يقول أحد أشهر رجال البورصة في نيويورك - وليام ستينهارت - ان سر نجاحه في الحياة يعود إلى الابتسامة المشرقة، وأنه قبل ذلك كان عابس الوجه قليل الابتسام.على حين يعلق بعض الخبراء في علم النفس أن الإنسان إذا لم يضحك لنكتة أو موقف ضحك منه الآخرون، وجب عليه مراجعة طبيب في الاختصاص النفسي، لأن خلايا الضحك والتي تستقر في النصف الأيمن من الدماغ يمكن أن تكون قد أصابها التلف.ففي ظل الضغوطات اليومية المختلفة المحيطة بنا، بات لزاماً علينا، كي ما نخفف من أعباء هذه الضغوطات اللجوء إلى الضحك والابتسامة فهما الدواء ضد الاكتئاب والتوتر. والابتسامة تقوي لدينا المناعة ضد كثير من الأمراض التي قد تصيبنا نتيجة لتلك الضغوطات، وتكون عاملاً مساعداً لنجاحنا في الحياة.حيث تعتبر الابتسامة أجمل لغة في الحياة، فهي تعطي الإضاءة الطبيعية والإشراقة المنيرة لوجه الإنسان، وهي السبيل لسعادته وصحته، وهي الشعور النفسي العميق النابع من القلب بالطمأنينة والبهجة والسرور والرضا وراحة الضمير، وفيها إصلاح لمزاج الإنسان والتوازن بين عناصر جسمه، بل هي خير علاج لعقل الإنسان الباطن وقلبه.إن الابتسامة هي ردة فعل طبيعية لمحفز معين بغض النظر عن الثقافة والمجتمع، وعادة ما تكون السعادة هي المحفز الذي ينتج الابتسامة، وهي إحدى لغات الجسد ووسيلة من وسائل الاتصال غير اللفظي المحبب لدى البشر.لقد دلت الدراسات على أن للابتسامة فوائد نفسية وصحية جمة، منها أن الابتسامة تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتنظيم ضربات القلب وخفض ضغط الدم، كما أن الضحك يساعد على زيادة سعة الرئتين وينشط الجهاز التنفسي وعضلات العنق والكتفين والذراعين، فالضحكة الواحدة تعادل ممارسة الرياضة لمدة عشر دقائق، ولقد شبه أحد المختصين الضحك بالهرولة وأنت جالس، بالإضافة إلى تأثيرها الإيجابي على العقل الباطن، حيث ان حاجة الانسان للسرور والفرح ربما تكون أحياناً أهم من حاجته للطعام والشراب، فالسرور يعالج كثيراً من الأمراض وعلى رأسها اضطرابات القلب، ومن المُسلم به أن الابتسامة تُسارع في التماثل للشفاء، وهي سلاح فعال ضد التجاعيد أو على أقل تقدير تؤخر من ظهورها، وذلك لما تسببه من ارتخاء عضلات الوجه ما يجعلك تبدو أصغر سناً بحوالي ثلاث سنوات من عمرك الحقيقي، كما أن الدراسات أثبتت أن الذين يبتسمون عادة يعيشون لفترة أطول بنحو سبعة أعوام من أقرانهم.إنها درب من دروب المناعة النفسية، تحول بيننا وبين التأثر لما نتعرض له من ضغوطات هذه الحياة، وسر من أسرار الجاذبية للآخرين وأفضل وسيلة للإقناع.لقد أكدت الدراسات والأبحاث على الأثر الإيجابي للابتسامة والضحك، ونذكر على سبيل المثال على أنها:1 - تزيد من النشاط الذهني.2 - تقوي القدرة على تثبيت الذكريات.3 - توسع ساحة الانتباه والتعمق الفكري.4 - تزيد من القدرة على التخيل والإبداع.5 - تزيد من صفاء الذهن وعدم تشتيته.وهي الطريق للارتقاء بالسلم الوظيفي حيث لاحظت الدراسات أن أصحاب العمل يميلون إلى ترقية الأشخاص الذين يبتسمون أكثر من غيرهم في أماكن العمل من منطلق أنها دليل فعلي وحقيقي على الثقة بالنفس.فالشخصية الباسمة أقرب إلى النجاح من غيرها إذ تستطيع بسهولة غزو قلوب الآخرين.وقد قيل قديماً (اضحك تصح) حيث ان للابتسامة أكبر الأثر في العاملين النفسي والبدني وبعث النشاط في الإنسان.إن الابتسامة هي المفتاح السحري للقلوب المغلقة، تكسب بها من حولك، وهي أفضل عملة متداولة بين الناس لتقريب وجهات النظر وإنجاز المهمات، وأفضل جواز سفر لقلوب الآخرين وعقولهم ولكسب ثقتهم.وللابتسامة أثر عميق في حياتنا حيث انها:1 - معدية وهذه حقيقة فعلية وهو ما أثبتته الدراسات فمن الصعب إصابة الناس بالعبوس حين يرون أناساً آخرين يبتسمون.2 - تدخل السرور على قلب الآخر الذي قد يكون حزيناً أو مريضاً. فعندما يري ابتسامتك تكون قد أعطيته ما يشرح صدره، لذلك تؤجر عليها. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : تبسمك في وجه أخيك صدقة.3 - تبعث بالدفء والثقة الإيجابية في التواصل مع الغير، إنها لغة لا تحتاج إلى ترجمة، فاجعل الابتسامة أول ما تقابل بها الآخرين لأنها الطريق الأقصر لقلوبهم.4 - وهي جزء من علاج المرضى فقد لاحظ الباحثون أن ابتسامة الطبيب جزء من العلاج ووصفة مجانية للشفاء، ومسكن طبيعي للألم تقدمها لمن يحتاجها سواء كان ذلك زوجاً أو صديقاً أو جاراً.5 - وكذلك هي وسيلة لإيصال المعلومات بسهولة للآخرين لأن الكلمة المحملة بالابتسامة يكون تأثيرها أكبر على الدماغ.6 - بالإضافة إلى كونها تبعد جو التوتر الذي يمكن أن يؤثر على مواقفنا.إن للضحك والابتسامة شروطاً وضوابط، كي يحافظ الانسان على سلامة شخصيته وتوازنه، فكثرة الضحك مثلاً تميت القلب وتجعله كالصخرة الصماء. فالهدف من الابتسامة جذب الناس وليس تنفيرهم.لذلك وحتى تكون الابتسامة مقبولة ومستساغة يجب أن تكون صادقة ونابعة من القلب تفترش الثغر وتغمر الوجه بالبشاشة والرضا.ان الحياة مليئة بالجد والجهد، والتعب والمشاكل، والآلام والآمال والمآسي والأحزان. ونحن بحاجة لمن ينقذنا من الضغوطات النفسية والعصبية ويساعدنا في التغلب على مآسي الحياة وذلك من خلال الابتسامة والضحك البريء لكي نستعيد توازننا ونتقرب من الآخرين.* مدرب الحياة والتفكير الإيجابيTwitter : t_almutairiInstagram: t_almutairiit_almutairi@hotmail.com
متفرقات - فضاء كويتي
بلسم روح الحياة / السحر الحلال
07:13 م