لفت الفنان اللبناني رفيق علي أحمد إلى أهمية دور المهرجانات المسرحية في توطيد العلاقات بين الفنانين العرب، مشيراً في مؤتمر صحافي، استهل به المركز الإعلامي لمهرجان الكويت المسرحي أنشطته، إلى أنه بعد عمر من مشاركاته في المهرجانات العربية، يرى أنه يجب أن تكون هناك إعادة نظر في بعض الشعارات التي تطلق على المهرجانات المسرحية العربية، وتفعيلها على مستويات عدة، معتبراً أن مشكلة المسرح العربي تكمن في تحديثه وإيجاد مسرح عربي بديل.وقال علي أحمد في المؤتمر الذي أقيم صباح أمس الأربعاء، وأداره الزميل مفرح الشمري: «ما زلت أتذكر شغف الناس بالمسرح عندما شاركت في أول مهرجان مسرحي بدمشق العام 1978، حيث خرج في تلك الفترة العديد من الروّاد المسرحيين على نطاق الوطن العربي كله، فشكلوا حركة ثقافية لأنهم امتلكوا هاجساً وقضية أساسية لتحقيقها، ومنذ تجربتي في ذلك العام إلى يومنا الحالي لم يتغيّر شيء على صعيد المهرجانات المسرحية العربية، لأنّ بعض الدول باتت تقيم المهرجانات من أجل الاستغلال السياحي فقط أكثر من الثقافي، لذلك أرجو من القائمين على تلك المهرجانات أن يفعّلوها بشكل أكبر، لناحية اختيار أعمال مسرحية حقيقية سبق لها أن استحدثت تطوراً ونجاحاً في بلدها، كذلك تحفيز الشباب على العمل من خلال تفعيل وزارة الثقافة في بلداننا العربية».وأضاف علي أحمد موضحاً انطباعه عن المهرجانات المسرحية التي تقام في الكويت، قائلاً: «تعودنا على الإطراء عندما نكون في بلد ما، لكن صدقاً لا أعرف سبب تعلقي بالكويت وزيارتي لها حتى لو كنت منغمساً في الضغوطات، لدرجة أنّ زوجتي باتت تغار كلما قررت المجيء إليها، فأقول لها«مالك ضرّة بالكويت، وإذا بدك تغاري، لازم تغاري من الكويت كبلد»، وفعلاً أرى أنّ الكويت تمتلك حرية في التعبير ونهضة ثقافية كبيرة، وأراها مطبعة الوطن العربي، لذلك واجب عليّ أن أشكر القائمين على هذا التشجيع عبر وجود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأصنف هذا المهرجان بأنه حصيلة تواصل المسارح الأهلية التي تريد أن تعمل، وهذا الدعم الذي تجده من الدولة، خصوصاً في ظل المشاركة العربية من قبل العاملين في المسرح والممثلين.واستطرد بالقول: «عندما نتكلم عن المسرح الكويتي فنحن نتحدث عن المسرح العربي، خصوصاً أنّ المسرح في العالم يمرّ بأزمات في ظل التطور التكنولوجي عبر وسائل التواصل والتي أسميها«التفاصل الاجتماعي»، حيث نجد العالم مع بعضه ولكن كل شخص بمفرده، وهذا الأمر سيتم تسليط الضوء عليه عبر العمل المسرحي الذي أعمل عليه، وأذكر منه جملة«تكنولوجيتنا عم تدمر إنسانيتنا»، أما في الكويت فإنه بسبب الدعم المادي وعلو هاجس الثقافة عند المعنيين بالأمر، فإننا نجد العدد الكبير من الفرق التي تنتج الأعمال المسرحية، والكويت أكثر بلد فيه حركة ثقافية مسرحية، ذات علاقة مع الجمهور وهذا أمر إيجابي».وفي ما يخصّ واقع المسرح العربي، رأى أحمد أن «المسرح العربي لم يكن موجوداً في تاريخنا وتراثنا، بالرغم من دخول العرب إلى جميع النواحي الثقافية، إلا أننا لم نجد أي اتجاه نحو المسرح، والسبب كما أعتقد هو أنه كان محرماً خاصة أنّ المسرح هو حوار، والحوارهو تفعيل العقل المباشر، وهنا أود الإشارة لوجود الخطوط الحمراء التي لايجب أن يتم تجاوزها، وعدم التطرق إلى المواضيع التي تلامسنا وتهمنا خصوصاً السياسية، ما يدفعنا إلى أن نلجأ إلى مواضيع أخرى بسبب الرقابة، إذ لا يمكننا مناقشة الفكر أو المتدين لأنه محصن، والمسرح لا يصبح مقدساً إلا بمعالجته للقضايا الإنسانية، وإذا لم ترم حجراً في المياه السياسية والاجتماعية الراكدة، حينها يصبح المسرح ترفاً ولهواً».وقال: «أعتبر نفسي مخضرماً لأنني كنت مع الجيل القديم وعملت معهم، وكذلك مع الجيل الجديد، لكنني أجد حلقة مفرغة تكمن في الجهة التي أريد أن أعطيها، بحيث يوجد انقطاع في التواصل، فعندما كنا نعمل مسرحا لم تكن هناك إمكانات، وكان العمل وفق الموجود والمتوافر مع تجيير الموهبة لقضية حقيقية، وشخصياً لم أفضل الجيل القديم على الجديد، وإن كان شباب اليوم لا يمتلك ذلك الكمّ من الفكر المسرحي، بل اعتماده الكليّ على التكنولوجيا، ما جعل قضيته الأهم صنع مسرحية دون وجود فكر وقضية محورية وقائد يجمعهم، ورغم وجود أبعاد أخرى يجب أن يهتموا بها، وهو الأمر الذي يدفعني للقول ان شبابنا لا يمتلكون هدفاً إنسانياً يجتمعون عليه، وفي المقابل تراهم كأفراد ناجحين».