أتيت... غير قادرعلى المكوث لحظة فوق هذا الطريقوغير مستعد لأن أقطع المسافة بخطواتلا يظهر في فراغها البعدوغير واثق من قدرتي على الصمودفي وجه الريح!... أتيت لكم كي أفهم لماذا تتحفظ الأرضعلى بساتينها؟!ولماذا تظهر لي البلاد كخطوطتارة أشاهدها بيضاءوتارة أخرى أشاهدها مختلطة بدماء القتلىفوق الأرصفةوفي بعض الأحيان أشاهدها ملتوية كثعبانأو متداخلة كالمتاهةأو متطايرة في الفضاء الفارغ؟!... أتيت كي أفهم الوقت الذي يسيروفق ما يشير إليه السادةالنائمين في غرفهم النظيفةبينما الوطن ينام مع المشردين في المقابروعلى خلفية لوحة رسمها الحزن بدقةعلى أعين الأطفال وفوق الشوارع المزدحمة... أتيت ولكنني لا أكاد أصدق أن الطريقلا يزال ملتصقا بخطواتي المتهاوية!M_allam66@hotmail.com