منذ ثماني سنوات كانت الانطلاقة، حين قرر الطبيبان الشقيقان فادي وزاهي حلو تنظيم حدث فني لبناني مشابه لحفلات الأوسكار ومهرجان «كان» فحملا هذه الفكرة إلى تجمع أندية الليونز اللبنانية بحثاً عن هيئة تتبنى هذا المشروع وتساهم في بلورته.. وهكذا كان، فولد ما يسمى بحفل «الموركس دور» لتكريم المبدعين من لبنان والعالم العربي في موعد ينتظره عشاق الفن والثقافة في الموعد نفسه كل عام. وقد حمل اسم صدفة الموركس التي كان يستخرج منها اللبنانيون الأوائل – الفينيقيون- أصباغ الأرجوان نظراً لما تمثله هذه الصدفة من رمزية لعراقة وأصالة لبنان.حفل الموركس الذهبي «Murex D’or» كان مختلفاً تماماً هذا العام عن السنوات السابقة. بداية إنها المرّة الأولى التي تم فيها نقل مجريات الحفل مباشرة على الهواء، على خلاف السنوات السابقة، إذ كان يعرض مسجلاً ولعلّ هذه التجربة لن تتكرر نظراً للأخطاء الفادحة التي ظهرت مباشرة على الهواء ولم يكن ثمة مجال لإقتطاعها وهذا ما لا يمكن مغفرته لمحطة إعلامية عملاقة كالفضائية اللبنانية LBC أثبتت أنها ذات مستوى عالمي على مر السنوات، لذا لا يمكن للمشاهد أن يغفر لها أي هفوة أو زلة صغيرة.ولعل الملامة الكبرى تقع على عاتق مخرج الحفل القدير طوني قهوجي الذي أثبت أنه رجل المهمات المستحيلة، لا سيما عندما تولى إخراج البرنامج الأضخم في عالم التلفزيون «STAR ACADEMY » وأنجز المهمة بنجاح منقطع النظير.أولى المفاجآت كانت مع إطلالة الإعلامية جيزيل حبيب على المسرح لتقدّم الحفل بعد غياب 23 سنة عن الشاشة التي أطلت من خلالها ذات مساء في 23 أغسطس 1985 كمذيعة ربط فقرات ومقدمة برامج في مرحلة لاحقة إلى أن انقطعت كلياً عن أي نشاط إعلامي حتى عودتها اخيراً إلى عالم الضوء عبر شاشة «العربية».فيلم وثائقي قصير، عرض في البداية، اختصر رحلة عمالقة الدراما اللبنانية الذين غيّبهم الموت ولكنهم لم يغادروا ذاكرة المشاهد، فاختصر الكلام العميق الذي كتبه جورج خباز رحلة أسماء تركت رصيداً زاخراً بالمسلسلات التي نفتقد ما يرتقي إلى مستواها اليوم.جيزيل حبيب التي اعترفت، منذ البداية، بأنها شديدة التوتر نظراً لعودتها بعد غياب طويل عن الشاشة التي رافقت إطلالتها الأولى، حين قالت ممازحة الحضور «يللي بيغيب كتير بدو يحكي كتير» إلا أن ذلك لم يرحمها من النصال التي وجهت إليها عند ارتكابها الهفوات، كما حدث عند ذكرها أن الفنانة رونزى والشاعر أنطوان خليفة سيعلنان عن الفائز بلقب أفضل مطرب عربي وحين اعتلت الخشبة أميرة الفضل وأحد الضيوف قالت حبيب «سيعلن عن الفائزين .. الكرام» فما كان من أميرة الفضل إلا الإجابة بعبوس» كنا نفضل أن يتم تقديمنا على المسرح كغيرنا من الضيوف، لكن يبدو أن البث المباشر يتسبب بوقوع الأخطاء .. وأكملت بابتسامة ضيقة «أنا الإعلامية أميرة الفضل وهذا السيد خالد النابلسي التقيته في الكواليس».ميّ شدياق الإعلامية القديرة التي تزامنت ذكرى مولدها مع موعد الحفل حصلت على أولى الجوائز التكريمية فألقت كلمة استذكرت فيها السياسيين والصحافيين الذين سقطوا شهداء على مذبحة الوطن.جوائز تكريمية عديدة حفلَ بها ليل الموركس الذهبي، كانت باكورتها للمخرج السينمائي القدير جورج نصر الذي أعرب بصوته المثقل بأعباء السنوات الطويلة التي يحملها على كاهله «أن السينما اللبنانية لن تموت بل ستقف على رجليها من جديد» كما تسلّم جورج قرداحي جائزة الإعلامي المتميز من رفيقة الزمن الجميل جان دارك أبي زيد فياض فعبّر عن شعوره بالقول «جميل أن يكرم الإنسان في بلاد أخرى لكن الأجمل أن يكرم في وطنه». ونال موسيقار لبنان ملحم بركات جائزة إثر الأعمال القيمة التي أثرى بها الساحة الفنية فقال بأسلوبه العفوي المحبب «ما بعرفش إلا غنّي بس إحكي بيعملولي مشاكل» وأطرب الحضور بأغنية «بالحرب بغنيلك وبالسلم بغنيلك» وقد أظهرت الكاميرا الفنان وائل كفوري بين الحضور يردد كلمات الأغنية متفاعلاً معها.من مصر أم الدنيا حضر رجالات الفن السينمائي والتلفزيوني لينالوا حصتهم من الجوائز التقديرية فكان أول الغيث مع «اللي شيب زوزو بزمانها ولسه مشيّب 99 في المئة من البنات» كما عرفت عنه وفاء الكيلاني وهو النجم حسين فهمي الذي استعاد ذكرياته في لبنان حين صور فيلم «نار الشوق» مع صباح ورشدي أباظة وهويدا. كذلك حصلت الفنانة الاستعراضية نيللي على جائزة تكريمية والفنان الشاب محمد حماقي حمل لقب أفضل مغن شاب.سورية التي تربطها علاقة أزلية بلبنان الشقيق، كان لأبنائها حصة الأسد من الجوائز إذ فازت أصالة بلقب أفضل مطربة عربية وسلاف فواخرجي حققت لقب أفضل ممثلة درامية وتيم الحسن أفضل ممثل شاب.أما من العراق فنال القدير جواد الأسدي جائزة عن أفضل عمل مسرحي لعمله «نساء الساكسوفون» وأحرزت شذى حسون - نجمة ستار أكاديمي بدورته الرابعة- لقب أفضل مغنية شابة. وبالعودة إلى لبنان فقد أحرزت إليسار كراكلا لقب أفضل مصممة رقص وكوريغرافيا التي علقت بالقول «كنت قد أمضيت ربع قرن من الزمن خارج لبنان ولكنني أشعر الآن بعميق الفرح بأنني اتخذت قرار العودة». ولم يغفل منظمو الحفل أن يتوجهوا بلفتة كريمة تجاه إنسانة وهبت عمرها وحياتها وصحتها من أجل الفن فقدمت على الشاشة ألمع الأدوار على مدى 49 عاماً من الزمن منذ تأسيس تلفزيون لبنان عام 1959 وهي الممثلة القديرة ليلى كرم التي حال المرض دون تمكنها من حضور الحفل.الثنائي خالد مزنر وزوجته نادين لبكي نالا جائزتي أفضل موسيقى تصويرية وأفضل إخراج عن فيلم «CARAMEL» فخاطب مزنر زوجته قائلاً «أشكرك على الثقة التي منحتني إياها فإنه لمن النادر أن تعطي امرأة زوجها الثقة».الظاهرة الفنية باسم الفغالي قدّم عرضاً مميزاً اختلط ما بين فيلم مسجل وعرض حي على المسرح، فأثار مواضيع الغيرة بين الفنانات بأسلوب كوميدي ساخر انتزع ضحكات عميقة من جمهور الصالة فأثبت للجميع أنه لم يفقد قدرته السحرية على الإضحاك ويستطيع ساعة يشاء أن يعود إلى القمة ويكون حديث الناس.وفي عالم الدراما التلفزيونية نال يورغو شلهوب جائزة أفضل ممثل عن دوره في «الليلة الأخيرة» فعلّق ممازحا كونه كان يخوض منافسة مع والده «إن الجائزة هي لكل أفراد العائلة وتحديدا لإبنتي سارة التي تختصر العائلة» وخطفت نادين الراسي جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسلسل «ابني». أما كارلوس عازار وديامون بو عبود فقد تقاسما جائزتي أفضل ممثل وممثلة في دور ثان , وقد فوجىء كارلوس بحضور والده الفنان المسرحي القدير جوزف عازار فتشاركا معاً أداء أغنية «وحياتك ع الغالي». الكاتب شكري أنيس فاخوري نال جائزة أفضل سينارست عن مسلسل «سجينة» والمخرج سمير حبشي كأفضل مخرج عن مسلسل «الليلة الأخيرة». وقدمت جائزة تكريمية للمنتج مروان حداد عن مجمل إنتاجات شركة رؤى برودكشن التي يملكها. وكذلك أقدم منظمو الحفل على تكريم «فرقة أبو سليم» ممثلة برئيسها صلاح تيزاني-أبو سليم ومحمود مبسوط - فهمان وعبدالله حمصي -اسعد.كما نال جورج خباز جائزة الفنان الشامل واستغل هذه المناسبة ليوجه قصيدة/رسالة إلى الراحل العظيم عاصي الرحباني.أما الممثل الكوميدي الخفيف الظل فادي رعيدي فقد نال جائزة أفضل برنامج كوميدي عن برنامجه «جنون» الذي عرض على شاشة NEW TV .كارول سماحة ومروان خوري تشاركا أداء أغنية «يا رب» التي حصدت جائزة أفضل أغنية للعام 2007 كما أحرزت كارول لقب أفضل مغنية لبنانية وكان لقب أفضل مغن لبناني من نصيب وائل كفوري كما منح منير بو عساف كاتب كلمات «بيحن» لكفوري جائزة أفضل شاعر أغنية وأفضل لحن لملحم أبو شديد وأفضل فيديو كليب للمخرج عادل سرحان.أما الفنان حسين الجسمي فنال جائزتين لكن سوء الطالع رافقه في تلك السهرة فعند ظهوره الأول لتسلم جائزة أفضل أغنية عربية عن أغنيته «بحبك وحشتيني» انقطع البث دون فهم ما حصل وفي ظهوره الثاني لنيل جائزة أفضل مطرب عربي أدى مقطعاً من أغنية «بحبك يا لبنان» واعتلى المنصة الحضور من الفنانين لمشاركته في أداء الأغنية بناء على اقتراح قدمته الصحافية نضال الأحمدية كما أصرت هذه الأخيرة على إصعاد الصبوحة إلى المسرح فكادت أن تقع لو لم تسرع كارول سماحة لإسعافها وبدأت الفرقة بعزف ألحان أغنية «تعلى وتتعمر يا دار» وكان قد بات الميكروفون في يد وائل كفوري ليشارك في الغناء إلا أنه التزم الصمت لأنه لم يحفظ كلمات الأغنية فحاولت كارول أن تنقذ الموقف لكنها انزلقت أيضاً إذ إنها رددت كلمات غير مفهومة فأخذت الصبوحة الميكروفون وأنشدت موالا أثبت أن هذه المرأة أسطورة حقيقية لم تقو السنوات الاثنتان والثمانون على أن تمحو نورها الساطع.ختام الحفل كان مؤسفاً جداً ولا يليق بمستوى الحفل ولا مستوى شاشة الـ LBC إذ إن التطويل الذي حصل في الكلمات جعل السهرة تطول أكثر مما كان مقرراً ما حدى بالحضور لمغادرة القاعة دون التقاط صورة جماعية للحضور فكان أصالة وكارول وشذى حسون يغنين على المسرح والحضور يغادرون القاعة.يحسب للمؤسسة اللبنانية للإرسال أنها جمعت في هذا الحفل وجوهاً خرجت من تحت عباءتها لتطل على شاشة منافسة والأسماء كثيرة لا مجال لحصرها كما اطل على المنبر إعلاميون كان وقع بينهم خصام حاد وتراشق كلامي غذّته وسائل الإعلام كطوني خليفة ونيشان فكان كل منهما في قمة تألقه ولم يظهر أي منهما أي رد فعل تجاه هذا اللقاء.
نيللي
شذى حسون
جورج قرداحي
نادين لبكي وخالد مزنر
وائل كفوري وأصالة
حسين الجسمي