تنشغل وسائل الإعلام الغربية في تقدير حجم ميزانية تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وغيره من التنظيمات الإرهابية وذلك على أثر الهجوم الذي شنه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على الدول الغربية التي توافق على دفع الفديات للتنظيمات الإرهابية.ووفقاً لتقديرات أوردتها صحيفة «الإندبندنت» أمس تزيد ميزانية «داعش» حالياً عن 1.5 مليار دولار، حيث يُعتقد أن هذا التنظيم هو أغنى تنظيم إرهابي في العالم ونجح في جمع هذه الثروة في مدة قياسية لا تتعدى الثلاث سنوات، من خلال أنشطة إرهابية متعددة منها خطف الرهائن والحصول على فديات مالية لقاء إطلاق سراحهم.ورغم نفي عدد من الدول الأوروبية تهمة دفع الفديات للإرهابيين، خاصة النمسا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا، إلا أن دفع الفديات لم يعد سراً وهناك أدلة كثيرة على ذلك خطياً وبالصوت والصورة. بل تم الكشف أخيراً عن أن الفديات التي دفعتها بعض الدول الأوروبية دخلت في سجل المصروفات الرسمي لحكومات هذه الدول وظهرت في ميزانياتها تحت بند المساعدات لمشاريع التنمية الدولية.ووفقاً لخبراء في الإرهاب، أدت الموافقة على دفع الفديات من جانب بعض الدول المعنية إلى تشجيع الإرهابيين وإغرائهم على زيادة المبالغ التي يطلبونها كفديات لإطلاق سراح رهائنهم، حيث ارتفعت قيمة الفدية الواحدة من 200 ألف دولار في العام 2003 إلى 10 ملايين دولار أخيراً.وقالت «الإندبندنت» في افتتاحيتها أن «هناك أدلة قوية على دفع الفديات. ونحن نعرف ذلك لأن عدداً من الدول الأوروبية تختار الطريق الأسهل علناً أو سراً لتحرير الرهائن».وأضافت أنه لهذا السبب بالذات «من السهل تحديد المبالغ التي دُفعت للتنظيمات الإرهابية»، موضحة أن مثل هذا التصرف يجعل «موقف صانعي القرار في لندن وواشنطن أصعب باستمرار».واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: «من دون توجه عالمي وموحد لمسألة الرهائن، فإن عمليات الخطف فقط ستستمر. فالرهائن الذين من المحتمل أن يكونوا فرنسيين أو إيطاليين سيجدون أنه سيجري افتداؤهم لقاء فدية باهظة. لكن الرهائن من هذا البلد أو من الولايات المتحدة، مهما كانت خلفياتهم ومهنهم، من المؤكد سيصبحون أنفاراً في أبشع عملية دعائية على وجه الأرض».ويقول خبراء استراتيجيون آخرون أن التنظيمات الإرهابية و«داعش» في شكل خاص تجني أرباحاً طائلة من سلسلة نشاطات اقتصادية وتجارية في السوق السوداء المنتشرة في جميع بلدان العالم وفي بلدان الشرق الأوسط في شكل العام، لدرجة تجعلها قادرة على الاستغناء عن التبرعات التي تصلها من المناصرين لها في الدول العربية والإسلامية.وأشارت «الإندبندنت» لسيطرة «داعش» على نحو 60 في المئة من إنتاج النفط في سورية ومنشآت نفطية أخرى في العراق، حيث يجري بيع هذا النفط في بلدان مثل الأردن وإقليم كردستان العراق وتركيا بواسطة سماسرة وعصابات متخصصة في تجارة السوق السوداء، على نحو يوفر لـ «داعش» نحو مليوني دولار يومياً، فيما يقول الخبراء ذاتهم أن سيطرة «داعش» على منطقة الموصل زاد من قدرته المالية.وكانت تقارير سابقة تحدثت عن أن «داعش» جنى نحو 36 مليون دولار من بيع تحف قديمة نهبها مقاتلو التنظيم في منطقة القلمون غرب دمشق، بالإضافة إلى تقارير أخرى غير مؤكدة تحدثت عن أن قوات «داعش» سطت لدى دخولها إلى الموصل على مقر البنك المركزي في المدينة واستولت على نحو 400 مليون دولار نقداً.