أحد مؤسسي فرقة تلفزيون الكويت قبل عقود واستمر معها إلى اليوم متنقلاً بين المناصب الإدارية والتدريب، فالفنان أحمد عبداللطيف القطامي الذي يشغل حاليا منصب نائب المدير العام للفرقة لايزال مشرفاً ومدرباً للأصوات فيها، ويرى أنه بعد كل هذه السنوات قد حقق طموحه من خلالها.وفي حواره مع «الراي» اعتبر القطامي أن حال فرقة التلفزيون اليوم أفضل بكثير من السابق، «فدورها بات قوياً جدّاً لأن وزارة الاعلام مهتمة كثيراً بها وتشجعها»، مضيفا أنها «تضمّ 35 عضواً بوجود أعضاء جدد بعد انسحاب البعض لظروف خاصة، وفي القريب سنطلب أعضاء غيرهم من فئة الشباب، وطبعاً ستكون هناك شروط للانضمام».كما أبدى رأيه في برامج المسابقات الغنائية والتي تخرّج منها العديد من الأصوات الشبابية المتواجدة في الساحة الغنائية الخليجية والعربية على حدّ سواء، وإن كان يوافق أن يكون عضواً في لجنة تحكيم أحدها في حال تلقّيه عرضاً مماثلاً أم لا. وعاد القطامي بالذاكرة إلى السبعينات من القرن الماضي حين غنّى باللغة الالمانية أمام ملكة بريطانيا اليزابيث والشيخ سعد العبدالله الصباح رحمه الله، موضحا أنه لا يتقن التحدث باللغة الألمانية، لكنه حفظ كلمات الأغنية وأداها:• ما دورك حالياً في فرقة تلفزيون الكويت؟- أتولّى منصب نائب المدير العام للفرقة، بينما مديرها هو الموسيقار غنّام الديكان، كما أنني مشرف وإداري، وأيضاً مدرب للأصوات.• من مؤسس الفرقة؟- الفرقة تأسست في عام 1979 بجهود خمسة أشخاص هم غنّام الديكان، مرزوق المرزوق، نجم العميري، بدر الجويهل بالاضافة إليّ، فأعطت انتاجاً كبيراً وشرّفت الدولة في محافل عديدة بالكويت وخارجها، وزرنا «رُبع دول العالم» مثل الصين واليابان وفرنسا وانكلترا وفنزويلا وأميركا، وأيضاً الدول العربية مثل مصر وقطر والعراق وسورية.• هل ترى أنّ فرقة التلفزيون أخذت حقّها في الوقت الحالي؟- أرى أنها اليوم أفضل بكثير من السابق، فدور الفرقة حالياً بات قوياً جدّاً ووزارة الاعلام مهتمة كثيراً بها وتشجعها، من معالي وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود إلى الوكيل صلاح المباركي إلى الوكلاء المساعدين على رأسهم يوسف مصطفى الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون الذي يولي اهتماماً كبيراً.• ما عدد أعضاء الفرقة الحالية؟- بعد انسحاب البعض لظروف خاصة، ضمّت الفرقة أعضاء جددا ليصل العدد إلى 35 عضواً، وفي القريب سنطلب أعضاء غيرهم من فئة الشباب، وطبعاً ستكون هناك شروط للانضمام، مثل أن يتراوح سن المتقدم بين 18 و25 عاما، وان يجتاز اختبارات القدرات الفنّية الذي هو بحدّ ذاته المنبع للفنان الراغب في الالتحاق، بمعنى أن يمتلك وحدة ايقاعية من حيث الايقاع والصوت، وامتلاكه المهارة في العزف على ايّة آل موسيقية، صوتاً جميلاً، وطبعاً ذلك كلّه سيتنمّى مع التدريب والاحتكاك ليصبح فناناً متكاملاً متمرّساً.• لماذا لا تستعينون بطلبة من المعهد العالي للفنون الموسيقية؟- تقدّم لنا بعض شباب المعهد العالي للفنون الموسيقية، وتمّ قبولهم معنا في الفرقة.• بما أنّك مدرّب في الفرقة؛ كيف تقيّم أداء الأعضاء؟- أي عضو جديد في بدايته يكون مرتبكا، لكن مع مرور الأيام يزول ذلك ويخرج ما لديه من مهارات واستعداد فطري للحركة والغناء وكذلك العزف إن كان يمتلك تلك الملكة.• هل كان هذا طموحك منذ تأسيس الفرقة مع بقية زملائك؟- الفرقة وصلت إلى عطاء أكثر من الأول محققة طموحي الذي كنت أرجوه، والدليل اختيارنا في 27 مايو الماضي للمشاركة في احياء أوبريت ضخم من تأليف عبداللطيف البناي وألحان غنّام الديكان في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون في المملكة العربية السعودية، بمناسبة مرور 33 سنة على تأسيس دول مجلس التعاون تحت رعاية وحضور أمير منطقة الرياض تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ووزير الاعلام السعودي، بالاضافة إلى سفير دولة الكويت في السعودية الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح، وأيضاً الأمين العام لدول مجلس التعاون عبداللطيف الزّياني، والامناء المساعدين، وغيرهم الكثير من الشخصيات البارزة.• هل تخصص الوزارة ميزانية خاصة بالفرقة سنوياً؟- لا توجد لها ميزانية خاصة بها، بل تدرج مع بنود المكافآت للشباب. ومن وجهة نظري أنّهم «مو مقصرين» علينا من حيث الملابس الجديدة دوماً وكذلك الآلات الموسيقية وصيانتها، وأيّ شيء نطلبه تتم دراسته فوراً.• ما جديدكم الحالي؟- تستعد فرقة تلفزيون الكويت لتقديم سهرة جديدة لعيد الفطر المقبل، وسجلنا جزءا منها ولم تكتمل بسبب انشغالنا في أوبريت دول مجلس التعاون.• كيف ترى الواقع الموسيقي اليوم في الكويت؟- الأصوات الجميلة لا تتكرر مجدداً في الكويت، بعيداً عن الروّاد الذين يعتبرون مؤسسين. أما الاجيال اللاحقة فمن الصعب ان تثبت وتنجح، لان النجاح يحتاج إلى قدرات وتشجيع واعداد. لكنني ارى أن الشباب يهتمون أكثر من السابق، وأتمنى أن يغنّوا من الفن الشعبي الكويتي ويهتموا بالتراث الكويتي، حتى الملحنين، لأن الانتاج أخذ الدور في ذلك الامر. الاذاعة والتلفزيون تذيع ما هو متوافّر، كإثبات بالدرجة الاولى لأنه يحتاج إلى عطاء أكثر حتى يستمر.• هل الموروث الشعبي الموسيقي الكويتي في اندثار؟- لا يمكننا أن ننسى موروثنا الشعبي الموسيقي أبداً، وهنا لابد من ذكر الاهتمام الكبير الذي يوليه وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود الصباح للفنون الشعبية الأصيلة، مع تخصيصه لمحطّة اذاعية تبث تلك الفنون حتى لا تندثر، في ظلّ الموجات الدخيلة التي لا يمكننا السيطرة عليها. والفن عموماً لا مكان له، بل يتنقّل من بقعة لأخرى، والأفضل والأجود هو الناجح.• كانت لك مشاركة سابقة بالغناء باللغة الألمانية، حدثنا عنها؟- قدمت أغنية «ماجيك فلوت» لموزارت عام 1978، وذلك عند افتتاح «أبراج الكويت» تحت رعاية الملكة اليزابيث وسمو الشيخ سعد العبدالله الصباح رحمه الله الذي كان حينها وليا للعهد، والكثير من الضيوف خلال زيارتهم للكويت ليشهدوا تلك المناسبة.• هل تتقن التحدث باللغة الألمانية؟- أنا لا أتقن التحدث باللغة الألمانية، بل حفظت حينها كلمات الأغنية وأديتها، لكن ما ساعدني في ذلك الوقت أنني تعلمتها كدراسة، وقدمت أغاني أخرى في أوبريتات غيرها لكنها لم تسجلّ.• هل تفكر بالعودة للغناء مجدداً حتى لو كان على صعيد الأغاني الوطنية؟- «البركة بالشباب» فهناك أصوات جميلة وملحنون مبدعون أثبتوا وجودهم في هذا المجال، وبالنسبة لي أصبحت مدرّبا لهم.• مِن الشباب الذين يتدربون لديك هل هناك صوت تتوسم فيه الخير للوصول إلى النجومية؟- لا يمكنني أن أحكم بهذه السرعة، فمن يريد تحقيق النجاح عليه بالاستمرارية وبذل العطاء، وبهذا سيثبت نفسه أمامي وفي الساحة الغنائية أيضاً.• ما تقييمك لبرامج المسابقات الغنائية؟- أرى أنها برامج مساعدة للشباب الموهوب وتساعد في خروج مطربين جدد للساحة، وأيضاً فيها ذلك الشقّ التجاري الذي يدرّ الأموال. لكن مع ذلك كلّه فإنّ انتشار الصوت الحقيقي يحتاج إلى ملحن يفهم قدرة ذلك الصوت.• لو طلب منك أن تكون أحد أعضاء لجان التحكيم فيها هل ترفض؟- لماذا أرفض! يشرفني أن أكون في تلك اللجان، لأنّ ما سأقوم به هو اصدار حكم أكاديمي وتقييم الأصوات.• لماذا لا تتبنى فرقة التلفزيون الفكرة في تنظيم مسابقة للغناء؟- نحن كفرقة تلفزيون الكويت مستعدون للقيام بهذا الامر، لكننا ننتظر تكليفاً رسمياً بالأمر حتى نضع خطاً للمتقدمين. وللعلم سبق أن قدّمنا اقتراحاً مشابهاً، لكنه كما تعلم يحتاج وقتاً وروتيناً، لا أكثر.• الأصوات النسائية خجولة في الكويت وعموم الخليج... ما السبب؟- العادات والتقاليد التي تحكمنا لا تشجع على كثرة الأصوات النسائية، وسيبقى الحال كذلك حتى لو وصلنا إلى عام 2020. لكن رغم ذلك نمتلك في الخليج العربي مطربات يمتلكن أصواتاً جميلة مثل المطربتين نوال وأحلام.• من المطرب الذي ما زلت تستمع له إلى يومنا الحالي؟- ثلاثي القمة عبدالله الرويشد ونبيل شعيل ومحمد المسباح، ولكي يخرج مطرب يمتلك ما يمتلكه هؤلاء الثلاثة، فهو يحتاج إلى تدريب ووقت وتشجيع، وكذلك إلى كلمات جميلة وملموسة من الناس على مستوى الأغاني العاطفية او الوطنية، لأن الكلمة تلعب دوراً كبيراً، والشاعر يبقى مؤسس الأغنية، لذلك لا ننسى ما قدّمه شعراء الكويت منهم عبداللطيف البناي، يعقوب السبيعي ومبارك الحديبي.• ألا ترى أننا نعيش موضة «الافيه» في الكلمات؟- أرى أنها مجرّد موجة عابرة ولن تستمر، لكن الكلمة الأساسية التي تبقى وتستمر هي تلك التي تهز البدن لدى سماعها، مثل ما قدّمه الشاعر بدر بورسلي من كلمات لأغنية «يا وطن».• كلمة تقولها في حق فرقة تلفزيون الكويت؟- أتمنى للفرقة أن تصل إلى أعلى مما وصلت إليه، ومواصلة المسيرة الحلوة والعطاء، والمشاركة في المهرجانات لتمثيل دولة الكويت. وشباب فرقة التلفزيون مستعدون لتقديم الحفلات والعروض دوماً، حيث انهم شاركوا في هذا العام بالعديد من الأنشطة مثل «كويتي وأفتخر» وكذلك «مجلة العربي».
فنون - مشاهير
حوار / أحد مؤسسيها مستمر معها إلى اليوم متنقلاً بين المناصب الإدارية والتدريب
أحمد القطامي لـ «الراي»: فرقة «تلفزيون الكويت»... حققت طموحي
01:51 ص