات ألقاها فنانون كبار في حق ضيف الملتقى، ومن هؤلاء الفنانة عفاف راضي التي قدمت من كلمات حجاب الكثير من أغاني الأطفال الناجحة، بالإضافة إلى شهادة رفيق دربه الفني الموسيقار عمار الشريعي، والذي يرى أن حجاب يكتب كلماته كالأربيسك.وبعد انتهاء الفيلم التسجيلي كرم المستشار الثقافي المصري لدى الكويت الدكتور نبيل بهجت الشاعر سيد حجاب بدرع تذكارية نيابة عن السفير المصري لدى الكويت.ومن ثم امتطى عمنا سيد حجاب صهوة المنصة كي يؤكد أن ثورة 25 يناير من أعظم الثورات ولا شبيه لها في التاريخ الإنساني، ثم اختار مجموعة من أشعاره غير المغناة، من ديوان«صياد وجنية» الصادر عام 1966.ثم تأثر الشاعر بما لقيه من حفاوة بدموع جعلت الحضور يزداد إعجابا وحبا بهذا «الكبير» شعرا وقامة، مما جعل بكر يؤكد أنه كان من خلال فيلمه التسجيلي إضفاء البهجة على المكان ولكن حدث العكس.ومن ثم توالت قصائد حجاب ليقرأ من مجموعته الكاملة قصائد حازت على إعجاب الحضور.
محليات - ثقافة
أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية
سيد حجاب... افتتح الموسم الثقافي لملتقى «ضفاف» بأمسية استثنائية
06:46 م