عنوان المقال هو هاشتاق أطلقه المغردون عبر التويتر للحديث عن مأسأة خطيب مسجد بمنطقة الفروانية، تسببت وزارتا الأوقاف والداخلية في قلب حياته رأسا على عقب.لم يدُرْ في خ?لد هذا الخطيب المحترم، بأن مجرد تلميحه في خطبة الجمعة إلى انتخابات تم التزوير فيها في بلد عربي - ويقصد مصر - أن يتسبب ذلك في فصله من الأوقاف، ومن ثم ترحليه عن طريق الداخلية إلى خارج البلاد مع جميع أفراد عائلته.ما يزال صوته المتحشرج - وهو يحكي لي مأساته واستغرابه من العقوبة القاسية التي طبقتها عليه وزارتا الأوقاف والداخلية - يرن في أذني، وما تزال نداءات زوجته المفجوعة والتي تترجى فيها أصحاب القلوب الرحيمة بالتدخل لإيقاف هذا القرار الجائر تجول في ذهني.هل يعقل لمجرد التلميح في الخطبة حول الظلم في بلد ما تكون عقوبته إنهاء الخدمات مباشرة دون أن تكون هناك لجنة فنية للتحقيق في الموضوع؟هل يعقل أن يصدر قرار الفصل في يوم إجازة رسمية وهو الجمعة؟ هل من الممكن أن تتخيل أن تتخلى وزارة الأوقاف عن أحد منتسبيها - وليس أي موظف - فهو إمام وخطيب في الوزارة لأكثر من 13 عاما ومعروف بين رواد المسجد بحسن السيرة والسمعة بكل هذه البساطة؟هل تتوقع أن يكون جواب أحد المسؤولين في وزارة الأوقاف عندما تمت مخاطبته حول الموضوع قوله: نريد أن يكون هذا الخطيب عبرة لغيره!!!والأمر المحزن الآخر هو موقف وزارة الداخلية والتي أصدرت قرار الإبعاد لهذا الخطيب وعائلته المكونة من زوجة وثلاثة أبناء خلال ليلة وضحاها وبهذه السرعة.من المؤسف أن كل المناشدات والشفاعات التي شارك فيها نواب حاليون وسابقون وعلماء ومشايخ ووزراء ونشطاء سياسيون وحقوقيون، كلها باءت بالفشل ولم يتم الالتفات إليها!! فأي نوع من القلوب ذلك الذي نحمله بين جوانحنا؟؟هذا الخطيب تم ترحليه إلى السودان، وزوجته وأبناؤه إلى مصر، وكان أكبر أبنائه في السنة الأخيرة في الثانوية العامة وسيقدم اختباراته هذه الأيام، ومع ذلك لم تتم مراعاة أي جوانب إنسانية في هذا الشأن!! وضاع مستقبل هذا الطالب.أتساءل وبتعجّب ما هي الجريمة الخطيرة التي ارتكبها هذا الخطيب ليتم إبعاده؟ هل قبض عليه في شبكة تجسسية؟ هل وُجِدت معه منشورات تهدد أمن البلد؟ هل خرج الرجل في مسيرات فخالف نظام الدولة؟ هل صدر منه أي إساءة لأحد من الرموز أو الشخصيات مما يعتبر إهانة للدولة؟واستغرب من تخاذل البعض من مسؤولين ومنتسبين للعلم وسياسيين عن نصرة هذا الخطيب المظلوم! فهل لأنه غير كويتي؟ أم لأنه لا يحمل نفس الفكر الذي تحمله أيها المتدين؟وأود أن أشير إلى صورة جميلة تحققت خلال هذه الحادثة، وهي السعي الحثيث من عدة جهات وأفراد من أجل الوقوف مع هذا الخطيب مع عدم معرفتهم الشخصية له، كما أثني على الزملاء في نقابة الخطباء والأئمة والتي تحرك مجلس إدارتها من بداية الحدث إلى التواصل مع عدة جهات وأطراف للحيلولة دون ترحيل الخطيب وعائلته عن البلاد، كما أشكر الدكتور شبيب الزعبي رئيس منظمة الحرية لحقوق الإنسان، والذي سعى في نفس الاتجاه وتواصل مع الخطيب المبعد وأسرته إلى آخر لحظات الترحيل، وما بعده.يحزنني أن تقع هذه الحادثة في بلدنا الكويت والمعروفة شعبا وحكومة بإغاثتهم للملهوف، ودعمهم للمحتاج، ونصرتهم للمظلوم، وأتمنى ألا تتكرر هذه المأساة، وخاصة مع أحد أهل العلم وحفظة كتاب الله الذين رفع الله شأنهم، وأمرنا سبحانه بإكرامهم وتقديرهم.Twitter :@abdulaziz2002
مقالات
عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي
#إبعاد _خطيب _ مسجد
01:39 م