للموسم السابع... وربيع الشعر العربي يتوهج حضورا وتألقا في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، وذلك عبر المهرجان الشعري السنوي الذي تقيمه مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري.للموسم السابع... وازهار الشعر تتفتح منتشية بالكلمة التي تحتفي بأبهى صورها... ومن ثم فقد جاء هذا المهرجان تحت عنوان «ملتقى محمد الفايز وعمر ابو ريشة... برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح ولقد اناب عنه في الحضور وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود وبحضور رئيس كرواتيا السابق ستيبان ميسيتش ورئيس مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين ونخبة من السفراء والادباء العرب والاجانب.في استهلال الاحتفالية التي انطلقت مساء اول من امس في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي ألقى الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين كلمة قال فيها: «في أمسية من أماسي الربيع حيث الطبيعة تعرض بكل سخاء مفاتنها الخبيئة يحلو للشعر ان ينطلق في هذا المدى الاثيري ليعرض مفاتن اللغة وليكون صدى لإبداع الطبيعة وهي تتجلى في ابهى زينتها، وفي ظل هذا العناق بين الآسرين نلتقي لنحتفي بهذا الكائن الساحر: الشعر العربي».وأضاف: «هذا الفضاء من الابداع المتنامي على مدى تاريخ العرب وعلى انفساح جغرافيتهم والذي يؤكد حقيقة ان العرب هم امة الشعر والبلاغة فالعرب في صحرائهم المترامية وفي مدنهم القابعة على تخوم الصحراء، وهم يعانون من جدب الطبيعة ومن شح الموارد جعلوا من الكلمة بعد ان شحنوها بكل ما لديهم من طاقة الابداع واقعا آخر حافلا بالخصب والجمال واقعا آخر فيه من الرحابة ومن الغنى ومن الفاعلية ما جعلهم جديرين بالحياة... كانت هذه الكلمة الآسرة حاضرة معهم في معاركهم التي لا تهدأ وفي اسواقهم التجارية وفي ارتحالهم الذي لا يتوقف وفي قدس اقداسهم: الكعبة المشرفة وظلت هذه الكلمة بعد ظهور الاسلام حاضرة معهم في مساجدهم وفي قصور الامراء وفي مدارس العلم وظلت اغانيها تنتقل بسرعة البرق بين بغداد وقرطبة، وبين دمشق وصنعاء فتوحد مشاعر هذا الفضاء البشري على اختلاف منازعهم. كان الشعر حداء المسافر ونشيد المقاتل، وترتيل المتعبد، وتهويمة العاشق ودعاء المظلوم، كان الشعر تعبيرا عن واقع راهن وتحفيزا الى واقع افضل كان جسرا بين الحاضر والمستقبل بين الممكن والمعجز».واستطرد البابطين قائلا: «لقد اخذت مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري على عاتقها منذ ظهورها مسؤولية ان تعيد للشعر العربي تألقه وحضوره بين الناس على اختلاف فئاتهم وان يظل هو الفن الاول في مجال القول وهي لا تزال على عهدها تواصل الكشف في ندواتها ودوراتها عن روائع هذا الشعر وتحيي سير فرسانه واعلامه وتفتح نوافذ الحاضر على مخزون التراث الهائل المغيب في اقبية المكتبات، والذي لا يزال ينتظر ان يكون حيا في مخيلاتنا، وامضاء لهذا العهد تواصل المؤسسة اقامة هذه الامسيات من ربيع الشعر لتجدد الصلة بين الشاعر وجمهوره لتكون الكلمة الشعرية حافزا لإغناء حاضرنا ودافعا الى تجاوز الكثير من العوائق التي تقف امام وحدتنا وازدهارنا».وجاءت كلمة وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود ممثل راعي المهرجان سمو رئيس مجلس الوزراء - معبرة عن تقدير الكلمة وما تعبر عنه من انسانية ليقول: «يشرفني ان امثل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح حفظه الله راعي المهرجان ويسرني ان انقل لكم تحياته ودعمه مع تقديره لما تقومون به من جهد مشرف لتعزيز الادب والشعر العربي والذي يعتبر اضافة ثرية لرصيد الكويت الثقافي... فمن سمات العرب كتابة الشعر وحفظه وقراءته وتقديره، وكان الشعر عندنا قديما يرفع من قيمة قبيلة او يحط من قيمة اخرى. وفي جميع الحقبات التاريخية من عصر الجاهلية الى بداية انتشار الدين الاسلامي والامويين والعباسيين او في بلاد الاندلس لجأ العرب الى الشعر للدفاع عن افكارهم ومعتقداتهم الدينية والسياسية والفكرية والاجتماعية، وتطور الشعر العربي بتطور العصور والتبادل مع الشعوب الاخرى من فرس وروم وبربر وغيرها وتنوعت اساليبه واوزانه وصولا الى القرن الماضي وبروز الشعر المسرحي والشعر الحديث المتحرر من القوافي والرومانسية مع عمر ابو ريشة والنزعة القومية الانسانية مع محمد الفايز اللذين يحمل هذا المهرجان اسمهما.واكد الحمود بقوله: «ان هذا التاريخ الحافل والواعد كان من الممكن ان يسقط ضحية الاهمال والتشويه لولا مبادرات رائدة على رأسها مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعر التي جمعت قصائد آلاف الشعراء ونشرتها واقامت الندوات العالمية حولها وعرفت الشرق والغرب على الشعر العربي وابعاده الانسانية ورسالة الانفتاح التي يحملها لبقية الحضارات ونقاط الالتقاء مع جميع الثقافات».وقال: «... وكأن الأخ عبدالعزيز البابطين لم يكتف بإحياء القصائد وتكريم الشعراء فقط، بل عبر بنا نحو تعزيز اللغة العربية والارشاد الحضاري والاشعاع الثقافي والاسلامي من خلال تأسيسه مركز لحوار الحضارات ومركزا الكويت للدراسات العربية والاسلامية والمعهد العربي والاوروبي لحوار الثقافات وصندوق البابطين لتعليم اللغة العربية بجامعة ميتشيغن في الولايات المتحدة الاميركية هكذا تكون الريادة العربية التي نحن بأمس الحاجة لها في هذه الظروف، كي نتوحد حول القيم الحضارية التي تجمع بيننا ونعطي صورة مشرقة عنا وعن فكرنا الانساني فتتسع مساحات الحوار والتواصل».وفي سياق اهتمام حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد بالثقافة قال: «ان سيدي حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه يولي الثقافة ونشرها اهتماما كبيرا وهو الذي يشدد على بناء المتاحف الوطنية والمجمعات الثقافية التي تسمح للشباب الكويتي بتنمية مواهبه وثقافته وتعكس الصورة الحقيقية عن المجتمع واهتمام الكويت التاريخي بالعلم والأدب، فنحن بحاجة الى الكثير من الشعراء والكتاب والمسرحيين والفنانين على مختلف اختصاصاتهم كي يكونوا سفراءنا لدى الشعوب الاخرى ويرفعوا اسم الكويت عاليا كما رفعه الشاعر محمد الفايز رحمه الله وغيره من الشعراء والمبدعين».كما تحدث عن الاهتمام بالثقافة من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب التي سيسعى دائما للوقوف عند مسؤولياته بدعم الشعر والشعراء الذين بالمناسبة نهنئهم بيوم الشعر العالمي الذي يصادف الواحد والعشرين من مارس ونتمنى لمهرجانات ربيع الشعر العربي ان تعمم على بقية الدول والفصول لكي يبقى الربيع ربيعا مزهرا بالشعر والفكر والابداع.وفي كلمته التي قام بترجمتها الى العربي السفير ياسين الرواشدة قال رئيس كرواتيا السابق ستيبان ميسيتش: «لي الشرف الكبير ان اتواجد معكم ايها الاصدقاء في هذه الامسية الجميلة وفي هذا البلد الصديق اتواجد هنا في رحاب الثقافة والادب والشعر هذه الرحاب التي تحمل في ثناياها السلام والمحبة بين الدول والشعوب... ان رسالة المثقفين كانت وعلى مر العصور هي رسالة الخير والتسامح ونحن اليوم الذين نعيش في عصر مليء بالصراعات والاحقاد احوج ما نكون فيه الى هذه الرسالة الطيبة، ان هذه الرسالة هي مساهمة في التقارب والتفاهم بين الثقافات والتجارب الانسانية المتباينة. جئت لكم ايها الاصدقاء من بلد بعيد نسبيا في الجغرافيا من جمهورية كرواتيا حيث كان لي الشرف ان اخدم رئيسا لها عشر سنوات. بلادي كرواتيا كانت كما كانت الكويت ضحية عدوان غادر، لكنها مثل الكويت خرجت قوية تسعى لنشر السلام والتعاون وتمد يدها للاصدقاء المخلصين الذين يضعون السلام والاحترام المتبادل فوق كل اعتبار».واضاف: كرواتيا والكويت ذاق كل منهما مرارة الحرب والخراب لا لشيء إلا لأن كل منهما بلد مسالم يكره العنف والاعتداء، لذلك فكرواتيا تستفيد من تجارب الكويت وتطلعاته المخلصة نحو تحقيق الامن والسلام على الصعيدين الاقليمي والدولي يقودها في ذلك شخصية مجربة حكيمة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الصباح ادامه الله.مؤكدا بقوله: «اجيء من كرواتيا البلد العريق بثقافته البلد الذي يؤمن بقوة الادب والشعر والكلمة الطيبة اكثر من قوة السلام احمل لكم من كرواتيا رسالة السلام والصداقة والتسامح... اتمنى المزيد من هذه المهرجانات في كل مكان... وسأكون سعيدا لو نستضيف في كرواتيا واحدة منها كما استضافت قبل اعوام جارتنا البوسنة والهرسك احد مهرجاناتكم الرائعة».