بينما تجري القوائم الطلابية المتنافسة على مقاعد الاتحاد العام لطلبة ومتدربي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب استعداداتها الأخيرة قبيل إعلان أسماء المرشحين في «البوستر»، تكون المفاوضات مع لجان القبائل والعوائل، لكسب ودها للظفر بأكبر عدد من اللجان المنضوية تحت لواء القائمة، آملا في تعزيز فرصها نحو «مقاعد الفيحاء».وفي السنوات الأخيرة انتشرت ظاهرة غريبة عن العمل النقابي الطلابي، بقيام بعض اللجان بفرض مرشحيها على القوائم الطلابية، مستحلين بالعدد المطلوب الذي يؤهلهم في اختيار المناصب عند توزيع البوستر، مما أدى إلى انحراف العملية النقابية لدى طلبة «التطبيقي» نحو تأصيل القبلية والطائفية في مخاطبة الجموع الطلابية.وشهدت الانتخابات الماضية لاتحاد طلبة «التطبيقي»، مخالفات جسيمة باستخدام يافطات ولوحات إعلانية لدعم مرشح بعينه من قبل إحدى لجان القبائل، حيث يعد انتهاكا صارخا لأبسط قواعد العمل النقابي في تعزيز الوحدة الوطنية بعيدا عن الفئوية والقبلية، مما حدا بعمادة النشاط والرعاية الطلابية في الهيئة لتشكيل لجنة تحقيق بالواقعة.وتتبادل القوائم المتنافسة الاتهامات، بمحاباة اللجان القبلية والطائفية طمعا بالفوز، بعيدا عن الدور الرئيسي لهم في تعزيز الوحدة الوطنية بين أبناء الهيئة، وبينما تقف قائمتا «المستقلة» و«الاتحاد الطلابي»، مع وجود لجان القبائل في خدمة الطلبة، تعترض قائمتا الوسط والوحدة الإسلامية على وجودها في تكريس الفئوية والقبلية في انتخابات الاتحاد.في البداية، رأى المنسق العام الجديد للقائمة المستقلة يوسف خضر العنزي، أنه «في السابق كانت للقبلية الدور الكبير بسبب ضعف الاتحادات السابقة مما يجعل عزوف طلبة الهيئة عن التصويت، لكن في السنتين الأخيرتين، ارتفعت نسبة التصويت بعد أن عادت القائمة المستقلة للاتحاد، بعد غياب دام أكثر من 7 سنوات».وبين العنزي، أن «دور لجان القبائل والعوائل في انتخابات اتحاد الطلبة، ليس مهما، لأنه عندما تصل القائمة المستقلة تأخذ الكفاءة وتضع الرجل المناسب في مكانه»، مشيرا الى أن «لجان القبائل والعوائل لها دور كبير وشأن كبير لدى بعض القوائم المنافسة».ولم يخف منسق القائمة المستقلة، أن «القائمة تأخذ مرشحيها ممن تزكيهم لجان القبائل، لكن بشرط أن يكون مكتب التنسيق موافقاً عليه، وليس كما يفعل بعض منافسينا بأن تفرض اللجان عليهم مرشحيهم»، لافتا الى أن «القوائم جميعها مشتركه بمبدأ وهدف الوحدة الوطنية، لكن قلة من يطبقون مبادئهم أو أهدافهم».وأشار العنزي، الى أن «تطوير العملية الانتخابية يحتاج إلى كثير من العمل من خلال تطوير النقابة وتعلم مفهومها، والاهم من ذلك على منتسبي القوائم أن يتعلموا مبادئهم وأهدافهم»، مبينا أن «بعض النقابيين دخولهم كان مجرد فزعة لصديق أو قريب ويجهل النقابة، وأهداف ومبادئ القائمة التي ينتمي إليها».أما المنسق العام لقائمة الاتحاد الطلابي مشعل سحيم الشمري، فاعتبر، أن «انتخابات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب راقية إلى مستوى الديموقراطية المطلوبة، بعيدا عن تدخل أحزاب أو طوائف أو قبائل»، مستدركا، بأنه «لا يمكننا أن ننكر دور اللجان القبائل والعوائل بالتأثير على الأحداث لان لكل مرشح في الانتخابات قاعدة يرتكز عليها وينطلق منها، ولكن ذلك التأثير يدعم تواجد المرشح وليس تغيير مبدأه أو فكره».وأكد الشمري، على أن «للجان القبائل توجهات داعمة وليست هدامة بفكر أو مبدأ المرشح، وكما هو الحال في جميع القوائم، فان بعض المرشحين تتم تزكيتهم عن طريق لجانهم القبلية، وفي حال رفض قيادي القائمة للمرشح لسبب نقابي مقنع يتم تغييره من قبل لجنته للوصول للمستوى الكفء في النقابيين المرشحين لعضوية الاتحاد»، لافتا الى أن «دعوات دعم مرشحي القبيلة ليست تفكيكا للوحدة الوطنية، بل إننا في دولة المؤسسات ترتكز على القبائل والعوائل بتكوين نسيجها، وهذا هو دستور دولتنا الذي نستمد منه الشرائع الحياتية وتوحيد صفوف أبناء الوطن فشعارنا الجميع للوطن والوطن للجميع»، مشيرا الى أنه، «نسعى لتطوير العملية الانتخابية بتوسيع شرائح المجتمع في القائمة من خلال مرشحيها، فبذلك يكون للكل الحق بالقيام بواجباتهم تجاه الطلبة».وعلى خلاف رأي قائمتي المستقلة والاتحاد الطلابي، قال المنسق العام لقائمة الوسط الديموقراطي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب يوسف المهنا، إن «الانتخابات في الهيئة تقع تحت النفس القبلي والانقسام الطائفي»، مبينا أن «الوعي النقابي معدوم بين القوائم ونسبة التصويت ضئيلة جدا، فكان مشاركة الطلبة في التصويت في الانتخابات السابقة 10 آلاف من أصل 45 ألف طالب، بسبب منهجية القوائم الخاطئة وسيرهم على آلية اختيار المرشح على أسس عرقية».وأفاد المهنا، بأن «نسبة لأعمال القوائم المخزية لا يمكن وصف انتخابات طلبة الهيئة بالراقية، فهي بحاجة إلى طرح فكري، والذي ينقص الساحة منذ أعوام، وهنا تأتي مسؤولية قائمة الوسط الديموقراطي في نشر الفكر الوطني الديموقراطي ومحاولة خلق صراع فكري بيننا وبين القوائم الثانية»، مؤكدا بأن «القبلية هي من تحدد مجرى الانتخابات، فالمركز الأول تحصل عليه القائمة التي تستحوذ على أكثر عدد من القبائل والذي يولد لها عدد أكبر من الأعضاء العاملين».وحول دور لجان القبائل والعوائل في القوائم، أوضح المهنا، بأن «دورها يأتي من خلال أقامة انتخابات فرعية بين أعضاء اللجنة واختيار مرشح واحد يمثل القبيلة، ويتم الاعتراف بالانتخابات الفرعية من قبل القوائم، ويأتي هذا الاعتراف لرغبتهم بحصول على عدد أكثر من الأصوات»، مؤكدا بأن «قائمة الوسط الديموقراطي لن تتبع هذا الأسلوب، ايماناً منا في اختيار المرشح وفق الكفاءة، بالإضافة إلى دورنا في نشر ثقافة الوحدة الوطنية، مع إيماننا في مرجعيتنا الى الدستور الكويتي وما ينص عليه بان الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين».وبين المهنا بأن «قائمة الوسط الديموقراطي لن تتعامل مع اللجان القائمة على أسس قبلية أطلاقا، فمن يمتلك الكفاءة والمقدرة على تمثيل الطلبة ومن يؤمن بمبادئ القائمة ودستور الكويت، يتم ترشيحه»، مقترحا أن «يتم تطوير اللائحة المنظمة للانتخابات، عن طريق وضع مواد صارمة تمنع الخطاب العنصري، و كثرة النقاشات الفكرية لتصبح المنافسة الفكرية أقوى، بدلاً من الصراع القبلي والتشابك بالأيدي في بعض الأحيان، بالإضافة إلى تعزيز الآلية الديموقراطية السليمة، ومشاركات سياسية أكثر».واتفق المنسق العام لقائمة الوحدة الإسلامية حيدر الصفار، مع قائمة «الوسط»، مؤكدا على أن «للقبلية والطائفية دوراً في التحكم بمجريات الانتخابات، وهذا أمر مؤسف ويزعج الكثير من الطلبة والنقابيين»، مشيرا الى أن «لجان القبائل والعوائل في انتخابات اتحاد الطلبة، تلعب دورا رئيسيا في التحكم بمجريات الانتخابات وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا».وبين الصفار، أنه «لا وجود لمثل هذه اللجان في قائمة الوحدة، بل لجان طلابية وليست طائفية وقبلية بعكس بعض القوائم التي تفرز اللجان على حسب طائفتهم أو قبيلتهم، وتضع لكل قبيلة إعلانات خاصة من قبلها دعما وتأييدا للقائمة الفلانية»، مشددا بأنه «لابد أن نخوض انتخابات هادئة بعيدا عن العنف والطائفية وان تلغى جميع هذه اللجان من القوائم ويتم العمل عن طريق لجان طلابية، وان يستبعد كل من يسعى لتأسيس مثل هذه اللجان».من جهته، قال الطالب عبدالعزيز حمد العصعوصي، «بما اننا مجتمع قبلي، فان القبيلة ليست عائقا أمام العملية الانتخابية، ومع ذلك يجب أن نبتعد عن التعصب القبلي وننبذ الطائفية».واعتبر العصعوصي، أن «دور لجان القبائل والعوائل تنسيقي لتوحيد الصف لدعم القائمة، بالإضافة إلى كونه محفزاً ومشجعاً ويجب أن يسعوا للتنازلات والتضحيات لمصلحة الوحدة الوطنية»، مطالبا «بإيقاف جميع حالات دعم القوائم ليلة العملية الانتخابية، وعدم التجمهر والوقوف أمام مراكز الاقتراع».من جانبه، وصف الطالب في كلية التربية الأساسية خالد المخلف، انتخابات اتحاد الطلبة، بأنها «جيدة... لكن لاتصل إلى المستوى المطلوب الذي نريد الوصول إليه».وقال، إن «القبلية والطائفية لاتتحكم بتاتا بانتخابات الهيئة، فقد رأينا قوائم قبلية، وأخرى طائفية لم يسعفهم هذا الشيء، في الوصول إلى مقاعد الاتحاد، فالعمل وخدمة الطلبة هي من يتحكم بمجريات الانتخابات».وأشار المخلف إلى «وجود العنصرية الطائفية والقبلية في الانتخابات، ولكن لانعتبرها قبلية أو طائفية، فالعمل هو الوحيد الذي يحكم على الانتخابات»، لافتا الى أن «دور لجان القبائل والعوائل جيد في الانتخابات، من خلال خدمة الطلبة أما الدور العنصري الذي نراه فنرفضه تماما»، مبينا أن «إعادة انتخابات الروابط في الكليات كفيل بأن ينهض بالعملية الانتخابية في انتخابات اتحاد طلبة التطبيقي».
محليات - جامعة
القوائم الطلابية ترعى اللجان القبلية والطائفية للظفر بـ«مقاعد الفيحاء» في «التطبيقي»
11:55 ص