حفل الزمان الجميل بابداعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات مع الشاعر الشيخ دعيج الخليفة الصباح:ديبلوماسية مصاغة بأبيات شعر وتحمل روحاً مليئة بالرياضة... هكذا هي روح الشاعر الشيخ دعيج الخليفة الصباح الذي رسم خطوط نجاحه في حياته المهنية والعامة من دون أن يتّكل على «من هو» و«ابن من» و«حفيد من». مثابرة مجبولة بالتواضع صنعت منه اسماً في مجالات عدة».ولد الشاعر الشيخ دعيج الخليفة الصباح بتاريخ 10 /2 / 1971 في قصر دسمان الذي أسّسه الشيخ الراحل أحمد الجابر ليكون مقرّ الحكم، والذي ضمّ نخبة من حكّام وشخصيات الأسرة الحاكمة البارزة منهم أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، وسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح، وشهيد الرياضة الشيخ فهد الأحمد الصباح.يقول دعيج الخليفة عن أوقاته في ذلك المكان: «خلال حياتي داخل قصر دسمان الذي ترعرعت فيه وعشت في «كل حياتي، تعلّمت التواضع وحبّ الناس عن طريق جدّي والد والدتي الشيخ الراحل جابر الأحمد، كما تعلّمت حب وعشق الرياضة من عمّي الشهيد الشيخ فهد الأحمد. وفي ما يخصّ مجال السياسة، فقد انتهلتها من أمير الديبلوماسية الشيخ صباح الأحمد، كونه كان الشخصية المثالية و قدوتي من الصغر».دراستهيتحدث الشيخ دعيج الخليفة عن دراسته فيقول «في بداياتي الدراسية، وتحديداً المرحلة الابتدائية، التحقت في العامين الأولين بإحدى المدارس الخاصّة، لكن والدتي طمحت لي بالأفضل باعتباري الابن الوحيد بين أربع فتيات، فكانت تقول لي دوماً أريدك أن تصبح أقوى مما أنت عليه على خطى أعمامك وأخوالك». ويتابع «حينها انتقلت إلى مدرسة الغزالي المتوسطة» ثم إلى مدرسة الشويخ المتوسطة، بعدها إلى ثانوية كيفان للمقررات فحصلت على نسبة 94 في المئة، لأحقق بعد ذلك حلمي الذي طمحت إليه دوماً منذ صغري وهو أن أكون ديبلوماسياً، عندما التحقت بجامعة الكويت متخصصاً في العلوم السياسية، فتخرجت بتقدير جيّد جداً».ويصف دعيج الخليفة طباعه خلال المرحلتين المتوسطة والثانوية «في المرحلتين كنت أمتاز بطبعي الهادئ، لكن (شيطنتي) كانت تتمثل في ممارستي للعبة كرة القدم لدرجة أن والدتي كانت تردد دوماً على مسمعي (وين تبي تدش علوم سياسيّة وانت تلعب كرة وايد)، وكذلك في عمل (المقالب) بين الأصدقاء. وللعلم أنني ما زلت أمارس لعب كرة القدم وصنع (المقالب) حتى يومنا الحالي».عمله في فترة الغزوللغزو الغاشم ذكريات سيئة عند دعيج الخليفة كما الكثيرين من الكويتيين. لكن بالنسبة إليه كانت هناك حكاية تضاف إلى الذكريات: «قبل الغزو الغاشم بثلاثة أيّام، وتحديداً بتاريخ 30 / 7، كنت مسافراً إلى باريس كسياحة، واستقللت الطائرة نفسها التي كان على متنها الفنان عبد الله الرويشد الذي كان متوجّهاً إلى لندن. وبعد أن حصل الغزو قمنا بتأسيس لجنة أسميناها (اللجنة الثقافية الكويتية - الفرنسية) وكنت أمين السر الخاص بها، فعملت طوال ستة أشهر أصدرنا خلالها ثلاثة أوبريتات وشريطاً كاملاً، كلها كانت من كلماتي، وغنّى فيها عبد الله الرويشد، ليلى عبد العزيز، المطربة الراحلة رابحة، سمير الجزائري وهاني سلطان، إضافة إلى مجموعة غيرهم».ويتابع دعيج الخليفة: «عدت بعدها إلى الكويت بعد التحرير بيوم واحد بتاريخ 27 / 2 وعملت كمترجم للغة الإنكليزية. عندما وطئت قدمي أرض الكويت مجدداً بكيت كثيراً بحرقة لأنني حساس جداً. وبعد استقرار الأوضاع عملت في المركز الإعلامي في (الهيلتون) لمدة عام كامل، ثم تفرغت للمسرح والأعمال المسرحية».بداية العمل الميدانيدخل دعيج الخليفة المجال العملي فعلياً في العام 1992 بمنصب نائب المدير الإقليمي لمنطقة الخليج العربي بمحطّة «mbc» في بداية تأسيسها، وكان حينها مستمراً في دراسته الجامعية. وعن ذلك يقول « نجحنا في ترسيخ مفهوم القناة، وكان الشيخ سعود الناصر وزيراً للإعلام حينها ويزوّدني بآخر الأخبار والتطورات، وفعلاً تعلمت كثيراً من ذلك العمل. وبعد تخرّجي في الجامعة انتقلت للعمل في وزارة الخارجية بتاريخ 5/9/1995، فتعلّمت الكثير من الحياة العملية طوال عشرين عاماً من العمل الجاد، لأحصل على ترقية من ملحق ديبلوماسي الذي كان أوّل منصب لي ثم منصب أمين سر اللجنة الثقافية والرياضية والاجتماعية التي تنظّم رحلات ترفيهية للسفراء والموظفين الديبلوماسيين لكل السفارات المعتمدة بالكويت، حتى استحققت منصب سكرتير أول، وخلال الأشهر المقبلة ستتم ترقيتي للحصول على منصب مستشار».ويكمل عن حياته المهنية «بتاريخ 4/8/1996 انضممت إلى شركة السينما الكويتية، باعتبار أن والدي من مؤسسيها، فأحببت إكمال مشواره، وبحكم خبرتي التي اكتسبها من العمل الإعلامي في (mbc) ناهيك عن أنني من عشّاق الفن السابع. ومن الواقع الذي لمسته من انضمامي إليهم أنّ السينما باتت تحقق المراتب الاولى كأفضل شركة تقدّم خدمات سينما للجمهور. وفي العام نفسه أصبحت عضواً في جمعية الصحافيين العرب».العقبات في الحياة العملية«خلال بدايتي العمل في شركة السينما، كانت تلك الفترة تحمل الكثير من انحدار السينما وابتعاد من الشعب الخليجي عنها وتوجههم أكثر إلى سينما الفردوس التي تعرض الأفلام الهندية، لكن بجهود الشباب والخطة التي وضعناها استطعنا أن نعيد للسينما بريقها وتصبح الرقم واحدا في منطقة الخليج». يقول دعيج الخليفة ويتابع «وعلى صعيد العمل في وزارة الخارجية، كانت العقبة الوحيدة في ترجمة ما درسته على مقاعد الجامعة إلى واقع وتطبيقه عملياً، لكن مع السنة الأولى لي استطعت التأقلم وأن أترك بصمة».دعمه للشباببدأ دعيج الخليفة فبدعم الشباب معنوياً ورعاية أعمالهم في العام 2000 من خلال المحل الذي يملكه وهو «بيت ديفا»، وعن ذلك يقول «السبب وراء قيامي بذلك هو أنّ الشباب يحتاجون من وجهة نظري إلى دعم معنوي لأنهم يعانون من الإحباط. وبعد الخطوة التي قمت بها استطاع الكثيرون الحصول على الشهرة ومبتغاهم وتحقيق طموحهم».عشقه للشعرالشعر بالنسبة إليه هواية أحببها منذ صغره، وورثها عن والده الشاعر الشيخ خليفة الصباح الذي كتب أكثر من 3000 أغنية، وهو أول شاعر خليجي تغني له وردة الجزائرية وفايزة أحمد وغيرهما من الفنانات. وهذا ما يعتبره أنه «كان أمراً جميلاً دفعني للاستمرار في ذلك المجال». وعن قصيدته الأولى يقول «المرّة الأولى التي كتبت فيها قصيدة شعرية كانت في العام 1989 وغنّاها فيصل السعد محققة المراكز الأولى على مستوى الوطن العربي، ويقول مطلعها (يا نواخذ اخذوني معاكم ثم اطرحوا بي على مرسى المحبين)». ويتابع «بعد ذلك بدأت القصائد تتوالى، حتى دخلت في كتابة مقدمات للمسلسلات الدرامية وكذلك أغان للمسرحيات التي كانت الأولى بعد التحرير العام 1991 بعنوان (فري كويت)، فحرصت من بعدها على أن تكون لي بصمة في الأعمال المسرحية والدرامية حتى يومنا الحالي في العام 2014».تعرّضه للمرضدخل دعيج الخليفة المستشفى مرّتين طوال حياته، أولاهما كانت في العام 2006 عندما تعرّض لكسر في قدمه خلال ممارسته لعبة كرة القدم، أما المرّة الثانية فكانت لدى تعرضه لجلطة خلال ممارسته أيضاً لعبة كرة القدم ضمن دورة «وزارة الخارجية» في العام 2013.زواجه وأولادهيتحدث دعيج الخليفة عن زواجه «زواجي كان عن طريق الأهل بتاريخ 8 / 1 / 1996 وتوفّقت به. ولدي من الأولاد أربعة هم خليفة يبلغ من العمر سبع سنوات وقد أسميته على اسم والدي الشيخ خليفة العبد الله الخليفة بن عبد الله الصباح، لولوة وعمرها سبعة عشر عاماً، وأسميتها على اسم والدتي الشيخة لولوة جابر الأحمد الصباح، دلال على اسم جدّة زوجتي دلال المديرس، وبدرية على اسم جدّتي الشيخة بدرية الأحمد الجابر الصباح».فوبيا المصاعد والطيّارات«ما لا يعرفه الكثيرون عنّي، خوفي الكثير جداً لدرجة (الفوبيا) من ركوب الطائرات أو الأماكن المغلقة خاصة المصاعد». لا يخفي دعيج الخليفة هذا الأمر ويتابع «(فوبيا) الطائرات بدأ عند وجودي في مطار لندن في العام 1998، لكنني تعالجت منها عند أحد الأطباء. أما (فوبيا) المصاعد فإلى يومنا الحالي لم أستطع التخلص منها، إذ بدأت عندما توقّف بي أحد المصاعد في لندن مدة ربع ساعة، والأشخاص الذين كانوا برفقتي يضحكون حينها قلت في نفسي (أنا في وضع وهم في وضع)، ما أثّر سلباً عليّ. وللعلم من المستحيل أن أستقل أي مصعد كان سوى في الفنادق الكبرى أو مصعد بيتنا».