استطاع أعضاء فريق مسرحية الأطفال الغنائية الاستعراضية «مدينة المرجان» ذات الطابع العلمي الوطني الاجتماعي الفانتازي شدّ انتباه الجمهور الذي حضر إليهم منذ العرض الأول، وبالتالي كانوا هم بمثابة إعلان ترويجي لباقي الجمهور المتعطّش للمسرح الحقيقي الذي يزرع القيم في نفوس الأطفال ليذهبوا أيضاً ويشاهدوا الإبداع الذي قدّمه هؤلاء النجوم.«الراي» بدورها حضرت أحد العروض، وجلست بين الجمهور لرصد انفعالاتهم لحظة بلحظة، ومعرفة إن كانوا مستائين مما يشاهدون أم لا، ويمكن القول إنّ المسرحية منذ الوهلة الأولى قد أسرت الحضور سواء كانوا صغاراً أو كباراً من خلال الموسيقى الجميلة التي خدمت القصة بشكل كبير، والسينوغرافيا المبهرة التي قدّمها الدكتور فهد المذن.إذ إنها كانت كفيلة في إيصال روح العمل المسرحي ككل، من خلال تلك الشاشات العملاقة التي تم وضعها في عمق المسرح.وبهذا يمكن القول إن الشاشات قد ساهمت بشكل كبير في إدخال المشاهد إلى روح القصة نفسها التي تتكلم عن أعماق البحار.ولا ننسى الإضاءة المسرحية التي تعتبر أيضاً أحد أبطال العمل المسرحي، إذ تمّ توظيفها بالشكل الصحيح، مع استخدام الألوان في مواقعها السليمة للتعبير عن الحالة النفسية التي يمرّ بها كل ممثل.على صعيد الأداء التمثيلي، وبالرغم من أن الحوارات الغنائية كانت «بلاي باك»، ما يضع الممثل في زاوية واحدة لا يمكنه الخروج عنها، إلاّ أنه كان متوازناً وجميلاً في ظلّ وجود التناغم بين الممثلين كافة.إذ استطاع كلّ ممثل على حدة أن يقدّم ما لديه من فنّ من دون أن يكون عائقاً لزميله كما يحصل في بعض العروض المسرحية. وكان واضحاً في ذلك كله تلك الجهود التي تمّ بذلها خلال «البروفات»، وأنها لم تضع سدى.فاستطاعت هند البلوشي، على سبيل المثال، أن تكون فعلاً شبيهة بـ «حورية البحر» بأدائها المتقن وأزيائها الجميلة، وفي المقابل مي البلوشي «الأخطبوطة الشريرة»، التي وظّفت ليونتها وحركات جسدها في إيصال ذلك.وأيضاً أحمد حسين الذي أطلّ بشخصية الأب صاحب الشخصية القوية الذي يخاف على ابنه عدنان كثيراً والذي يجسد دوره يوسف البغلي، إذ يغافله الأخير ويدخل المحيط مع أصدقائه على الرغم من تحذيرات والده بعدم مغادرة الخليج، وهناك يلتقي بمجموعة من الأشرار الذين يستغلون ضعفه لاقتحام الخليج، ومنهم «القرش ملك البحار» الذي جسد دوره عيسى المرزوق، فهو صاحب الطباع الشريرة الذي حاول هدم البحر فوق رؤوس جميع الأسماك الأخرى، وأيضاً «قنديلة البحر» التي جسدت دورها شوق الهادي، و«الجاسوسة» التي جسدت دورها سعودة، وكذلك «القنديل» أحمد السعدون الذي تحوّل إلى شرير بعدما غرق في المياه، و«سنيار» تلك السمكة الشريرة التي جسد دورها حسين المسلم، إذ برع في تقمص دوره مع باقي زملائه الممثلون. وختاماً شخصية السمكة التائهة التي قدمها محمد ذياب.«مدينة المرجان» عمل مسرحي رسالته الأولى دعوة الجمهور إلى القيم الإنسانية وحبّ الوطن والولاء له وضرورة الوقوف صفاً واحداً لمواجهة أي خطر ممكن أن يتعرض له.وتدور قصّته بشكل عام حول مجموعة من الطلبة الذين يعيشون في أعماق البحر، حيث أنهم سيكتشفون أسراراً كثيرة بعدما يرتفع منسوب الماء على الكرة الأرضية. وخلال الأحداث هذه، وتحت الأعماق، نقل هؤلاء الممثلين كل الجمهور الذي حضر إلى عالم آخر من خلال شخصياتهم البحرية.

بطاقة العمل

• مسرحية: «مدينة المرجان»• إعداد: جاسم الجلاهمة• معالجة درامية: هند البلوشي• إخراج عبدالعزيز خالد النصّار• بطولة: هند البلوشي، مي البلوشي، أحمد حسين، مشاري العوضي، عيسى المرزوق، يوسف البغلي، مشاري المجيبل، شوق الهادي، سعاد، أحمد السعدون، محمد ذياب، حسين المسلم• أزياء وديكور: الدكتور فهد المذن• تنفيذ الإضاءة: عبدالله خالد النصار• ماكياج: سارة فاضل• كلمات الأغاني: هند البلوشي• ألحان: مشاري العوضي، بدر الشعيبي• تصميم الاستعراض: مشعل المجيبل• الفرق الاستعراضية: «أورين غروب»، «سونز أوف كويت»• مكان العرض: خشبة مسرح «نادي خيطان»