الحياة تمتلئ بالقصص وتعج بالحزاوي ومن تلك القصص يستنبط المرء أفكاراً وعبراً ودروساً قد تفيده في حياته ويستفيد منها في المواقف المتعددة التي تعتري مسيرته في الحياة.ولعل من القصص التي يعج بها الأدب العربي هي تلك التي تتعلق بعواطف الآباء والأمهات تجاه أبنائهم والعكس صحيح.يروى ان أباً فقد ابنه فاعترته اللوعة والأسى والألم فأنشد يقول:ولي كبدٌ مشطورة بيد الردىفتحت الثرى شطر وفوق الثرى شطرنعم انه الأسى على فقد الولدويقال بأن الشاعر الأندلسي ابن عبد ربه فقد ولده الأوسط فقال:وأولادنا مثل الجوارحأيما فقدناه كان الفاقد البين الفقديهل العين بعد السمع تغني مكانهأم السمع بعد العين يهدي كما تهديويقال ان رجلا فقد ابنه فقرر ألا يخرج من المنزل كي لا يكني بابنه الفقيد، فمكث بعد قليل ثم خرج فصادفه رجل فكناه بابنه فخر ذلك الرجل صريعاً بعد اذ قال:كيف السلو وكيف أنس ذكرهوإذا دعيت فإنما ادعى بهومن أروع ما قيل من الابناء بحق أمهاتهم قول الدكتور أحمد الوائلي يرحمه الله:أماه قد شاب رأسي وانطوى العمرولم يزل ملء سمعي صوتك العطرالنجم مل وما ملت شفاهك منتلك المواويل حتى يطلع السحرفما بصدرك من خير ومن كرميظل أكبر مما تحدس الفكرأقوال تبعث على الخير وعواطف صادقة وحالات طبيعية من الآباء تجاه أبنائهم ومن الأبناء نحو آبائهم وأمهاتهم لأن الأمل هو رعاية الأم وتوجيه الأب نحو مستقبل ممتلئ بالخير والسداد.فواجب الأبناء هو الاحترام والتقدير والتبجيل وتقديم أنواع الرعاية لآبائهم وأمهاتهم وعجيب ما نراه في أيامنا الحاضرة من مآسٍ وآلام وشجون وأهوال من بعض الأبناء تجاه آبائهم وأمهاتهم.فبعض الألسن الطويلة من الأبناء على الآباء والأمهات وكمن من ابن قذف بأبيه أو أمه في دار المسنين وهو لا ينظر لوصية الباري جل شأنه ولا يجعل للعاطفة الإنسانية في قلبه سبيلا ولا في وجدانه طريقا.ولعل ما شهدناه من حوادث أخيرا في ان بعضهن همت في الشروع بقتل أبيها ولكن الله سلمه من ذلك العمل المشين الذي يغضب الله له وتأباه الضمائر والشرائع والسبل الانسانية وحوادث الاعتداء على الآباء والأمهات كثيرة نسمعها ونلحظها ونراقبها قد نراها أو نقرأ عنها وكلها تبعث على الأسى نسأل الله ان يقي أبناء هذه الديرة الحبيبة شر القسوة وأن نعيش في بحبوحة من العطف والحنان وتبادل الخير والاستشعار به.عزيزي القارئ دعنا نتمعن في هذه القصة المؤثرة:أغرى امرؤ يوماً غلاماً جاهلاًبنقوده كي ما ينال به الوطرقال ائتني بفؤاد أمك يا فتىولك الجواهر والدراهم والدررفمضى وأغمد خنجرا في صدرهاوالقلب أخرجه وعاد على الأثرلكنه من فرط سرعته هوىفتدحرج القلب المضرج اذ عثرناده قلب الأم وهو معفرولدي حبيبي هل أصابك ضرر؟
مقالات
حروف باسمة
سوالف
07:37 م