بداية نشكر سمو الأمير على استضافته لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ المجاهد خالد مشعل، وبحسب المعلومة المتوافرة أن اللقاء كان إيجابيا ومثمرا، وسيصب في صالح الأخوة الفلسطينين بإذن الله.وهذا الأمر ليس بغريب على الكويت التي رعت منظمة التحرير منذ انطلاقتها، وقدمت الدعم وما تزال لأشقائنا الفلسطينين منذ الاحتلال إلى يومنا هذا، وبذلك تتمايز الكويت عن كثير من الدول العربية التي تخاذلت عن نصرة أهل غزة وفلسطين ناهيك عن تلك التي تآمرت عليها.برغم حزننا وآلامنا على سقوط الشهداء بإذن الله من النساء والأطفال على أرض فلسطين، وخاصة مع المجزرة الأخيرة التي وقعت في حي الشجاعية، والتي برّرها الصهاينة بأنها كانت من أجل التمكن من نقل فطائسهم وجرحاهم الذين سقطوا في المواجهة مع حماس،أقول برغم هذه الآلام إلا أن هناك مبشرات كثيرة تجعلنا نفرح ونتفاءل خيرا بأن النصر سيكون حليفا لإخواننا المجاهدين على أرض غزة، ومن المبشرات تمكن أبطال القسام من قتل العشرات من جنود الصهاينة خلال محاولة تقدمهم في الحرب البرية، وزادت الفرحة عندما تمكن الأبطال من أسر شاليط جديد وهو الجندي «شاؤول آرون» وقد أعلنت القسام عن اسمه ورقمه العسكري، ولعل التاريخ يعيد نفسه، فاليهود في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام تحصنوا في قلاعهم، لكنها في النهاية لم تحميهم بل وقعوا في أيدي المسلمين بين أسير وقتيل، وصدق الله «وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم ( أي قلاعهم وحصونهم ) وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا» واليوم عندما حاول الصهاينة بالحرب البرية وقف صواريخ المقاومة التي عجزت القبة الحديدية في منعها، إذ بهم يقعون بين أسير وقتيل وجريح، فلله الحمد والمنّة.طبعا الحرب على غزة تكشف لنا كل يوم مواقف جديدة وتكشف لنا أقنعة مستترة، وصدق من قال بأن ميادين الجهاد تهتك أستار المنافقين، وإذا أردت معرفتهم فتأمل فقط بعض القنوات العربية، التي تدين حماس وتلتمس العذر لليهود، شاهد قبح الكلام اللاإنساني الذي ينطق به بعض المذيعين على بعض القنوات المصرية، والذين يطالبون بتشديد الحصار على غزة، وعدم فتح معبر رفح، حتى للحالات الإنسانية، وزاد قيح كلامهم عندما طالبت إحدى المذيعات بطرد كل الفلسطينيين من أرض مصر ومصادرة أملاكهم وبالقبض على كل متعاطف معهم ( صهيونية بامتياز )!!أردوغان ليس عربيا لكنه مسلم غيور، فتح أبواب تركيا للاجئين السوريين من أجل تخفيف معاناتهم، برغم المعارضة التي يجدها من بعض الأحزاب، لكن غيرته وشهامته جعلته لا يلتفت لهذه النداءات، وبالفعل بالمواقف تتضح معادن الناس.والعجب الثاني من بعض أدعياء السلفية والذين ما يزالون يشمتون بإخوانهم الذين يسقطون شهداء في غزة، وإلى الآن يضعون الذنب في رقبة حماس، بدلا من أن يطالبوا بنصرتهم ودعمهم!!أعجبتني بعض التغريدات حول أسر الجندي الإسرائيلي ومنها ما كتبها أحدهم : « انظر إلى قلبك بعد أسر الجندي الصهيوني، فإن وجدت حقدا على حماس فهذا يعني انك تصهينت، وإن وجدت فرحا فاطمئن، فقلبك ما زال حيا».والأخرى « ثلاثة ساءهم أسر اليهودي : اليهود، والطغاة، والجامية».الآلام شديدة والجرح عميق، لكنها تضحيات لا بد لها من أجل العزة والكرامة، ومن أجل فجر جديد للأمة يقول سيد قطب رحمه الله: «لا بد للأمة الإسلامية من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض، ولا بد للمخاض من آلام».Twitter :@abdulaziz2002
مقالات
عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي
خالد مشعل وشاليط جديد
09:27 ص