«ان كل الامور التي كانت تقوم بها الكويت وما زالت ستبقى معكم في كل وقت وحين لدعم صمودكم في مدينة القدس ودعم وجودنا في المسجد الاقصى المبارك». بهذه الكلمات خاطب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، مستقبليه والحاضرين لدى زيارته المسجد الأقصى المبارك أمس، حيث وصف وجوده بانها سعادة لا توصف.ووصل الخالد إلى مقر الرئاسة بمدينة رام الله قبل ظهر أمس، ثم توجه الى مدينة القدس حيث ادى صلاة الظهر جماعة في الصف الاول في مسجد قبة الصخرة المشرفة، ثم أم المصلين لصلاة العصر، وتجول بعد الصلاة في قبة الصخرة واستمع الى شرح وافٍ عن المسجد الاقصى المبارك وما يتعرض له من انتهاكات إسرائيلية.وكان في استقبال الوفد الكويتي وزير شؤون القدس ومحافظ المدينة المهندس عدنان الحسيني، ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ورئيس مجلس الاوقاف الاسلامية الشيخ عبدالعظيم سلهب، ومدير عام الاوقاف الاسلامية الشيخ عزام الخطيب، ومدير المسجد الاقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني.وبعد ان تجول نائب رئيس الوزراء والوفد المرافق في باحات المسجد الاقصى المبارك عقد اجتماعاً موسعاً في قاعة القبة النحوية شارك فيه مدارس اقسام الاوقاف الإسلامية في القدس وكذلك ممثلون عن مؤسسات المدينة، مدير مستشفى المقاصد الدكتور بسام ابو لبدة والمهندس يوسف الدجاني رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء القدس والدكتور ناجح بكيرات مدير المعاهد والمدارس الشرعية.وفي كلمة معبرة قال الشيخ صباح الخالد امام الحضور: «نحن نتابع ما تقومون به من اعمال جليلة للمحافظة على المقدسات، وخاصة المسجد الاقصى المبارك وسيبقى المسجد ان شاء الله محل اهتمامنا ومتابعتنا».وأضاف «ان كل الامور التي كانت تقوم بها الكويت وما زالت ستبقى معكم في كل وقت وحين لدعم صمودكم في مدينة القدس، ودعم وجودنا في المسجد الاقصى المبارك، ونسأل الله ان يوفقكم في عملكم ويحقق للمسلمين كل ما يتطلعون الله للحفاظ على مقدساتهم».وختم كلمته بالقول «انا أشكركم على هذا الاستقبال، وسعيد لوجودي هنا في المسجد الاقصى والى لقاء قريب ان شاء الله».من جانبه، رحب وزير شؤون القدس المهندس عدنان الحسيني بنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي باسم الرئيس ابو مازن وباسم المقدسيين مشيدا بما تقدمه دولة الكويت الشقيقة من مساعدات للشعب الفلسطيني.وقال الحسيني ان الكويت والقدس في قلب كل كويتي، ونرى ذلك في عيونكم وبالتالي هذه الزيارة في هذا الوقت العصيب زيارة دعم ومساندة ونتمنى ان يستمر التواصل.وقال الحسيني لـ«الراي» ان الكويت لم تقصر ابدا طوال السنين مع الفلسطينيين في دعم المؤسسات والسلطة الفلسطينية، مشيرا الى اهمية هذه الزيارة لما لها من دلالات فهي بمثابة رسالة صمود للمقدسيين في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها المسجد الاقصى، وتهويد مدينة القدس اضافة الى الظروف التي تمر بها فلسطين.واشاد وزير شؤون القدس بتصريحات وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، عندما قال ان القدس ستبقى معنا قلبا وقالبا وستبقى دولة الكويت الشقيقة ترعى مؤسساتنا والمواطنين والمساعدة على رباطهم، مشيرا الى انه جرى الحديث حول مبالغ رصدتها دولة الكويت الشقيقة لاقامة مشاريع اسكان ووعد بتقديم المساعدة وتسهيل هذا الموضوع ورفع القيود عن هذه المبالغ.وكشف الحسيني النقاب عن رصد الكويت لنحو 90 مليون دولار لمشاريع الاسكان في مدينة القدس عبر البنك الإسلامي للتنمية الذي يديرها وقال توجهنا للبنك لتسهيل الشروط امام المقدسيين بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها.وكان استهل اللقاء بكلمة ترحيب بالوفد الكويتي الضيف من قبل رئيس مجلس الاوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب قال فيها «ان المدينة المقدسة تتعرض لهجمة استيطانية تهويدية، وخاصة في البلدة القديمة وفي المسجد الأقصى المبارك ويحاولون ايجاد موطئ قدم لهم في الأقصى».وشدد الشيخ عبدالعظيم على خطورة الوضع في المسجد الاقصى ومحاولة إسرائيلي تمرير التقسيم الزماني والمكاني الذي تنفيذه من خلال اقتحامات المستوطنين شبه اليومي للمسجد الأقصى المبارك وقال ان المسجد الاقصى المبارك بمساحته 144 دونما مسجداً للمسلمين وحدهم ولا يخضع للإجراءات الإسرائيلية الباطلة وللمستوطنين المتطرفين الذين توظفهم السلطات الإسرائيلية لفرض امر واقع جديد في اولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد الرحال اليها.وقال الشيخ عبدالعظيم لـ«الراي» ان الكويت ركزت على قضيتين مهمتين في القدس، وكان للكويت دور كبير فيها من قبل احتلال القدس عام 1967 الاولى المعهد الكويتي العربي والذي اسسته الكويت، بالاضافة الى مستشفى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية وهو من اعمدة الصحة في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك إذ يستوعب الجرحى والمرضى ومصابي الاعتداءات الإسرائيلية في المدينة المقدسة.وخلال الاجتماع سلم المدير الطبي لمشفى المقاصد الدكتور بسام ابو لبده كتابا لسمو الامير حول المشفى تضمن تاريخه ودعم الكويت للمشفى ومنشورا عن الخدمات التي يقدمها اضافة الى وضع المشفى الحالي.ثم وصل الخالد بعد الظهر إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله، للقاء الرئيس عباس، وبحث العلاقات المميزة التي تربط فلسطين والكويت، والدعم الكويتي للخطوات السياسية التي تقوم بها القيادة الفلسطينية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقد سلم الخالد الرئيس عباس رسالة خطية من سمو الأمير.

وزير الخارجية بحث وملك الأردن تعزيز العلاقات

بحث النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في العاصمة الأردنية عمان مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين.ونقل الخالد خلال اللقاء تحيات سمو الامير الشيخ صباح الأحمد وتمنياته له بموفور الصحة والعافية وللشعب الأردني دوام التقدم والازدهار.ووصل الشيخ صباح الخالد إلى عمان عقب ختام زيارة رسمية إلى دولة فلسطين تلبية لدعوة من وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.

الطبطبائي لـ «الراي»»: تطبيع مرفوض زيارة الخالد إلى رام الله

| كتب نواف نايف |رفض النائب السابق الدكتور وليد الطبطبائي زيارة النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الى رام الله «كونها مرتبة من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلية»، مشيراً الى ان «زيارة أي مسؤول الى هذه المناطق يجب ان تكون بموافقة سلطات الاحتلال».وقال الطبطبائي لـ «الراي» «إن زيارة وزير الخارجية تطبيع مرفوض، خصوصاً وان تلك المناطق خاضعة للاحتلال الإسرائيلي، وهي خروج عن نهج ومسار الحكومات السابقة التي رفضت التطبيع مع الكيان الصهيوني».

توقيع اتفاقية ومذكرة تعاون: ستكون مظلة واسعة للتنسيق

أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن الزيارة توجت بتوقيع اتفاقيات مهمة ستكون مظلة واسعة للتنسيق والتعاون في مجالات متعددة والتنسيق والتشاور بين وزارتي خارجية البلدين، في الخطوات المقبلة بما يتعلق بالوفد الوزاري برئاسة الكويت ووزراء خارجية كل من فلسطين والاردن ومصر وموريتانيا والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والتي ستجتمع بالرئيس عباس في نيويورك على هامش الدورة المقبلة للجمعية العامة.وقال الخالد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي، عقب لقائه مع الرئيس عباس، «سنستثمر وجود 130 رئيس دولة ورئيس حكومة للتباحث حول الخطوات القادمة بالتنسيق مع الرئيس عباس» مجددا سعادته بهذه الزيارة التاريخية إلى فلسطين، وأن المباحثات مع الرئيس محمود عباس، تناولت جانب العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطور الأوضاع في المنطقة، والخطوات المقبلة للقضية الفلسطينية'.وأضاف أنه نقل رسالة خطية من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى عباس، تضمنت تعزيز العلاقات، واستعراض كل سبل الارتقاء بالعلاقات، وتبادل وجهات النظر حول القضايا في المنطقة، كون الكويت تترأس القمة العربية، ولجنة متابعة مبادرة السلام العربية.بدوره قال وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي، إن هذه الزيارة تاريخية بكل معنى الكلمة. وأضاف، أن الرئيس عباس بحث مع الضيف الكويتي الكبير، العلاقات الثنائية وكيفية تطويرها، خاصة أن هذه الزيارة تمثل منعطفا مهما في هذه العلاقة لأنها تفتح صفحة جديدة لتعميقها وتعزيزها، مشيراً إلى أن البلدين وقعتا على اتفاقيتين في غاية الأهمية، الأولى تتعلق بإنشاء لجنة وزارية تكون بمثابة مظلة جامعة بين الطرفين للبحث في كيفية تعميق هذه العلاقات الأخوية نحو الأفضل، وأعرب عن أمله بانعقاد الاجتماع الأول لهذه اللجنة المشتركة في القريب العاجل، وان يكون في فلسطين.ولفت إلى أن الاتفاقية الثانية التي وقعت تتعلق بإنشاء لجنة مشاورات سياسية بين وزارتي الخارجية في فلسطين والكويت، آملا أن تبدأ هذه المشاورات السياسية قريبا على مستوى وكلاء الوزارتين.وقال: قيّمنا خلال اللقاء الأوضاع في المنطقة ككل، وهي مهمة لفلسطين والكويت أيضا، وتطرقنا إلى الترتيبات الجارية لعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكيفية الاستفادة من الحضور المكثف لزعماء دول العالم لترجمة ما تم الاتفاق عليه في اجتماع وزراء الخارجية العرب حول الذهاب إلى مجلس الأمن لتقديم مشروع قرار يتعلق بتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق حل الدولتين.