انخفضت السيولة المتداولة على الأسهم الصغيرة إلى أدنى منسوب لها منذ عامين تقريباً، في ظل غياب المضاربين الكبار، وغل يد المجاميع الاستثمارية عن «صناعة السوق» على أسهمها.وزاد من هذا الشح النشاط القوي للأسهم القيادية في الشهرين الماضيين، ما قاد الكثير من صغار المتداولين إلى تغيير وجهتهم والخوض في اللعبة مع الكبار.ورصدت «الراي» أكثر عشر شركات تداولات ورواجاً خلال الربع الاول من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي والأسباب التي دعت الى استبعاد عدد من الأسهم من حسابات مدارء المحافظ والصناديق خلال العام الحالي تحديداً، إذ يتضح ان هناك عوامل كان لها بارز في رواج تلك الأسهم خلال افرتة السابقة، منها التسويات التي نفذتها مع دائنين وغيرها.ولعل أبرز تلك الشركات هي «أبيار» (تداولت 1.9 مليار سهم بقيمة تصل الى 89.1 مليون دينار في الربع الأول من 2013) و«المستثمرون القابضة» التي تداولت اربعة أضعاف رأس المال في تلك الفترة، وغيرها من الشركات مثل «منشآت العقارية» و«صكوك» وبنك الاثمار ومدينة الاعمال والمزايا القابضة والصفاة للطاقة ومنازل القابضة والمعدات وبيان للإستثمار وبوبيان القابضة اضافة الى بيت الاوراق المالية وغيرها.ومن الواضح أن عددا من كبير من هذه الشركات قد اختفى من قائمة الشركات الاكثر رواجاً، فيما ظلت أخرى موجودة ولكن بلا تغير يُذكر. ومن الأسهم التي غابت عن قائمة الأكثر تداولاً، «المعدات القابضة»، و«منازل» وبنك الاثمار وصكوك وابيار وبيت الاستثمار الخليجي، فيما خرجت من القائمة أسهم مثل منشآت وبيت الاستثمار الخليجي وحلت مكانها ادنك والديرة والاستشارات المالية».ويتضح ان هناك عوامل رئيسية كانت تمثل الوقود الحقيقي لحركة تلك الأسهم خلال الربع الاول من العام الماضي بل واستمر ذلك حتى نهاية النصف الاول ايضاً وذلك قبل انتقال دفة النشاط الى الكيانات القيادية التي استقطبت معظم السيولة المتداولة مثل البنوك والشركات الثقيلة على غرار زين واجيليتي وغيرها من الشركات التي ظلت خارج دائرة النشاط خلال الأشهر الأولى من العام الماضي وحتى الربع الأخير من العام 2013.وفي ما يلي الأسباب التي يراها أهل السوق دافعا الى تغير مسار السوق من الأسهم الصغيرة الى السلع القيادية:1 - التسويات مع دائنيناستطاعت بعض الشركات أن تمضي في هيكلة اوضاعها المالية مع البنوك الدائنة خلال العام الماضي كي تتحول اموال المحافظ والصناديق اضافة الى المضاربين اليها للشراء وبكثافة، ما دفع بأسعار مثل هذه السلع الى تحقيق ارتفاعات غير مسبوقبة، وذلك بالنظر الى اسعار القاع التي كانت تتداول عليها قبل الرواج، فيما ساهم المضاربون في رفع حجم السيولة المتداولة على هذه الأسهم.وتجدر الاشارة الى أن الارباح التي حققتها شركات مدرجة من التسويات جاءت في ظل تقييمات للرهونات وشطب للديون وليست من خلال أداء تشغيلي بحت يضمن عائداً قابلاً للتوزيع على المساهمين مثلاً.2 - الاستثمار الآمنيرى مراقبون ان تحول السيولة الى الأسهم القيادية مثل البنوك وزين واجيليتي وغيرها خلال الفترة الحالية قد جاء لأسباب واضحة، أبرزها حاجة الأفراد ومديري المحافظ والصناديق لأسهم آمنة لا تستجيب للتقلبات بشكل كبير، بل وتعتمد على أداء تشغيلي مستقر، على غرار البنوك وغيرها، فيما اشاروا الى ان الطفرة التي شهدتها السلع الصغيرة خلال العام الماضي تلاشت اليوم، ما يعكس غياب النظر طويلة الامد على تلك الأسهم والتي غلبت عليها الشق المضاربي فقط وذلك ما يتضح من خلال الأسعار الحالية التي تتداول عليها، فهناك شركات خسرت 50 في المئة من قيمتها السوقية خلال الشهور الأخيرة من العام الماضي وما زالت تتداول على خسارتها الآن.3 -التوزيعات والعائد الجاريلوحظ ارتفاع العائد الجاري على التوزيعات التي كشفت عنها شريحة من الشركات التسغيلية مقارنة بالمخاطر المحيطة بالسلع المضاربية، إذ سلكت المحافظ نهج الاستثمار في أسهم العوائد والبعد تدريجياً عن المضاربات العشوائية.4 - المحافظ الاجنبيةتركزت حركة السيولة الاجنبية خلال الشهور الاخيرة على الأسهم التشغيلية، حيث كثفت من عمليات الشراء والتجميع عليها لأهداف طويلة الاجل، ما يمثل عاملا أساسياً ومباشراً في حالة الركود التي تعانيها السلع الصغيرة.5 - الأسهم الصغيرةيشير المراقبون الى ان الأسهم الأكثر تداولاً من حيث القيمة السوقية شهدت اختلافاً ما بين الشهور الاول من العام الماضي والأشهر الاولى من العام الجاري (حتى نهاية الربع الاول) إذ لوحظ اختراق الأسهم القيادية للحيز الذي سيطرت عيله الأسهم المضاربية (ارتفع بعضها بنسبة 300 او 400 في المئة) لتحل محلها خصوصاً لدى تولد قناعة بان تلك السلع وقودها المضاربة وما تم عليها من توصيات هي تجميلية فقط، بغض النظر عن الفارق ما بين معدلات المكاسب ما بين النوعين، فيما ظلت السلع الصغيرة هي الاكثر تداولاً من حيث الكمية ولكن من دون تحقيق مكاسب سعرية جديدة!6 - بناء المراكزيؤكد المراقبون ان ما يحدث من عمليات شراء وبناء مراكز على الأسهم القيادية يشير الى استمرار تدفق السيولة عليها خلال الفترة المقبلة، فيما سيكون للسلع التشغيلية الصغيرة المرتبطة بتخارجات وخطط هيكلة وغيرها نصيب من هذه الأموال المتداولة.7 - خروج المضاربينيرى البعض أن تطبيق القواعد الرقابية كان له دور مهم في خروج المضاربين من السوق وذلك على خلفية ايقافات حسابات وإحالات الى التحقيق وغيرها.8 - فشل الهيكلةتسبب فشل خطط الهيكلة التي أفصح عنها بعض الشركات والمجموعات الاستثمارية التي تقع تحت مظلتها شركات عقارية وقابضة وغيرها في غياب السيولة التي ظلت تدفع بها المحافظ المضاربية نحولها، فيما وقع صغار المتعاملين فريسة لعمليات التصريف التي قادتها المحافظ المملوكة لكبار اللاعبين، ما ترتب عليه البحث عن فرص في الأسهم التشغيلية.9 - تغير الثقافة الاستثماريةأكد احد المراقبين ان هناك شريحة من المتعاملين باتوا يعتمدون على قراءة البيانات المالية والوضع العام لكل شركة على حده قبل الدخول فيها سواءً للاستثمار متوسط او طويل الاجل، إذ ترتب على ذلك فرز وغربلة واضحة ما بين الأسهم ذات الأداء الجيد والاخرى التي تعتمد على تجميل الميزانيات، وبالتالي باتت استهدافات السيولة أكثر وضوحاً.10 - خطط وتخارجاتلا يخفي أن ما تُعلن عنه الشركات التشغيلية من برامج وخطط بعضها يتعقل بتوسعات واخرى تخص تخارجات كان له أثر كبير في تحول مسار السيولة، فيما يتوقع ان يظل الاستقرار في حركة الأسهم التشغيلية سيد الموقف خلال العام الحالي ايضاً.