ونحن صغار كانت تجول بخواطرنا أسئلة وكلما تجرأنا وسألنا أحدا من الكبار كنا نُعنف، فتولد لدينا إحساس بأننا نتساءل عن أشياء محرمة... لكن تلك الأسئلة وغيرها قد تكون راسخة في اعماقنا عن أنفسنا وعن الكون المحيط بنا ولكن بقينا في غفلة عنها، ونسعى اليوم الى إزاحة بعض الغموض عنها خصوصا تلك التي وإن فكرنا فيها لا نجد لها اي تفسير. في هذا التقرير نحاول عرض بعض التفاصيل عن موضوعات غامضة في حياتنا. ومن خلال تحاليل الكاتب آلان ريتشارد الذي اهتم في دراساته بالموضوعات الغامضة في حياة الانسان ونشر تقريرا حول ذلك في مجلة «ماريان» الفرنسية، سنجيب عن بعض الاستفهامات.أول ما قد يخطر بالبال هو السؤال عن مصدر الذكاء وكيفية تقييمه عند البشر وكيف يختلف من انسان الى آخر.الذكاء هل هو في جيناتنا؟يستفسر ريتشارد «هل الذكاء وراثي؟ فهذه المسألة المثيرة تمت مناقشتها في الأوساط العلمية وهي حاليا موضع المزيد من التجارب». يضيف الكاتب «أولا، يجب علينا أن نتفق حول مصطلح الذكاء». الباحثون الذين يعملون على هذه القضية يتركزون على حاصل الذكاء (IQ) ولديه ميزة كونه قابلا للقياس، ولكن هذا المقياس لا يغطي جميع انواع الذكاء.وأظهرت الدراسات أن العامل الوراثي هو المهم، بقيمة 50 في المئة من ذكاء رجل في مقتبل العمر بحسب اختبارات قياس حاصل الذكاء، ولكن هذه النتيجة لا تزال غامضة للغاية، لأننا لا نعرف ما الجينات المتصلة بالذكاء، وما الآليات التي يقدمونها لنا لجعلنا قادرين أو غير قادرين على فهم العالم».واشار الكاتب في تقريره الى ان «في محاولة أخيرة حاول العلماء اعتماد تقنيات جديدة لتحليل الحمض النووي لاختلافات جينات الذكاء وسعوا الى وضع قائمة من المتغيرات الجينية المرتبطة بالذكاء البشري لقياس معدل الذكاء.الدراسة اجريت على نحو 100 ألف شخص ونشرت سابقا، وقد سلطت الضوء على دور ثلاثة اختلافات وراثية، ولكن ربما يكون هناك المئات، إن لم يكن الآلاف من الاختلافات الأخرى، وقد أجرى باحثون صينيون في دراسة اخرى تحليلات وراثية على الموهوبين حيث تم عمل اختبار على 1600 من عباقرة الرياضيات وذلك بهدف اكتشاف الأسس الجينية للتألق الفكري، وقد اكدت الدراسات على الجينات وفق تقرير الكاتب انه ليس وزن وحجم الدماغ لدى الانسان ما يجعل شخصا اذكى من شخص آخر ولكن حيوية نمو الدماغ من قبل الولادة الى مرحلة المراهقة هي من تحسم امر الذكاء لدى الانسان».هل نحن وحدنا في الكون حقا؟هذا السؤال لا يزال يؤرق خيال الإنسان وعلم الأدب منذ فجر التاريخ، هل هناك حياة موجودة خارج الأرض؟ وهل هناك أي كائنات حية مثلنا تعيش هناك؟ لم يكن العلم سابقاً قادراً على الإجابة عن هذا السؤال ولكن ايضا لم يتم اثبات ذلك. فالبحث عن حياة خارج كوكب الأرض، دفع الباحثين الى تتبع الأماكن الموجودة في الكون المماثلة لتلك التي أدت إلى ظهور الحياة على كوكبنا من خلال قياس تطور الكيمياء والمياه والكربون.«على سبيل المثال، في كوكب «مارس» ثبت وجود كمية كبيرة من المياه في الماضي، ولكن وحتى هذه اللحظة، لم تتم مشاهدة اي عنصر بشري «اخضر» على هذا الكوكب الأحمر، ولكن فريق علماء من الولايات المتحدة يبحثون عن نشاط للجزيئات العضوية في هذا الكوكب، في انتظار وصول بعثة «ايكسو مارس» الأوروبية للتثبت من وجود مظاهر حياة حقيقية في هذا الكوكب وهل فيه بشر ام لا؟.في نظامنا الشمسي، يمكن أن تكون الكواكب المرشحة لعيش البشر عليها هي كواكب المشترى، تيتان وإنسيلادوس، أو زحل، وقد عثر علماء فيزياء الفلك على أكثر من 870 من عينات عن مواد يمكن بها التثبت من وجود حياة في كواكب اخرى ام لا ويتم التثبت من تلك الكواكب الواقعة في المنطقة القابلة للسكنى حيث الماء، لذلك فقد تكون الحياة ممكنة، كما يجري بواسطة التليسكوبات تحديد الغاز المصاحب لظهور الحياة».لكن هل يأتي يوم ويوجد لقاح ضد الإيدز؟ثلاثين عاما من ظهور مرض الإيدز، سجل خلالها 28 مليون حالة وفاة، مليارات من الدولارات تنفق، وحتى الآن ليس هناك اي لقاح ضد الإيدز! هل هدف الأطباء والباحثين إيجاد سبل لحماية الناس ضد فيروس نقص المناعة البشرية هو غير واقعي؟ كنت أعتقد ذلك نظرا لفشل اثنين من التجارب السريرية التي أجريت في السنوات الأخيرة وتوقفت حيث ان اللقاحات التجريبية التي تم التوصل اليها لا توفر حماية كافية. فطبيعة الفيروس تفسر خيبات الأمل.فيروس الايدز حسب العلماء هو فيروس متغير ومتجدد وتركيبته الجينية في تطور مستمر، وبالتالي فإنه من الصعب استهدافه. ومع ذلك، تظهر أفكار جديدة لخلق الأجسام المضادة عبر اختبار قادر على انتزاع استجابة مناعية اثناء التلقيح. ويهتم باحثون باجراء دراسة وراثية على المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية لمعرفة المزيد عن آليات الحماية الطبيعية، وربما قد تكون هذه الأبحاث مصدر الهام للقاح في المستقبل. لكن الطريق لا يزال طويلا.والى أي حد يمكن لكائن حي ان يعيش؟الخلود موجود، ولكن فقط بالنسبة لـ «هيدرا»، وهي حيوانات مائية صغيرة تختبئ تحت اوراق ورود تنبت في الماء وتبين ان معدل وفيات هذه الحيوانات يقرب من الصفر. الكائن الحي عمره يتراوح بين 3 سنوات للفئران الى حد 4000 عام للسيكويا وهي شجرة السنديان، اما البشر فأقصى حياة متوقع ان يعيشها في الوقت الحاضر هي 122 سنة من العمر عند وفاة آخر جيناته، لكن هل من الممكن أن يتجاوز هذا الحد الأقصى، وهل هناك طريقة لزيادة طول العمر البشري من خلال دمج جينات الطبيعة التي تعيش وقتا أطول؟، في الماضي حاول العلماء التنبؤ بحياة أطول للانسان ولكن كل الوقائع دحضت ذلك.في الواقع، جينات البشر ليست قادرة على الاستجابة لعمر اطول، لكن يجب التنوية إلى ان متوسط عمر سكان الأرض ينمو بشكل مضطرد، ويبقى السؤال ما إذا كان التقدم الطبي في المستقبل قد يمدد الحد النهائي لعمر الانسان.وما مدى صحة اننا أصـــبحنا مدمنين على الإنترنت؟أكثر من 700 منشور من المنشورات العلمية حول هذا الموضوع! ويستمر النقاش حول ما إذا كان يمكننا بالمعنى الدقيق للكلمة ادمان الإنترنت. يمكن ان تشعر بذلك بنفسك: بعض استخدامات الإنترنت مبالغ فيها، لأن إشكالية الفايسبوك أو ساعات الألعاب عبر الإنترنت يمكن أن تعطل الحياة الاجتماعية وتولد المعاناة. ومع ذلك، هل يعتبر حقا إدماناً أو عادة بسيطة؟ الجواب يعتمد على تعريف الإدمان.وفقا للبيولوجيا العصبية، يجب أن يكون هناك تعديل لدوائر الدماغ حتى نتمكن من الحديث عن الإدمان. على سبيل المثال، إدمان الهيرويين يؤدي إلى تحرير الدوائر العصبية ما يؤدي الى الإحساس بالمتعة، ولكن في حال الإدمان دون تناول اي شيء فقط باستعمال الإنترنت، لم يقدر العلماء على إظهار هذه التغييرات في غياب أدوات كافية لتصوير الدماغ.بعض علماء النفس يعتقدون أنه في بعض الأحيان إدمان الإنترنت موجود حقا، لأن ذلك يستند إلى شعور ذاتي بالاغتراب الذي يدفع هؤلاء الناس لطلب المساعدة. إدمان الإنترنت يترافق عادة مع الاضطرابات السلوكية الأخرى مثل القلق أو الاكتئاب.ما الذي يسبب مرض الزهايمر؟هذا المرض قد يكون تحدي القرن، فالعلم لا يزال لا يفهم لماذا يتطور هذا المرض المدمر الذي يصيب 35 مليون شخص في جميع أنحاء العالم؟جانب من علم الوراثة، فمن المعروف أن بعض الاضطرابات الجينية الموروثة هي السبب في أشكال المرض التي تبدأ في الظهور منذ مرحلة البلوغ المبكر، ولكن بالنسبة للغالبية العظمى من الحالات، يضرب الزهايمر الشريحة العمرية التي تبدأ من سن 80 عاما، وقد اكتشف الباحثون أن العشرات مؤهلون اليوم للإصابة بالمرض.كما ان هناك آفات دماغية قد تكون من خصائص مرض الزهايمر الذي يزيد نموه بتراكم اثنين من المواد يشتبه في أن تكون الاضطرابات في البروتين تاو وبيتا اميلويد، لكن تجدر الاشارة الى أن الزهايمر مرض متعدد العوامل وربما يرتبط بتفاعلات الإنسان مع أحداث ومنتجات بيئته أو نمط الحياة.