أفادت وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية، بان «المشكلات الناجمة عن استقدام العمالة من الضخامة والتزايد بحيث لا ينفع معها الحلول الفردية الارتجالية»، مشيرة الى أن «الأمن الأسري، والاستقرار المجتمعي، هو شأن جميع المؤسسات والهيئات، ولن يتحققا إلا بالتعاون والتآزر والتكامل بينهم».وقال الوزير نايف العجمي، في الكلمة التي القاها نيابة عنه وكيل وزارة الأوقاف عادل الفلاح، في افتتاح ورشة العمل الثانية للمشروع الوطني لتوعية العمالة المنزلية «بريرة»، تحت عنوان «العمل التعاوني ودوره في التنمية المتوازنة للعمالة المنزلية... الممارسات التطبيقية للمؤسسات الحكومية»، قال إن «من مظاهر حيوية المجتمعات ان تبادر مؤسساتها الى استشعار المخاطر والازمات، واقتراح الحلول الواقعية التي بإمكانها ان تقلص من حجم الأعطاب، وتنتهي بالمجتمع الى بر الامان».واضاف ان «المجتمع الكويتي مثل غيره من المجتمعات عرف انفتاحا اقتصاديا وسياسيا، جعل منه قبلة للعديد من الجنسيات الطامحة الى تغيير واقعها وتطوير خبراتها، مما أنشأ تحديات متنامية تحتاج بطبيعتها الى تضافر الجهود الرسمية والاهلية من اجل تقليص آثارها السلبية».ولفت الى أن «وصول سلوك العمالة المنزلية الى حد القتل وتهديد الامن الاسري والاستقرار المجتمعي هو منعطف خطير، يجعل من تعاون المؤسسات وتكاملها فريضة، لا يجوز التهاون بشأنها، بل قد يكون السبيل الوحيد لضمان محاصرة الظواهر السلبية، ونشر الوعي المجتمعي بضرورة التعامل وفق القيم الاصيلة للمجتمع الكويتي».بدوره، قال رئيس المشروع الوطني لتوعية العمالة المنزلية «بريرة» سعد الحجي، إن «مشروع بريرة هو مشروع إنساني يهتم بالانسان بغض النظر عن اللون او الطائفة او الجنسية او المذهب او الدين، وهو مشروع يتعامل مع جميع طوائف هذه الشريحة، ويجسد مدى حب و تعامل المجتمع الكويتي الذي له الايادي البيضاء في أدغال افريقيا، فعندما تأتي العمالة المنزلية الى الكويت يجب ان تحتوى بالشكل الصحيح».واضاف الحجي، إن «حادث مقتل ابنة الدكتور حمود الفليطح، هو حادث لنا جميعا، وقد دعتنا هذه الجريمة الى ان نقف وقفة صادقة مع انفسنا، وأن نسأل: لماذا تقوم العمالة المنزلية بمثل هذه الجرائم، هل السبب من الدول أم من المافيا التي تتاجر بالبشر، أم بسبب ضعف التوعية واتساع الفجوة بين العامل والكفيل او هل السبب جهات اخرى تحرص على مثل هذه الجرائم؟».من جانبه، قال الدكتور حمود فليطح، والد المغدورة سهام، رحمها الله، «في الاسبوع الماض فجعت بمقتل ابنتي سهام على يد قاتلة كان سلوكها جيدا خلال 3 سنوات من العمل في المنزل، وكان لدي 4 خادمات في المنزل، وكان دور القاتلة طباخة، وعلاقتها مع البنات غير متداخلة، وكانت علاقتها المباشرة مع صاحبة البيت، ويوم مقتل ابنتي اخذت الخادمة معها الى الجمعية، واشترت لها كرت اتصال لتحادث أهلها، وكانت علاقتها معها ممتازة».واضاف «يوم مقتل ابنتي سهام، التي احسبها شهيدة باذن الله، اتصلت علي والدتها وهي تصرخ وتقول ان سهام اغلقت باب غرفتها، وعندما فتحنا الباب فجعنا بمقتلها، ولم اكن اتوقع ابدا ان تكون الخادمة هي القاتلة، حتى اتصل علي ضابط المخفر، وقال لي ان خادمتك فلانة اعترفت لدينا بانها قتلت ابنتك، ومعها السكين الذي قتلت به البنت، فصعقت بذلك».وتابع فليطح، «نحن بحاجة الى العمالة المنزلية، وكذلك من يحضر الينا للعمل من مختلف الدول هم بحاجة الى العمل، فلماذا لا يتم انشاء مراكز للتدريب في الدول لتأهيلهم، فقد عرفت من خلال التحقيق مع الخادمة القاتلة، ان عندها عقيدة ضالة، وانها بيتت النية منذ أسبوع تقريبا، وهذه عقيدتها المنحرفة تعتقد ان في قتلها لبنت بكر ينقلها من الفقر الى الغنى».وفي ورشة العمل الاولى، حول «الممارسات التطبيقية للهيئات الديبلوماسية في دعم العمالة المنزلية»، قال القنصل في السفارة الاثيوبية فيري ادمهار، إن «التجارة غير القانونية واللاإنسانية في البشر هي تحد عالمي يتطلب تضافر الجهود الدولية، ولابد ان نستمر في عملنا ونتحمل مسؤولياتنا في مكافحة هذه التجارة ونحن على اتم الاستعداد لتحمل مسؤولياتنا وعمل شبكات توظيف لاعطاء صورة مشرفة».واضاف ان «آلافا ممن غادروا بلادهم للبحث عن فرصة عمل افضل للحصول على حياة كريمة يعانون انتهاكات كبيرة، وحكومة اثيوبيا اتخذت العديد من الاجراءات لحل مثل هذه المشاكل، ولمناهضة عملية الاتجار بالبشر، وقد نجم عن هذه الجهود الحد من عملية التجارة غير القانونية في العمالة».وتابع، «لقد حققنا نجاحا ملموسا في العلاقة بين السفارة الاثيوبية والعديد من المؤسسات الحكومية في الكويت، وهذه الجهات تفاهمت معنا وتعاونت لحل العديد من المشاكل التي تعانيها العمالة الاثيوبية خصوصا التي تتعلق بالعامل والكفيل، ولكن نحتاج الى امور كثيرة لايجاد آلية مناسبة لتحقيق التوازن بين العمالة والكفيل».بدوره، قال ممثل السفارة الهندية ان «مشروع بريرة مهم للغاية لانه يهدف الى توعية العمالة المنزلية و الكفلاء فالعلاقات الهندية - الكويتية قديمة جدا وعميقة الجذور والعمالة الهندية لها جذور في الكويت، وهي تأتي مدربة ويتم تأهيلها تأهيلا جيدا للعمل في الكويت».واضاف، «هناك العديد من المشاكل التي تحتاج الى وقفة لمعالجتها، ونحن نحاول طرح هذه المشاكل مع الخارجية الكويتية لايجاد حل لها وآمل من كافة المؤسسات والكفلاء ان يعاملوا العمالة بطريقة جيدة».وقال سفير بنغلاديش محمد شهاب الدين، إن «بنغلاديش تعمل مع الكويت منذ استقلالها والمشكلات التي تواجهها العمالة هي مشكلات متعددة، والسفارة البنغلاديشية تتعاون بشكل كبير مع السلطات الكويتية لحل هذه المشكلات».