أكد القيادي في تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» ابو بكر الجنابي ان العملية التي قامت بها «الدولة» ضد القوات الحكومية للسيطرة على الموصل، بدأت من الداخل وتمت كما كان مخططا لها بمشاركة «الدولة» واطراف اخرى، مشيرا الى ان نائب الرئيس العراقي السابق عزّة ابراهيم الدوري «يتعاون معنا على الهدف نفسه ولم يصدر عنه لغاية اليوم اي تصرف يثير الشك، الا ان اليد الطولى هي للدولة».وقال الجنابي في لقاء خاص مع «الراي» من الافرقاء الذين شاركوا مع «الدولة» في الهجوم رجال النقشبندية و«جيش المجاهدين» و«الجيش الاسلامي»، مشيرا الى «انصهار أكبر» حاصل اليوم مع هؤلاء الافرقاء الذين «تعاوننا معهم» من قبل، مشيرا الى ان رجال النقشبندية والبعث العراقي يختلفون عن «البعث» السوري الذي لا يعرف الاسلام، فهم يؤمنون بالعروبة والفتوحات الاسلامية، وهم يلتزمون بالدين الاسلامي ويصلون ويصومون على عكس السوريين. وقال ان «الأطراف الأخرى التي تحارب الدولة العراقية بدأت تنضم الينا مثل انصار الاسلام»، مشيرا الى ان اكثر القادة في «الدولة الاسلامية» هم من القادة العسكريين القدامى ولديهم علاقات مع قادة حاليين وسابقين ما يسهل الامور اكثر.واعتبر ان قرار أوباما بمساعدة القوات الحكومية العراقية «جيد» اذ سيبدو وكأنها حرب لاميركا والمالكي ضد السنّة في العراق.ورأى ان «ليس ان الحرب على جبهتي سورية والعراق ستضعف الدولة لان كل جبهة منفصلة عن الاخرى، والغنائم الحربية التي عبرت الحدود العراقية الى سورية كانت علاوة اضافية «ليس إلا».وفي الاتي نص الحوار:• هل تعتقد ان «الدولة» لها اليد الطولى في العمليات العسكرية الحاصلة في العراق اليوم ام ان هناك حلفاء آخرين يشكلون النواة الأكبر في المعارك الدائرة؟- «الدولة» خاضت المعركة مع بعض الأفرقاء وعلى رأسهم رجال النقشبندية وجيش المجاهدين والجيش الاسلامي، وكلهم لم يعلنوا يوماً الحرب على «الدولة» بل كنا نحارب عدواً واحداً مشتركاً. الا ان هناك تحوّلا كبيرا بين هؤلاء الأفرقاء وثمة انصهار أكبر حاصل اليوم، اذ يتحوّل الكثير من هؤلاء من الفريق الذي ينتمون اليه ويأتون الينا للانصهار في «الدولة». مثلاً قبل ايام عدة في ديالى اعلن الجيش الاسلامي انضمامه لـ «الدولة»، اما بالنسبة لعزّة ابراهيم الدوري فهو يتعاون معنا على الهدف نفسه ولم يصدر عنه لغاية اليوم اي تصرف يثير الشك، الا ان اليد الطولى هي لـ «الدولة». فمثلاً ترى علم «الدولة» يرفرف فوق مدينة بيجي وتكريت ومدن اخرى ولكننا نقرّ باننا لا نقاتل الحكومة العراقية وحدنا.• كيف تتعايش افكار «الدولة الاسلامية» مع حزب البعث العراقي اليوم؟ هناك اختلاف كبير في العقيدة؟- حاولت الحكومة العراقية قمع السنّة وخفض أصواتهم بالادعاء انها تقاتل «الدولة» وليس أفرقاء آخرين مهمشين عانوا الظلم لأعوام، وكذلك فان حزب البعث السوري يختلف عن حزب البعث العراقي، فـ «البعث» السوري لا يعرف الاسلام بينما افراد البعث العراقي يؤمنون بالعروبة والفتوحات الاسلامية، وهم يلتزمون بالدين الاسلامي على عكس السوريين. وقد انخرط الكثير منهم في صفوف «الدولة»، ولهذا فان رجال النقشبندية يختلفون عن حزب البعث السوري وهم يشاركوننا في صلاتنا وصومنا، وعاداتنا الاسلامية هي عاداتهم نفسها، وكذلك تقتضي مصلحة الطرفين الا تنشب خلافات في ما بينهما في الوقت الراهن.• ماذا عن قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما بمساعدة الحكومة العراقية لضرب «الدولة»؟- هذا جيد اذ ان وقعه سيكون ايجابياً وسيبدو وكأنها حرب لاميركا و(رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي ضد السنّة في العراق، وهذا القرار لن يأتي بأي فائدة لان العراق يحتاج الى تغيير جذري في السياسة والتركيبة الطائفية وقد ذكرت ذلك كوندوليزا رايس.• هل من الممكن ان يقبل الاطراف الذين يقاتلون معكم باتفاقٍ مع الدولة العراقية واميركا ووقف القتال؟- لا يمكن لاحد ان يتفق مع اميركا ما دامت «الدولة» موجودة. ونرى ان هذه الأطراف الأخرى التي تحارب الدولة العراقية بدأت تنضم الينا مثل «انصار الاسلام»، الا اننا اجمالاً نتعاون مع الجميع وخصوصاً في منطقة الانبار.• البعض يعتقد ان «الدولة الاسلامية» ستكون تحت ضغط المحاربة على جبهتيْ سورية والعراق في وقت واحد مما سيضعف جهة اكثر من اخرى، هل هذا دقيق؟- لا. ليس دقيقاً لان كل جبهة منفصلة عن الاخرى، والغنائم الحربية التي عبرت الحدود العراقية الى سورية كانت «علاوة اضافية» ليس إلا. وللذين يعتقدون ان الجبهتين ستضعفان «الدولة» اقول انهم نفسهم من قالوا ان «الدولة» ستخسر الحرب ضد «النصرة» والفصائل الاخرى في يناير الماضي، فانظر الآن كيف تغيّرت الامور لاننا نملك عنصر المباغتة ولدينا الكثير من المفاجآت.• كيف تم اختيار توقيت معركة الموصل؟- لقد علمنا ان شيئاً ما سيحصل قريباً في محافظتي صلاح الدين والموصل ولكننا كنا نجهل التوقيت، وكل ما عرفناه ان هناك معركة نتحضر اليها وستكون مفاجأة وسيشارك فيها أفرقاء عدة، الا ان «الدولة» كانت موجودة داخل الموصل قبل البدء بساعة الصفر ومن الداخل بدأت العملية العسكرية ضد القوات العراقية كما كان مخططاً لها.• لماذا لا نرى اي هجوم على بغداد؟- هناك نحو مليوني نسمة في الموصل بينما هناك اكثر من 6 ملايين في بغداد. ويمثل شمال بغداد خزاناً للشيعة وكذلك الكاظمية والشعلة بينما «الدولة الاسلامية» تتواجد في قلب العاصمة وجنوبها وشمال بابل، ويتقدم مجاهدونا في ديالى وكركوك وفي الوقت الراهن يقف حاجز امامنا هو التاجي - القاعدة العسكرية - ومطار بغداد الدولي، وهناك اشتباكات ايضاً تدور في مصفاة بيجي لانهاء الوجود العسكري خلفنا قبل التقدم الى الامام نحو العاصمة.• ماذا عن تقدم قوات البشمركة في كركوك وخانقين وجلولاء؟- هناك اشتباكات بين مجاهدي «الدولة» وقوات البشمركة في هذه المناطق ومعارك شرسة مع الاكراد. وحصل تقدم نوعي في اطراف كركوك وكذلك ألقينا القبض على عدد من الجواسيس وأعدمناهم بعد اعترافهم. ولنرَ الى اين سنصل معهم، فالمعركة بيننا دائرة، الا ان وضعهم ليس بجيد بسبب استغلالهم للفرص والانقضاض على اراض عراقية، فالمالكي هاجمهم وانتقد اداءهم وكذلك فعل قائد فرقة عصائب اهل الحق الشيخ الخزعلي بتهديد الاكراد وتشريدهم من بغداد.• تعتقد ان «الدولة» لن تتخلى عن كركوك للاكراد؟ هل طلب رئيس الاقليم مسعود بارزاني التعبئة العامة لحماية كركوك وضمّها الى كردستان؟- نعم، بالاضافة الى معرفة بارزاني ان العديد من مجاهدي «الدولة» يملكون حقداً دفيناً ضد الاكراد لدعمهم القوات الاميركية، ولهذا هناك شبه فوضى اذ ان المعركة هي السنّة ضد الشيعة والكرد وكل واحد ضد الاخر ايضاً.• لاحظنا ان «الدولة» تتصرف بقسوة اقل في العراق مما تفعله في سورية حيث هناك سفك اكبر للدماء، لماذا؟- العراق يختلف عن سورية، ولو كان الوضع نفسه والناس بنفس العقلية لرأيتَ الشيء ذاته، لقد بدأنا بقسوة العام 2006 الا اننا اخذنا العبر.• هل يمكن ان تفسر اكثر؟- «الدولة» ليست مجموعة بل فكر. يمكن قتل المجاهدين والامراء ولكن لا يمكنك القضاء على الافكار. ولذلك، من خلال الفكر الذي نحمله، استطعنا استقطاب العدد الكبير من المتطوعين، وسؤالنا: لماذا تحاربنا هذه الصحوات؟ لإرساء الديموقراطية؟ لا! يحاربون لمصلحة سياسية بينما نحن نحارب لارساء الخلافة وفرض الشريعة الاسلامية وهذا ما يشعل النار والرغبة داخل نفوس رجال «الدولة» التواقين لفكرة الدولة والغاء الحدود والتوسع مما يقرب الناس من بعضهم البعض.• هل هناك اي مخطط لـ«الدولة» يشمل عملاً ما في لبنان؟- لا تعليق ولكنني استطيع القول اننا سنرى شيئاً ما في القريب العاجل.• كيف سيكون الدخول الى بغداد هو ليس سهلاً؟- تذكّر ان اكثر القادة في «الدولة الاسلامية» هم من القادة العسكريين القدامى ولديهم علاقات مع قادة حاليين وسابقين ما يسهل الامور اكثر. ومن ناحية اخرى، فقد توقف العدد الكبير عن فكرة مقاومة «الدولة» وتخلوا عن فكرة الموت من اجل المالكي مما دفع اكثر الضباط السنّة لرفض قتال ابنائهم ولا سيما ان العدد الاكبر من هؤلاء الضباط لديهم اقرباء داخل «جنود الدولة» وكذلك، بعد ان أظهرنا بإعلامنا كيف نقضي على الذين يتعاونون مع المالكي، فقد رضخ اكثرهم وخصوصاً ان غالبية هؤلاء لا يريدون ترك عائلاتهم دون اعالة اذا قُتلوا على ايدينا.هناك حملة اعلامية لتشويه صورة «الدولة» والكثير من الذين يدّعون بانتمائهم لنا، دفعهم أعداؤنا الى ذلك.
خارجيات
أكد أن العملية في الموصل بدأت من الداخل بمشاركة أطراف أخرى
القيادي في «الدولة الإسلامية» أبو بكر الجنابي لـ «الراي»: عزّة الدوري يتعاون معنا على الهدف نفسه
01:10 ص