يواجه سوق الصفافير أحد المعالم التراثية القديمة في الكويت في منطقة شرق شبح الانقراض في ظل الإهمال الذي يواجهه بعد مرور نحو خمسين عاما على إنشائه.السوق الذي تأسس في القرن التاسع عشر يختص بصناعة الأدوات النحاسية واشتق اسمه من «الصفر» وتعني «النحاس» حيث اشتهر الحرفيون قديما في الكويت بحرفة صناعة المشغولات النحاسية ومنها «المواعين» والجدور والصواني والأباريق والملاليس والمغاريف والسطول ودلال القهوة والدوه.وهناك أصوات عدة تنادي بضرورة الإسراع في تطوير السوق للحفاظ عليه باعتباره إرث معماري لجعله مقصدا للسياح.«الراي» جالت على السوق الذي يعد أحد معالم الكويت القديمة والتقت بعض العاملين الذين اشتكوا من قلة الاهتمام والإهمال وتراجع عدد الزبائن ما تسبب في قلة الإيرادات لاسيما بعد نقله من منطقة المباركية إلى موقعه الحالي في شرق.وقالوا إن شبح الإزالة الذي يطل برأسه بين فترة وأخرى على السوق أحد العوامل التي ساهمت في تراجع حركة البيع والإقبال للعمل في السوق فضلا عن رغبة العمال في هجرة هذه المهنة والبحث عن أعمال أخرى.وأضافوا ان المنتجات الحديثة من الأواني تؤثر سلبا على المنتوج القديم بسبب انخفاض أسعارها واستدلوا على ذلك بتراجع الاقبال من قبل الزبائن باستثناء المواسم والتي أبرزها موسم البر.وتركز الدراسة على تطوير السوق ليكون لبنة إضافية إلى المشاريع التطويرية للمدينة والتي تهدف في مجملها إلى رفع المستوى العمراني والحضري للمنطقة، ضمن خصوصية معمارية تراثية، تجعل من منطقة العاصمة عنوانا للهوية المعمارية لمدينة الكويت وتؤكد القيمة المعنوية والاقتصادية لعاصمة الكويت.ويعتبر السوق أحد عناصر جذب الزوار والسياح للتسوق واكتساب التراث الثقافي المهني للحرف القديمة للكويت وجعلها متحفا يزخر بذاته ومركزا تعليميا يقوم على أسس المهنة الحرفية للآباء والأجداد سابقا.وقدم رئيس رابطة المهندسين المعماريين بالكويت المهندس مزيد المطيري دراسة فنية أوصت بالاهتمام بالسوق وجعله رافدا لا يقل أهمية عن مواقع الأسواق التراثية القديمة والإسراع في تطويره والحفاظ عليه باعتباره إرثاً معمارياً لجعله مقصدا للسياح والاستفادة من التطوير الشامل الذي يساعد بالربط الفراغي والحركي للسوق مع المنطقة المحيطة، ودعم الجانب الاقتصادي بتبني دعم الشباب في المهنة الحرفية وعامل جذب تعليمي.وأكدت الدراسة أهمية تحويل السوق إلى مقصد لزوار المدينة، وخصوصا السياح الأجانب، فضلا عن سكان المدينة، مشيرة إلى ان ازدهار الأنشطة التجارية من حوله لم يحد من نشاطه، بل نشأت علاقة تكاملية بين نشاط السوق، وما يزدهر في المراكز التجارية المحيطة كمجمع الراية مول وسوق البلوكات التجاري والأبراج التجارية المحيطة ومنتزه الحزام الأخضر.وأشارت إلى أن محال سوق الصفافير تحظى بأهمية كبيرة من محافظتها على الأنشطة القائمة، ويسهم في تأكيد أهميتها وتميزها على مستوى المدينة تطوير بيئة العمل المحيطة له، وإزالة السلبيات القائمة، وتسهيل عوامل جذب المتسوقين والمرتادين، من ممرات المشاة، والتجهيزات الخدمية، وجمال البيئة البصرية في الموقع، ليكون السوق إحدى الواجهات السياحية في وسط المدينة.ورأت الدراسة ان تطوير محال السوق يساعد على تشجيع ومشاركة الملاك على تطوير محلاتهم في السوق، وتوسيع نشاطهم التجاري والحفاظ على أنشطة السـوق التراثية المتنوعة ما يزيد الإقبال على سوق الصفافير.
محليات
عمره 50 عاماً ومطالب بتحويله إلى مقصد سياحي
سوق الصفافير ... يواجه شبح الانقراض
09:19 م