لم يمر على معرض الكويت الدولي للكتاب...يوم واحد، لنكتشف مساء أول من أمس...حديثا يدور حول مقص الرقيب الذي اجتهد في عمله بحيوية منقطعة النظير، لتتساقط عناوين بعض الكتب تحت ضرباته المتتالية، والمثيرة.وبالمرور على أجنحة دور النشر كان التحفظ الذي يبديه أصحاب هذه الاجنحة والعاملون فيها، محيرا وفي الوقت نفسه مثيرا للشكوك حول ما تفعله الرقابة من منع ومصادرة...وهو تحفظ يشوبه الحذر والقلق، من أن توضع أسماء دورهم في قوائم الممنوعين من المشاركة في المعارض المقبلة، حال التصريح للصحافيين بكتبهم الممنوعة، والتي اقترب منها الرقيب بكل ثقة، كي يحرم القراء من اقتنائها.ولكن عن طريق الصدفة، باح أحد المتابعين لروايات الكاتب الروائي الدكتور محمد المنسي قنديل، بأنه بحث في دار الشروق - المهتمة بنشر رواياته - عن جديده وقديمه فلم يجد له غير عمل واحد معروض هو «لحظة تاريخية»، غير أن أعماله الأخرى - القديمة والحديثة -، مختفية من جناح الدار، ولا يعرف السبب، وبالتالي تغير مزاج المنسي...الذي كان منتهيا للتو من المشاركة في ندوة دعاه اليها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتبدلت سعادته بوجوده في الكويت التي قضى فيها ردحا من الزمن مبدعا وصحافيا في مجلة «العربي»، منذ العام 1939 ولم يغادرها إلا منذ سنوات قليلة مضت، نعم تغير مزاجه، وأكد أنه لو كان يعلم بمسألة منع كتبه لما حضر إلى الكويت، وكي يقطع الشك باليقين ذهب إلى المسؤولين عن المعرض مستفسرا عن السر وراء اختفاء كتبه - إلا واحد منها - عن المعرض، وبالتالي أخذ أحد الموظفين اسماء الكتب التي منعت، مع الوعد ببحث موضوعه.ومن ثم ذهابنا إلى جناح دار الشروق في المعرض...وحينما سمع المسؤول عن الجناح سؤالنا عن روايات المنسي وهي «انتصار الروح»، و«يوم غائم في البر الغربي»، و «قمر على سمرقند»، و«أنا عشقت»، هل منعت أم إن الدار لم تشارك بها في المعرض...ولكن الإجابة كانت مهزوزة وغير مقنعة وتشي بالتردد ومفادها أن هناك روايات منعت و روايات لم تكن مشاركة في الجناح.وبالبحث...لم نتوصل إلى إجابة شافية لسؤالنا حول منع كتب الروائي محمد المنسي قنديل، فبعض المصادر تؤكد أنها منعت، مع مجموعة لا بأس بها من الكتب، ومصادر أخرى تؤكد أن دار الشروق لم تحضر معها أعمال المنسي قنديل إلا واحدة منها.ويذكر أن التكنيك الذي يتبعه المنسي قنديل في أعماله الروائية يعتمد في الأساس على الحبكة الروائية...القريبة من التاريخ والتراث وتحليل المشاعر، والتفاعل مع الإنسان في كل تحولاته، وذلك في سياقه المتخيل - وبالتالي اسقاط ظروف هذه العناصر على الواقع، لذا فإن القارئ - إن كان يحمل عقلية الرقيب - فإنه ربما سيجد ضالته من خلال الإسقاط والارتباط الخيالي بين الواقع والتاريخ، كي يعمل مقصه، ويمنع من دون دراية بالرمز والمضمون.مع العلم بأن رواية «قمر على سمرقند» فازت عام 2006 بجائزة ساويريس الأدبية فرع الأدباء الكبار.و«أنا عشقت» تتجاوب مع مشاعر البطل الذي رحل من مدينته الصغيرة إلى القاهرة.وانكسار الروح...تعالج قضايا إنسانية شديدة الحساسية، وفي روايته «يوم غائم في البر الغربي»، رؤى استشرافية ساقها المؤلف من منظوره التاريخي.