الأنين... شابة كويتية أثبتت نفسها في عالم التلحين رغم أنها مجرد هاوية وليست أكاديمية. استطاعت، وبجدارة، نيل ثقة الكثيرين من الموسيقيين والفنانين منهم المطربة المغربية أسماء المنور التي تعاونت معها بأغنية «الكلمة الحلوة»، وأسيل عمران بأغنية «مو بالساهل»، وكذلك عبد القادر هدهود وفواز المرزوق وغيرهم.ورغبت الأنين أخيراً في خوض تجربة الغناء من خلال اطلاق «سنغل» لها بعنوان «جان زين»، ورغم أن مواهبها متنوعة إلا أنها لا تعتبر نفسها شاعرة بل ملحّنة. «الراي» التقت «الأنين» في أول حوار صحافي لها، بعدما كانت ترفض الظهور الإعلامي والاكتفاء بتقديم فنّها وحب الجمهور له بعيداً عن مظهرها الخارجي. فباحت عن كل خطوة أقدمت عليها منذ أول لقاء لها مع المطرب والملحن عبد القادر هدهود، إلى أول فرصة حصلت عليها ومنها كانت الانطلاقة:• الأنين... هل هو لقب ام اسمك الحقيقي؟- لقب فنّي وليس اسمي، وقد اختاره لي الفنان فواز المرزوق.• ما جديدك؟- أطلقت أغنية « جان زين» كلمات يوسف البابطين، من ألحاني وغنائي، ومن توزيع ومكس وماستر صهيب العوضي، وهي بإيقاع الـ«رومبا» لكن غربيّة، وأتمنى أن تلاقي استحسان جمهوري. كذلك سأطلق أغنيتين جديدتين هما «وله قلبي» كلمات أحمد العطّاس وألحاني، ومن توزيع وليد سلطان، وأغنية «كلّه منّك» كلمات ليال وألحاني ومن توزيع وليد سلطان.• هل ما تقدمينه من إنتاجك الخاص؟- كل أعمالي الحالية هي من إنتاجي الخاص، لكنني تلقّيت أكثر من عرض من شركات إنتاج، مع ذلك لا يمكنني التصريح عنها في الفترة الحالية إلى حين اكتمال الرؤية.• هل درستِ التلحين؟- لم أفعل ذلك، بل بدأ الأمر معي هواية.• وكيف اكتشفت تلك الموهبة؟- عندما كنت في التاسعة عشرة من عمري لحّنت كلمات أغنية منشورة في إحدى الصحف للفنان راشد الماجد، وانتظرت بفارغ الصبر لحين صدور الألبوم حتى أستمع إليها، وأقارن ما بينها وبين تلحيني، لكن للأسف لم تكن من ضمن الأغاني، وحينها «ضاق خلقي».• ما الذي قمت به حينها؟- أسمعت خالتي اللحن الخاص بأغنية راشد الماجد، فحاز على إعجابها واستبعدت أن أكون أنا التي لحنتها، فكانت كلماتها مؤثّرة جداً في داخلي وأشعلت حماستي.• هل صحيح أنّ تعرضك لحادث مروري في الصغر كان عاملاً مؤثراً في حياتك؟- نعم، إذ كنت حينها إحدى لاعبات منتخب كرة السلّة الكويتي، وقد أبعدني الحادث عن الملاعب، وشعرت بالخوف من ركوب السيارة، وهو الأمر الذي دفعني للجلوس في البيت فترة من الزمن. فأفرغت طاقتي في كتابة الأشعار الغنائية وكل ما يجول في عقلي إلى درجة أنني امتلكت حينها مجلداً كاملاً.• هل كنت تشعرين بامتلاكك موهبة الكتابة أو التلحين؟- لا، لكن جلوسي في البيت هو ما جعلني أكتشف نفسي، وصحيح أنني لا أتقن قراءة «النوتة الموسيقية» ولم أكن أمتلك «أورغ»، لكن في الوقت نفسه كنت أمتلك أذناً موسيقية تؤهلني لعزف ما سمعته، كما كنت أعتمد على التلحين بواسطة «فمي» عن طريق «الدندنة»، إلى أن أخذت «الأورغ» الخاص بخالي.• كيف كانت الانطلاقة الفعلية في عالم التلحين؟- التقيت مصادفة بالفنان عبدالقادر هدهود، وأخبرته عن امتلاكي مجموعة من الأشعار والألحان، حينها منحني موعداً في الاستديو. وفعلاً ذهبت إليه والتقيت هناك مع المطرب فوّاز المرزوق، والموزّع ربيع الصيداوي، والفنان بشار الشطي. عندها أسمعتهم ما بحوزتي ونال على إعجابهم وتشجيعهم.• هل كان ذلك الدعم بالكلام فقط؟- لا، لأن المرزوق أخذ منّي أغنية «عادي» من كلماتي وألحاني، وطلبت منه أن يعزفها «كيبورد» فقط، لكنه فاجأني عندما ضمّها إلى ألبومه كأغنية متكاملة، وكذلك هدهود أخذ منّي أغنية «قولّي ليه» من كلماتي وألحاني أيضاً. بعدها أدخلني المرزوق في «سكّة الكورال»، حينها تعرّفت بشكل أكبر على الموزّع الصيداوي، والملحن عبدالله القعود إضافة إلى الموزّع مجيد دشتي.• هل تعتبرين نفسك شاعرة أيضاً؟- صحيح أنني كتبت أكثر من أغنية وتم غناؤها، لكنني في مجمل الحال لا أعتبر نفسي شاعرة بل ملحّنة، وقد أكتب أشعاراً على غير وزن أو قافية، وهي مجرد خواطر تجول في بالي لا أكثر، وللعلم أن الشاعر الذي يكتب الكلمات هو الأفضل في تلحينها إن كان يمتلك موهبة التلحين، لأنه أفضل من سيشعر بها من غيره.• ما الذي أضافه لك «الكورال»؟- طوّرني ومنحني مساحات أكبر في صوتي، وللعلم أن غناء الكورال أصعب من الغناء المنفرد، لأنك لا تغنّي بالطبقة التي تريدها ولا حتى «العُرب» التي اعتدت عليها بصوتك، بل تسمع ما هو موجود وتقول مثله. وإلى يومنا الحالي هناك فنانون كبار ما زالوا يدرّبون أصواتهم يومياً سواء «فوكاليز» أم في «الكورال».• هل فكرت فعلياً في صقل موهبتك ودخول المعهد العالي للفنون الموسيقية؟- الفكرة راودتني والطموح موجود، لكن بسبب العمل المتواصل لم ألتحق فيه إلى اليوم.• هل يوجد أحد من أفراد عائلتك من الوسط الفني؟- عائلتي كلها مواهب، لكن لا أحد منهم ينتمي إلى الوسط الفني.• متى كانت المرّة الأولى التي أظهرت بها صورك للجمهور؟- منذ فترة قريبة مع أغنية «مرّة على مرّة»، وقبلها لم يكن أحد من الجمهور يعرفني. وللعلم هذا الأمر لم يكن يضايقني، لأنه من الجميل أن يذكرك الجميع ويحبّك من دون أن يعرف ما هو شكلك الخارجي. وهذا يعني أن عملي هو الذي يتحدث عنّي وليس مظهري.• هل تعنين بكلامك أنك لا تبحثين عن الشهرة؟- لا يوجد أحد لا يبحث عنها، لكن «الشهرة اللي على الفاضي ما منها فايدة». وحصولي على الشهرة بسبب امتلاكي أرشيف فنّي فهو أمر يشرفني، كما أنني أحب أن أحصد الشهرة البطيئة وليست السريعة، أي «سلّمة سلّمة».• هل هناك فكرة لتصوير فيديو كليب؟- نعم سيكون لي فيديو كليب في الفترة المقبلة.• بما أنّك من جيل الشباب، هل تجدين السهولة في التعاون معهم؟- على العكس أجد صعوبة في التعاون مع جيل الشباب، لأنهم دوماً يطلبون «أعمال سوق» أو أعمالاً تشابه «فلان وفلان»، وهو الأمر الذي لا أحبّه، وأنا كملحنة أفضّل دوماً تقديم الجو الذي يناسبني ويلامسني. إضافة إلى ذلك كله، فإنّ غالبية المغنين الشباب لا يمتلكون القدرة المادية لتقديم عمل زخم بالآلات الموسيقية، لعدم وجود شركات إنتاج تتبناهم وتدعمهم.• لكن في بداياتك كانت لك أكثر من تجربة مع الشباب؟- صحيح، ففي البداية كنت أوافق على التعاون معهم، على الرغم من أنهم كانوا لا يمتلكون المقدرة المادية التي تؤهلهم في توزيع موسيقي محترف. أما الآن فالوضع قد اختلف والمسؤولية باتت أكبر في ظلّ جمهور يتابع كل خطوة لي، ويجب أن أكون عند حسن الظن دوماً.• هل تفضلين التعاون مع المخضرمين فقط؟- بل إن صحّ التعبير أفضّل التعاون مع إنسان يوصل لحني بشكل صحيح، سواء كان شاباً أو مخضرماً.• بعد إقدامك على الغناء... هل ستستمرّين؟- من المؤكّد أنني أرغب في الغناء، لكن في الوقت نفسه لا أعتبر نفسي مطربة بل مؤدّية معبّرة عن إحساس بداخلي فقط.• ما سبب انفصالك عن فرقة «صولو» الغنائية؟- لظروف خاصة بي، على الرغم من أنّ فكرة تكوين الفرقة كانت بمبادرة منّي.• ما سبب ندرة الأصوات النسائية في الكويت؟- ليس في الكويت فقط، بل في كل مكان تجد ندرة في الأصوات النسائية، ولكن لو تكلّمت عن الكويت لربما يرجع السبب لعدم حصولهن على فرصهن، أو بسبب العادات والتقاليد التي تمنعهن من الظهور الإعلامي.• هل تؤيدين كثرة الأعمال لجيل الشباب لإثبات الوجود فقط؟- لا، أنا ضد هذه الفكرة، وأفضل الانتقاء في ما سأقدمه سواء الخاص بي أم لغيري.• ما الأسلوب الذي تتبعينه لتطوير أدواتك في التلحين؟- لا أتبع المسار نفسه الذي يتّبعه الآخرون، ولا أمشي على نجاح سابق لي، ودوماً أحاول وضع أفكار جديدة، كما أميل إلى المخاطرة لأنني أعشقها. غير ذلك كله ألغيت من قاموس مصطلحاتي كلمة المنافسة، ولا يوجد ما يسمّى بالرقم واحد، لأن كل فنان له محبيوه ومتابعوه، والمسألة تبقى «أذواق».• كانت لك تجربة في الغناء لمقدمة مسلسلين دراميين كيف تصفين التجربة؟- إحساس جميل أن يتم اختياري لغناء مسلسل درامي سيعرض في موسم رمضان، والأمر الذي أسعدني أكثر أن الألحان ليست لي، ما يدفعني للعطاء أكثر.• هل قدّمت ألحاناً ندمت عليها؟- كثير من الألحان قدمتها وندمت عليها، لكن لا يمكنني التصريح عنها احتراماً للفنان الذي غنّاها.• بسبب حبك للموسيقى هل تعملين مجاناً؟- في بدايتي فعلت ذلك كثيراً من دون حصولي على أيّ مقابل مادي.• واليوم؟- إن كان الأمر تحت موافقتي وبإرادتي من أجل مصلحة العمل فلا أمانع. لكن في النهاية ما أقوم به مصدر رزقي، خصوصاً أنّ معظم وقتي أقضيه في الاستديو لإنهاء أعمال غيري وأعمالي أيضاً، ولهذا «إن عطيت ببلاش أو لا نفس الشي ما راح تلقى المردود، وماحد بيقولك إنت سويتلي شي واو، وبينسى بسرعة».• شاركت في تلحين أوبريت وطني رغم صغر سنّك، ما الذي يعنيه لك؟- أن يتم اختياري لتلحين أغان وطنية تخص بلدي الكويت، فأعتبره أقصى نوع من التكريم والفخر الذي قد أحصل عليه، وأجمل ما حصل لي.• من الذي وقف إلى جانبك منذ بدايتك؟- كثيرون هم من ساندوني ودعموني، أولهم المطرب فواز المرزوق، الموزّع ربيع الصيداوي، المطرب والملحن عبدالقادر هدهود، الملحن عبدالله القعود، الملحن مشعل العروج، المطربة نوال، الموزع بشّار سلطان، مهندس الصوت مجيد دشتي، الشاعر أحمد الصانع، الشاعرة وشم، الشاعر فهد التوم، الشاعر ساهر، الشاعرة ليال، الشاعر يوسف البابطين وأحمد العطّاس.
فنون - مشاهير
حوار / «لا أعتبر نفسي شاعرة بل ملحّنة»
الأنين لـ«الراي»: ألغيت المنافسة من قاموسي ... ولا يوجد «الرقم واحد»
09:06 م