اعترضت عقبات أساسيّة سعي وزراء النفط الخليجيين الذين اجتمعوا في الكويت أمس، إلى آلية لتوحيد أسعار المنتجات البترولية بين دول مجلس التعاون الخليجي، فتم تأجيل الأمر «لمزيد من الدراسة».وأوضحت مصادر شاركت في الاجتماع الرابع والثلاثين للجنة التعاون البترولي الخليجي في الكويت لـ«الراي» أن «الكويت والسعودية تعدان الدولتين الأكثر تضرراً من تفاوت أسعار المنتجات البترولية، إذ إن عمليات التهريب تنطلق منهما إلى دول أخرى في المنطقة نظراً لكون الأسعار فيهما أقل من أي دولة أخرى في المنطقة».وأشارت المصادر إلى أن «عقبات كثيرة تعترض الاتفاق على توحيد أسعار المشتقات النفطية، نظراً لاختلاف تكاليف الإنتاج والمعطيات الاقتصادية ومتطلبات الميزانية العامة في كل دولة، لكن هناك اجراءات وآليات يمكن من خلالها التعامل مع عمليات التهريب بين الدول الداعمة لهذه المنتجات سواء كانت اجراءات امنية أو احترازية أو ما شابه ذلك بما يحد من عمليات التهريب».وقالت المصادر ان «تعبير (رفع الدعم) لا تحبّذه بعض الدول وتفضل أن يكون هناك مرادف أقل حدة في دلالته السياسية والاجتماعية، لما قد يترتب علىها من تأثيرات وردود افعال».وقال العمير في تصريحات صحافية على هامش الاجتماع إن «الاجتماع تناول 11 بندا تمت الموافقة على غالبيتها»، مبيناً أن «الدراسة الخاصة بتحديد أسعار المنتجات تم تأجيلها لإجراء مزيد من الدراسة في شأنها لاسيما في ما يتعلق بآلية تنفيذها».وذكر العمير أن «الكويت قامت بوضع سياسات وإجراءات من شأنها ترشيد الاستهلاك المحلي المفرط وغير الكفؤ للطاقة للمحافظة على الثروة البترولية من الهدر، وزيادة القدرة التصديرية وتنمية العوائد البترولية لتحقيق التنمية المستدامة وضمان مستقبل الأجيال المقبلة».وأوضح العمير أنه تم الاتفاق على تعظيم التعاون بين الدول على المستوى الإقليمي في مجال التعاون البترولي، وكذلك بين دول «أوبك» وباقي المنظمات العالمية الأخرى كالاتحاد الأوروبي وغيرها من المنظمات العالمية، لافتاً الى انه تمت مناقشة اتفاقية المناخ ورؤية الدول في شأنها والتي ستتم مناقشتها خلال اجتماع مرتقب في نيويورك.ونوه العمير إلى أن «بنود الاجتماع لاقت إجماعاً من الوزراء بسبب الإعداد الجيد من الوكلاء ومن الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، موضحا ان الاجتماع المقبل سيكون في قطر على أن يصل إلى تحديد موعده من قبل الأمانة العامة في وقت لاحق».وأشار العمير إلى أن الكويت وضعت استراتيجية بترولية طموحة للفترة (2030/2020) للتوسع في الطاقة الإنتاجية للمساهمة في سد حاجة العالم من الطاقة، بالإضافة إلى رفع القدرة التكريرية من المنتجات البترولية النظيفة الصديقة للبيئة والمطابقة للمواصفات العالمية من خلال تطوير المصافي الحالية وبناء مصفاة جديدة.وبين العمير أن استراتيجية الكويت تستهدف التوسع خارجياً من خلال توقيع الاتفاقيات مع العديد من الدول والدخول في استراتيجية مع كبريات شركات النفط العالمية لإقامة المشاريع البترولية معها في مجالات الاستكشاف والإنتاج والتكرير والتصنيع والنقل والتوزيع.وشدد العمير على أن دول الخليج مدعوة للعمل على تقوية المنظمات البترولية التي تشارك في عضويتها كمنظمتي (أوبك) و(أوابك) ومنتدى الطاقة العالمي، خصوصاً أن تلك المنظمات يمكن أن تساهم بفاعلية في رسم خارطة الاقتصاد العالمي والمحافظة على التوازنات التجارية والاقتصادية.الزيانيمن جانبه، قال الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني إن دول الخليج تولي اهتماماً بالغاً لتحقيق أعلى مستوى من التنسيق للسياسات البترولية في الأسواق العالمية بما يكفل تحقيق المساهمة الفعالة في استقرار الأسواق البترولية وتطوير مختلف مراحل الصناعة النفطية بما يحقق الازدهار الدائم لاقتصاداتها وضمان استمرارية التنمية الاقتصادية في دول المجلس.واضح الزياني في كلمته أن الاجتماع يكتسب أهمية كبيرة كونه يعطي فرصة جديدة لمزيد من التقييم الشامل والدقيق للأوضاع الحالية لأسواق البترول العالمية، وبحث سبل تعزيز استقرارها بما يحقق التوزان في مصالح المنتجين والمستهلكين وبما يعود بالنفع على التنمية الاقتصادية بدول مجلس التعاون.وأكد الزياني أن دول مجلس التعاون تولي اهتماما بالغا لتحقيق اعلى مستوى من التنسيق للسياسات البترولية في الاسواق العالمية بما يكفل تحقيق المساهمة الفعالة في استقرار الاسواق البترولية، ولتطوير مختلف مراحل الصناعة النفطية بما يحقق الازدهار الدائم لاقتصاداتها وضمان استمرارية التنمية الاقتصادية في دول المجلس.
اقتصاد - النفط
وزراء النفط أرجأوا البحث فيها... والبديل إجراءات للحد من التهريب
عقبات أساسيّة تمنع توحيد أسعار البنزين خليجياً
11:51 م