لا أعتقد أن من لديه ذرة من غيرة أو كرامة أو نخوة إسلامية لم يتأثر من صور اعتداءات الصهاينة على أخواتنا في ربوع الأقصى، لا أعتقد أن هناك مسلماً صادقاً لم يتأثر من مشاهد التعسف الصهيوني ضد حرائر القدس، فمن بين نزع الحجاب إلى الركل بالأقدام، والسحل على الطريق، والتلفظ بالكلمات النابية.إن العرب تغار عند الاعتداء على شرف فتاة من القبيلة، فكيف إذا صاحب هذا الاعتداء تدنيس للمسجد الأقصى من خلال السماح لقطعان اليهود بدخوله تحت الحراسة المشددة .كم تغنينا برجولة وغيرة المعتصم الذي لبّى استنجاد مسلمة صرخت : ( وا معتصماه ) وقام بتخليصها من أيدى الروم الصليبيين ، وكم تفاخرنا باستجابة صلاح الدين الأيوبي للرسالة التي جاءته من الأقصى والتي فيها :يا أيها الملك الذي لمعالم الصلبان نكسجاءت إليك ظلامة تسعى من البيت المقدسكل المساجد طُهّرة وانا على شرفي أُدنسفقال: لبيك وسعديك وقام بتحرير الأقصى .أيها السادة الكرام الأقصى وفتيات الأقصى وأهل الأقصى أمانة في رقاب جميع المسلمين حكاما ومحكومين ، وليس الأمر خاصاً بالمقدسيين لوحدهم ، وإن كانوا هم في رأس المدفع وفي الخط الأمامي الأول في الدفاع عنه .لقد رأينا استنفاراً كبيراً وتحالفاً عظيماً ومؤتمرات ولقاءات لإيقاف قوات "داعش" كي لا تستمر في تقدمها أو زيادة انتشارها في العراق والشام ، أفلا يستحق الأقصى وأهله أن نتحرك من أجلهما ؟إن الصمت العربي المخجل أمام اعتداءات الصهاينة ليجعلني أردد بعض ما نظمه الشاعر الدكتور عبدالغني التميمي في قصيدته المشهورة : متى تغضب ؟ والتي من أبياتها :أعيرونا مدافعكم ليومٍ لا مدامعكمأعيرونا و ظلوا في مواقعكمبني الإسلام!مازالت مواجعنا مواجعكم، مصارعنا مصارعكمإذا ما أغرق الطوفان شارعنا... سيغرق منه شارعكمألسنا أخوة في الدين قد كنا... و مازلنافهل هنتم و هل هنا ؟أيعجبكم إذا ضعنا؟أيسعدكم إذا جعنا؟و ما معنى بأن(قلوبكم معنا) ؟ألسنا يا بني الإسلام إخوتكم ؟أليس مظلة التوحيد تجمعنا ؟أعيرونا ولو شبراً نمر عليه للأقصىأتنتظرون أن يمحى وجود المسجد الأقصى!و أن نمحى!أخي في الله أخبرني متى تغضب؟؟إذا انتهكت محارمنا..إذا نسفت معالمنا..إذا قتلت شهامتنا..إذا ديست كرامتنا..إذا هدمت مساجدنا..وظلت قدسنا تُغصب... و لم تغضب!فأخبرني... متى تغضب؟؟إذا للهِ... للحرماتِ... للإسلامِ... لم تغضب!فأخبرني متى تغضب ؟؟رأيت سواريَ الأقصى كالأطفال تنتحبُو تُهتك حولك الأعراض في صلف... و تجلس أنت ترتقب!متى تغضب ؟ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى عمالقة قد انتفضواأتنهض طفلة العامين غاضبةًوصناع القرار اليوم لا غضبوا ولا نهضوا!فصارحني بلا خجلٍ... لأية أمة تُنسبْ!!ذكر السيوطي أنه في عام 640 للهجرة نزل الفرنجة على دمياط واحتلوا برج السلسلة وكانت الحصن المنيع والقفل على بلاد مصر ، فشقّ ذلك على المسلمين ولما وصل النبأ إلى الملك العادل ( سيف الدين أبو بكر بن أيوب ) تأوّه تأوّها شديدا وضرب بيده على صدره أسفا وحزنا، ومرض من ساعته مرض موته.فمن يتألم لمصاب المسجد الأقصى ؟ ومن سيستجيب لصرخات أخواتنا الحرائر ؟twitter : @abdulaziz2002
مقالات
عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي
أختنا في الأقصى تسأل: أين الرجال؟
03:54 م