حققت الكويت مركزاً متقدماً على صعيد استخدام موقع التواصل الاجتماعي بتسجيلها أرقاماً متصاعدة لعدد المستخدمين، والتفاعل الكبير الذي تحظى به التغريدات المنشورة على الكثير من الحسابات.واللافت للمتابعين في الكويت، الكم الكبير جدا من الحسابات التي تسمي نفسها خدمات إخبارية، حيث كشفت دراسة أجرتها «الراي» ان هذه الحسابات وغيرها لبعض المستخدمين المهتمين بنشر الأخبار، تعتمد في الجزء الأكبر على «القص واللصق» ونقل تغريدات المواقع والحسابات الموثوقة ونشرها من دون أي إشارة إلى مصدرها الأصلي.واعتمدت الدراسة التي أجرتها «الراي» حول هذا الموضوع على مدى أكثر من شهر على نشر تغريدات تحتوي بشكل مقصود على بعض الأخطاء النحوية أو الإملائية أو الخاطئة أصلا، وبالبحث على موقع «تويتر» عن هذه الكلمات ظهر كم هائل من الحسابات «الاخبارية» كما تسمي نفسها أو «الشخصية» التي «سرقت» وأعادت نشر الخبر منسوباً لها من دون الإشارة إلى المصدر، ومن دون أن تكلف نفسها حتى عناء مراجعة الخبر والتأكد من عدم احتوائه على أي خطأ.وكشفت الدراسة نتائج مثيرة أظهرت ان حسابات اخبارية وخدمات معتبرة يفترض انها تمتلك من المصادر والأدوات ما يجعلها تعتمد على نفسها ظهرت خلال البحث من بين تلك التي قامت بإعادة نشر التغريدات «الفخ» متضمنة الأخطاء المقصودة من «الراي» بلا إشارة الى المصدر ومن بينها حسابات تابعة لجهات إعلامية معروفة، خلافا للأعراف المهنية الصحافية وحقوق الملكية الفكرية التي يبدو ان لا مكان لها في «حسابات» البعض في «تويتر».وظهر من خلال «الدراسة» ان الكثير بل المئات من الحسابات التي تسمي نفسها خدمات إخبارية، تنشر أخباراً مجهولة المصدر، معتمدة على «القص واللصق» من حسابات أخرى تنشرها الحسابات والمواقع المعتبرة كوسائل اعلامية من صحف وقنوات ومواقع وغيرها، فأصبحت «الخدمة الإخبارية» لدى هذه الحسابات لا تتعدى نسخ الخبر واعادة ارساله منسوبا اليها من دون الاشارة الى مصدر الخبر الأصلي.كما كشفت دراسة «الراي» ان غالبية الحسابات التي تسمي نفسها خدمات اخبارية، وهي تعتمد على أكثر من نسخ الاخبار عن غيرها من الحسابات التويترية والخدمات الاخبارية الاخرى، تقع هذه في مطب الخبر الصحيح والنفي والتصحيح، فإذا ما تبين ان الخبر «المسروق» اصلا غير صحيح لاحقا، قام اصحاب هذه الحسابات بمسح «سرقتهم» وبث النفي للخبر وكأنهم لم ينشروه اصلا، واذا كان صحيحا تغنّوا بأنهم من نشره لمحاولة اعطاء الصدقية لأنفسهم، سعيا وراء الشهرة وزيادة عدد المتابعين.وإلى جانب المطب الذي وضعته «الراي» لإجراء الدراسة بوضع بعض «الأخطاء» المقصودة في التغريدات، والتي ستقوم لاحقا بنشر بعض نتائجها الموثقة بالصور، تبين ان بعض هذه الحسابات المسماة اخبارية يحاول التغيير في صياغة الخبر للابتعاد عن شبهة سرقة الخبر من المصدر، فيقع في ورطة تضمن الخبر أكثر من خطأ فلا ينتبه إليها جميعها، فضلا عن ورطة أخرى اذا كان الخبر يحتاج الى مصدر يؤكده وهو لا يعرفه.وخلصت دراسة «الراي» إلى أهمية وعي متابعي وسائل التواصل الاجتماعي بالتأكد من المصادر الاخبارية والحسابات التي تنشر الاخبار من أي نوع كانت، في عصر لا يمكن للسرعة فيه أن تكون لها حدود، خصوصا وان خبرا او إشاعة مغلوطة يمكن أن تصل بمجرد كبسة زر إلى مئات آلاف المتابعين، وقد يتعلق الأمر بخبر من شأنه زعزعة الأمن او التشهير او الاساءة، وينقله الكثيرون من دون التأكد من المصدر، فيصبح تحت طائلة المسؤولية بعدم الإشارة إلى مصدره الأصلي، وفوق ذلك كله ما تفرضه الأعراف والأمانة الصحافية والحقوق الأدبية التي تقتضي نسب الخبر إلى مصدره الصحيح.وستقوم «الراي» في الفترة المقبلة بنشر نتائج الدراسة التي أجرتها بنشر بعض التغريدات التي استندت عليها دراستها مع صور أصحاب الحسابات موثقة بالتاريخ والوقت.