د الآن وبعد أن عاد الوئام بين دول مجلس التعاون وحُلحلت الخلافات والتباينات بينها، تحت ضغط الولايات المتحدة التي تنوي بناء تحالف قوي، من خلال تفاهمات تم الاتفاق عليها بين دول إقليمية مؤثرة، لابد من البدء بمرحلة جديدة من بناء علاقات جديدة بين هذه الدول وبين شعوبها.فإن كان الهدف مواجهة خطر الدولة الإسلامية على الدول العربية والإقليمية، فالتفاهم وحل الخلافات بين دول مجلس التعاون مستحق كخطوة أولى وأساسية لمواجهتها، ولكن هذا لا يكفي إذ يجب الاستناد إلى وحدة وطنية لكل شعب من شعوب دول الخليج، فقد أثبتت التجربة وبعد هزيمة الجيش العراقي أمام عصابات داعش بسبب خيانات القيادات السياسية، التي تستند على التأجيج والتمييز الطائفي بين أبناء الشعب العراقي، خاصة بعد الأوامر التي فُرضت على الجيش للتخلي عن السلاح والملابس العسكرية وترك مناطق الاشتباك، أي تسليمها لداعش دون مقاومة أو دفاع عن الأراضي العراقية، بينما أثبتت فصائل البيشمركة وخاصة الشعبية منها والحزبية على الصمود والدفاع ببسالة، بعد أن تكرمت الولايات المتحدة ودول أوروبا بتسليحهم، ليس من أجل عيونهم ولكن لحماية المصالح الأميركية الغربية في كردستان.وكذلك أثبتت تجربة الضربات الأميركية الجوية الخجولة، أنه لا يمكن إيقاف أو ردع عصابات تعمل بتكتيكات الكر والفر، فالميلشيات المسلحة أقوى من الجيوش النظامية كما عبر عن ذلك الثائر تشي غيفارا، فدعم أبناء السنة للدولة الإسلامية جاء ليس من إيمان منها بأهداف داعش وأسلوبها الوحشي، ولكن بسبب ما لاقته هذه الطائفة من ظلم وتهميش من قبل القيادة السياسية العراقية، التي تستمد قوتها من تحالفاتها الإقليمية والدولية المستفيدة من التأجيج الطائفي وتفتيت الشعب العراقي بعد القضاء على جيشه.على دول الخليج كي تحقق هدف القضاء على هذا الوباء أو السرطان، أن تتوحد مع شعوبها وتمنحها حقوقها المشروعة في الحرية والديموقراطية، وتخفف من قبضتها الأمنية عليها لكي تشعر هذه الشعوب بالولاء والانتماء الوطني، وعلى هذه السلطات التخلي عن نهج الانفراد بالسلطة والقرار وخلق العداء بينها وبين شعوبها، وتغيير نهجها وإدارتها السياسية التي عفى عليهما الزمن، وتعيد بناء بلدانها على أسس ديموقراطية حديثة لمواكبة تطور العصر.وليد الرجيبosbohatw@gmail.com