«بلدان مختلفان وملامح واحدة»، هكذا هي الحال مع معرض «وجوه» وصاحبته الفنانة المصرية شيماء عزيز، الذي يقام في أحد مقاهي المثقفين في منطقة عابدين، وتعرض من خلاله وجوهاً لأشخاص من لبنان ومصر. وجوه حزينة، لا أحد يضحك ولا حتى يبتسم، الكل عابس بصورة لافتة، كما أن الملامح تكاد تكون واحدة، فلا أهل بيروت بوجوههم البيضاء وشعورهم الشقراء، يختلفون عن أهل المحروسة بوجوههم السمراء وشعورهم السوداء، الكل عند شيماء «سواء». وعن المعرض قالت: «بعض الناس معتقدة ان البؤس والمشاكل في مصر بس، لكنهم لم يسافروا إلى بلدان أخرى كي يعرفوا أن أهلها يعانون أيضا، ولبنان على سبيل المثال يعتقد المصريون أنها دولة لا يعاني أهلها أي مشاكل وأنهم مرفهون وهذا أمر غير حقيقي بالمرة».وأضافت لـ «الراي»: «العبرة ليست في هل الملامح أجمل أو أوحش، فأنا حين أرسم يكون كل تركيزي على الحالة النفسية التي تمر بها الشخصية في هذه اللحظة، وهو ما جعل من يشاهد اللوحات يرى نفسه فيها سواء كانت الشخصية لبنانية أو مصرية، فالملامح والروح واحدة، فلو دققنا في التفاصيل فسوف نكتشف أن كلنا واحد.وجوه»، هي مجموعة من الرسوم نفذت بالحبرين الأسود والملون بين العامين 2010 و2013، تؤكد من خلاله الفنانة أن لكل وجه حكاية، قديمة أو جديدة، حلوة أو سيئة، الكل له حكاية والكل له هموم، والأمر لا يختلف من بلد عربي لآخر، ففي بيروت زحام شديد لا يختلف كثيرا عن زحام القاهرة، الناس هناك تعاني كثيرا.يذكر أن شيماء عزيز فنانة مصرية، درست الفنون الجميلة بالأقصر العام 2004، وعرضت أعمالها داخل وخارج مصر في معارض ومهرجانات دولية ومحلية في بيروت وبرلين ومارسيليا وسالونيكا وتيرني.