من أشهر الحيوانات المعروفة بالتقليد القرد والببغاء، القرد بتقليد الحركات والببغاء بتقليد الأصوات وترديد الكلمات.لو تأملنا أحوال بعض الناس، لوجدنا أن هناك نسبة ليست بالقليلة ممن تُردد ما تقع عليه مسامعها دون أدنى تحقق لصدق الكلام من عدمه، وصحته من سقمه.من يدخل على موقع التواصل «تويتر» على سبيل المثال سيجد كيف أن بعض المغردين يتناقلون خبراََ ما، ويقومون بإعادة التغريد له دون معرفة مصدره أو التحقق من صحته، ثم يكتشفون بعد ذلك أن الخبر أو القصة عارية عن الصحة.وقد تعارف على تسمية هذه الفعلة «بركوب الباص».أخطر ما في ترديد الكلام عندما يكون فيه طعن أو تشكيك أو اتهام لجهة أو فرد، ويتم نسج القصص ووضع التخمينات والدخول في النيات، وفي الأخير يكتشف المرء أنه كان كالببغاء ردد ما لم يتحقق من صحته أو يدرك معناه.تأملت حال أولئك الذين يهاجمون الجماعات الإصلاحية والدعوية، أو الذين يطعنون في اللجان الخيرية، وقلت هل تحقق هؤلاء مما يقولون؟ وهل مرّ على مسامع هؤلاء قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)؟وهل قرأ هؤلاء قول الرسول عليه الصلاة والسلام «كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل ما سمع».يُقال في المثل «وما آفة الأخبار إلا رواتها» ومما يؤسف له أن البعض ينقل أخبارا غير صحيحة أو يُفسر مواقف على غير حقيقتها، ويكتمل المشهد عندما يرددها البعض دون تثبّت، فلنتق الله في ما نقول ونكتب.وأما تقليد الحركات والأشكال، فكم هو محزن عندما ترى أشكال بعض الشباب وطريقة الشعر واللباس وإذا سألت عن ذلك قالوا هذه الموضة، أو هذه «قصة شعر» اللاعب الفلاني، أو المغني العلاني، ومن العجيب أن ممثلة شابة قامت بتصفيف شعرها بطريقة بشعة من خلال حلق جزء منه، وما إن ظهرت عبر وسائل الإعلام حتى تسارعت كثير من القرود النسوية إلى التقليد، مع بشاعة الشكل.لقد أعطى الله تعالى الإنسان عقلا، وميّزه به عن سائر المخلوقات، وأنا أربأ بكل مسلم ومسلمة من أن يلغي هذا العقل فيقلد أو يردد كل ما يمر به دون تمحيص، ليتساوى بذلك مع القرد أو الببغاء.Twitter: abdulaziz2002