أكدت رئيسة قسم الطاقة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ماري كلير عون، ان مصادر الطاقة غير التقليدية (الصخرية)، فرضت واقعا جديدا في سوق النفط، حيث اصبحت الولايات المتحدة والصين على خريطة المورّدين لهذا النوع من النفط.وأضافت خلال ندوة، عقدت في الجمعية الاقتصادية مساء أمس الأول، تحت عنوان «متغيرات أسواق النفط والغاز في ضوء تطورات الموارد الصخرية»، ان تقديرات وكالة الطاقة تشير إلى أن أميركا، كان من المتوقع ان تستورد جزءا كبيرا جدا من النفط بسبب الضغط الكبير والاستهلاك العالي، غير أنه بفضل الموارد غير التقليدية، أصبحت أميركا مصدّراً للطاقة، وغطت 90 في المئة من احتياجاتها، كما ستمنج امتيازات لتصدير الغاز والنفط، وهو ما له تأثير كبير في انخفاض سعر الطاقة، وتأثيره على إنتاج الفحم، فأوروبا تتوق لإنتاجه، ولديها الآن أسعار تنافسية.وأشارت عون إلى أن النفط الصخري في أوروبا، قد تحدث به طفرة كبيرة، ولكنها لن توازي ما حدث في الولايات المتحدة الأميركية، فإنتاج النفط في روسيا، وأميركا له أبعاد أمنية، وهناك عوائق خاصة في ما يتعلق بالموارد البشرية، كما ان الصين لديها خطة طموحة في هذا الخصوص، فضلاً عن المكسيك التي تمتلك موارد كثيرة، يمكن استثمارها في هذا النوع من الإنتاج.ولفتت إلى ان هناك اكتشافات كثيرة في مناطق مختلفة من العالم، سيكون لها تأثير كبير على السوق، كما سيكون هناك منتجون جدداً، سيلعبون دورا مهما، مشيرة إلى ان هناك فرقاً كبيراً بين المنتجين التقليديين والجدد، يتمثل في التكلفة المنخفضة لهذا النوع من الطاقة، مشددة على أن صادرات المواد المكررة من الكويت والسعودية تراجعت 90 في المئة.ونوهت عون إلى أن التركيز خلال الأعوام المقبلة، سينصب على منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يعد تحديا كبيرا للمنتجين التقليديين.وفي سياق متصل، ذكرت عون ان هناك تغييراً في استراتيجية إنتاج النفط في الوقت الحالي، حيث إن إنتاج أميركا بلغ نحو 6 ملايين برميل يومياً، في حين انخفض إنتاج إيران والعراق، لافتة إلى أن هناك مساواة في ما يسمى بالبراميل المفقودة التي تعوض النقص في الإنتاج.وأشارت عون إلى انه في عام 2010 كان هناك استقرار على سعر 110 دولارات للبرميل، وكان مقبولا لمدة عامين، ولكن هذا السعر تغيّر هذا العام، حيث حصل انخفاض في الأسعار نتيجة انخفاض الطلب على هذا النوع من الطاقة، والاتجاه الى النوع الجديد.في المقابل، رأت عون أن هناك بعض التحديات الداخلية في بعض البلدان، تؤثر على اسعار النفط، إذ ان بعض الدول يعتمد اقتصادها اعتمادا كليا على النفط، وتحتاج إلى ألا يقل سعر البرميل عن 100 دولار.,الأسعاروعن أسعار النفط، قالت عون إن سعر 70 إلى 80 دولاراً، يعد مناسبا للمنتجين والمستهلكين، وذلك وفقاً لعوامل السوق المتوافرة في الوقت الراهن، وأكدت ان الانتاج الأميركي لن يكون مربحا في حال هبوط الاسعار عن تلك المعدلات، لافتة إلى ان الدول المنتجة تحتاج إلى أن تكون أسعار النفط مرتفعة، لإعطاء دفعة لمزيد من الانتاج.