استطاعت المطربة اللبنانية يارا أن تثبت موهبتها بجدارة، فهي تمتلك خامة صوت رائعة أهّلتها لتكون المطلب الأول لإحياء الأعراس في منطقة الخليج، وهذا ما تعتبره مقياساً لنجاحها.«الراي» التقت بيارا خلال زيارتها الأخيرة للكويت لإحياء حفل تلفزيون «الراي» السنوي للإعلان عن دورة شهر رمضان الدرامية، فدار نقاش حول جديدها الغنائي الذي تحضّر له، واللون الغنائي الذي تتمنى أن تقدّمه في المستقبل، إضافة إلى معرفة سبب خوفها الدائم في إبداء رأيها بزملائها الفنانين، وذلك عن رأيها في مستوى الأغنية العربي في الوقت الراهن، وببرامج المسابقات الغنائية، خصوصاً أنّ بدايتها كانت من خلال برنامج مشابه، وأيضاً تم التطرق معها إن كانت قد خضعت لعمليات تجميل أم لا:• ما جديدك؟- أستعد لتصوير غلافي الألبومين اللبناني والمصري. كذلك سأصوّر إحدى أغنيات الألبوم اللبناني مع المخرج جاد شويري بعنوان «عايش بعيوني» كلمات الشاعر الراحل الياس ناصر وألحان طارق أبو جودة ومن توزيع جان ماري رياشي.• هل صحيح أنّك تحضرين لألبوم خليجي أيضاً؟- نعم هذا صحيح، والتحضير له جارٍ على قدم وساق، إذ سيحمل عنوان «لآلئ خليجية 2»، ويتضمن تعاونا مع الشاعر سعود الشربتلي والملحن عبدالله القعود.• ألا ترين أن ألبومين سيطرحان معاً في السوق خلال عام واحد مع وجود ألبوم ثالث يحضرّ له أمر كثير؟- منذ زمن ولم أطرح ألبوماً لبنانياً، وهو الأمر الذي شجعني لتقديم ألبومين في آن واحد، ومن وجهة نظري أن ذلك الأمر لن يربك الجمهور، لأن هناك خطّة لمواعيد طرح الألبومات حتى لا يحدث تعارض في ما بينها.• ما النقطة الأساسية التي تركزين عليها في اختيارك لأغنياتك؟- أركّز على جمالية الكلام وروعة اللحن، وإن لامست الأغنية قلبي فأغنّيها وأسجلها فوراً.• ما سبب نجاحك في الغناء باللهجة الخليجية؟- السبب الأساسي هو أنني أغنّي من قلبي.• هل ترين أن الفنان يجب أن يلوّن في ما يقدّمه من أغان؟- إن كان يمتلك القدرة على ذلك فقط، لكن المشكلة أن الفنان لن يرى العكس، خصوصاً مع وجود دعم ممن حوله من مدير أعمال وأصدقاء يمدحون كل ما يقدمه سواء كان جيّداً أم سيئاً، وهو الأمر الخاطئ والخطير جداً.• من إجابتك، هل هناك فنانون تعرّضوا للنصيحة الخاطئة؟- كثيرون تعرضوا لذلك، لكن لا يمكن وصفهم بالنجوم، وفي الصعيد نفسه نرى أصواتاً جديدة تظهر في الساحة لا تملك مقوّمات الصوت الجيّد وتقدّم الأغاني الهابطة، ومع هذا هي مستمرة في الغناء بسبب نصائح ودعم من حولها.• ما اللون الغنائي الذي ترغبين في تأديته؟- أودّ غناء اللون العراقي، وهو ليس ببعيد عن اللون الخليجي، وكثير من جمهوري يطالبني بذلك. كما أودّ تجربة اللونين المغربي والجزائري، وطبعاً عندما أقرر بعد دراسة عميقة سأحرص على إتقان اللهجة التي سأغنّي بها.• هل ترين أن الأغنية العربية في تراجع؟- لا يمكن القول إن الأغنية العربية بشكل عام باتت في تراجع، لكن ذلك لا يعني عدم وجود أغان وألحان وفنانين وفنانات وفيديو كليبات دون المستوى. ومع هذا كله، فإن المستوى العالي هو الطاغي، وواجبنا كفنانين تقديم أعمال راقية تستمر وليست آنيّة.• وما سبب استمرار هذه الفئة «دون المستوى»؟- وجودها في الساحة بسبب تسليط الإعلام عليها، ما يمنحها الشهرة والاستمرار، وأعتبرها مشكلة كبيرة جداً. فلو سلطنا الضوء دوماً على الفن الراقي، لن نجد أغاني دون المستوى.• هل يمكن اعتبار أن يارا الاسم الأكثر طلباً بين فنانات الوطن العربي لإحياء الأعراس في منطقة الخليج؟- «كل الفنانين والفنانات فيهم الخير والبركة»، لكن السعادة تتملكني دوماً عندما يتم طلبي لإحياء الأفراح في الخليج، وهذا دليل على محبتهم الكبيرة لي.• ما السبب الذي يدفع «الماركات» العالمية إلى اختيارك كي تمثليها؟- هذا دليل نجاح، فالقائمون على أي ماركة عالمية ينظرون إلى نجاح الفنان ومحبّة الجمهور له ولأعماله، وبالتالي يتم اختياره ليمثّلهم.• هل توجد ماركة محببة ترغبين في تمثيلها؟- أفضل تمثيل أي ماركة محترمة تليق بمسيرتي الفنّية.• أنتِ مقلّة في الظهور الإعلامي... ما السبب؟- لا أحب الظهور الإعلامي المكثّف من دون امتلاكي لعمل جديد سأتكلم عنه سواء كان ألبوماً غنائياً أم فيديو كليب سأصوّره، حتى لا يشعر الجمهور بالملل من مشاهدتي.• كانت لك مشاركة في برنامج مسابقات غنائي في بداياتك، فكيف تقيّمينها مقارنة بتلك البرامج الموجودة حالياً؟- في الماضي كان البرنامج عبارة عن حلقة واحدة يمرّ بها كل المتسابقين، وبالتالي من الممكن أن ينساهم الجمهور. أما في برامج الحاضر الجديدة، فهي تعتمد على أكثر من حلقة في كل أسبوع، وبهذا هناك أضواء تسلّط على المواهب ومنحهم الشهرة، والجميل أنهم يختارون مواهب جداً رائعة، خصوصاً أننا في الوطن العربي لدينا أصوات مبهرة لكنها لا تمتلك من يساعدها على الظهور.• هل يعني ذلك أنك مؤيدة لبرامج المسابقات الحالية؟- أنا مع أي شي يساعد المواهب ويسلط الضوء عليها. لكن المشكلة تكمن في الاستمرارية بالفن وليس فقط اختيار الموهبة الجميلة، إذ إن الاستمرارية تعني نجاح واختيار أغان ومدير أعمال ناجح وشركة إنتاج تدعم المسيرة، لأنّ الموهبة وحدها في زمننا الحالي لم تعد تجدي نفعاً، في ظل وجود العديد من الفنانين.• لو عرض عليك أن تكوني في لجنة تحكيم أحد البرامج... هل توافقين؟- بعد تجربتي في برنامج «نجم الخليج» التي كانت أكثر من رائعة، إن تكررت التجربة فلن أرفضها.• الإشاعات باتت لا مفر منها بالنسبة إلى الفنانين... فهل تضايقك؟- لا يوجد أي شخص مشهور قد يرحم من الإشاعات، وفي ما يخصّني منذ بداية مشواري الفني، وضعت في بالي أنني سأواجه صعوبات وإشاعات، لذلك أنا من الأشخاص الذين يتعاملون معها بطريقة سلسة وأتحملها، وإلى اليوم لم تطل الإشاعات عائلتي أو ضرّتني.• لماذا تخافين دوماً من إبداء رأيك في زملائك الفنانين؟- ليست مسألة خوف، بل الأصح أنني لا أحب أن يفهموا أنني أقيّمهم. وبشكل عام، أنا لا أحب التقييم كي لا أزعج أحداً، وأفضل أن أترك رأيي الشخصي في قلبي. لكن إن وجدت نقطة إيجابية أذكرها لأننا يجب أن نتكلم دوماً عن الأمور الجميلة، أما السلبية فأتجاهلها لأن «الغلط رح يبيّن إنّو غلط».• ما رأيك في من يقول إنك قريبة في أزيائك وطريقة غنائك من إليسا؟- الكثيرات من الفنانات يرتدين ماركات من مصممين عالميين، لذلك قد ترى تشابهاً في الأزياء باعتبار أننا اخترنا من المصمم نفسه، والصدفة هي التي أوصلت إلى ذلك القول وليس التعمّد.• هل مدير أعمالك الملحن طارق أبو جودة هو سبب نجاحك؟- ما وصلت إليه اليوم جاء ثمرة لتعاون مشترك بين موهبة تمتلك صوتاً وقدرة، وبين مدير أعمال وملحّن مثل أبو جودة يمتلك أفكاراً وألحاناً رائعة.• ذكرت سابقاً أنك تفضلين غناء «ديو« إمّا مع راشد الماجد أو حسين الجسمي أو عبدالله الرويشد؟- سبق لي أن شاركت راشد الماجد في «ديو« وفايز السعيد، وكذلك حسين الجسمي في أغنية لم يتم تداولها كثيراً. لهذا ذكرت حينها رغبتي في مشاركة الفنان بوخالد بأغنية، ولم أكن أعني فقط تلك الأسماء الثلاثة التي ذكرتها، إذ إنني أحب كثيراً مشاركة الفنان عبد المجيد عبد الله في «ديو« وغيره.• هل ترين أنّ الـ «ديو« مفيد للفنان؟- أحب الـ «ديو« كثيراً، على الرغم من تعرّضي لانتقاد الكثيرين على ذلك. لكن كبار نجوم العرب والغرب أقدموا على هذه الخطوة وفي رصيدهم أغاني «ديو« أكبر بكثير مما أملكه أنا، ولهذا «لسه عبالي أعمل ديو«. وفي الخطوات المقبلة سأحرص على هذا لأن المشاركة بين الفنانين حلوة، والجميل في الأمر أنني لا أضع شروطاً لذلك.• هل يصل الـ «ديو« إلى الجمهور أكثر من الأغنية المنفردة؟- ليس بالضرورة، لأن الأغنية الجيدة والموضوع الجميل والتنسيق بين الفنان أو فنانين إن كان «ديو« يسهم في إيصالها إلى الجمهور.• هل تعشقين التسوّق؟- أعشقه كثيراً، خصوصاً أنني فنانة ولا بد أن أكون متجددة بإطلالتي ومتتبعة لآخر صيحات الموضة، فلهذا أحرص خلال سفري لأي بلد على التواجد في الأسواق، وفور عودتي إلى لبنان لا أكتفي بما ابتعته، بل أنزل إلى السوق مجدداً وأواصل مسيرة التبضّع، وأعتبر نفسي «مسرفة».• كيف هي علاقتك مع مواقع التواصل الاجتماعي؟- علاقتي جميلة، وبشكل شخصي أتواصل مع المعجبين عبر «تويتر» أو «انستغرام» و«فيس بوك»، وأحاول منحهم من وقتي لأتواصل معهم بشكل شخصي وأردّ على أسئلتهم.• أيهما أقرب بالنسبة إليك... اسمك الحقيقي كارلا أم الفنّي يارا؟- الاثنان قريبان منّي وما زلت معتادة على سماعهما كثيراً، إذ في بعض الأحيان لا تناديني والدتي سوى كارلا.• تعشقين الأطفال ومتعلّقة بهم بشدّة... فمتى سيتوّج ذلك العشق لهم بالزواج؟- أنا مثل أي فتاة ترغب في تكوين أسرة وإنجاب الأطفال، لكن لن يتحقق ذلك فوراً إن اتخذت القرار لأنه متعلّق بالنصيب، ونصيبي لم يأتِ حتى اليوم.• هل أجريت أيّ عمليات تجميل؟- لم أخضع لأيّ عمليات تجميل حتى الآن، لكن إن احتجت لها فلن أمانع، خصوصاً مع تقدّم العمر وسيكون ذلك ضمن حدود وألا يكون «أوفر» لدرجة أنه «يبشعني». فأنا مع العمليات الضرورية و«اللي ما راح تنزعلي وجهي».