شهدت فعاليات مهرجان «القرين الثقافي» بدورته العشرين، أمسية فرنسية أحيتها فرقة الرباعية «La Linea del Sur « على خشبة مسرح «متحف الكويت الوطني» بحضور الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والسفير الفرنسي المعتمد لدى الكويت، وعدد من سفراء الدول العربية والغربية.الأمسية الموسيقية التي امتلأت حماساَ ودفئاً، تمكن خلالها العازفون الأربعة بأناملهم وفنهم الراقي شدّ الحضور وتحريك أحاسيسهم الكامنة من خلال أنغام ومقطوعات موسيقية كانت مزيجاً بين العربي والغربي. تلك الفرقة المتكوّنة من قائدها رينود غارسيا فونس العازف على آلة «دبل باس» ذات الخمسة أوتار، و ديفيد فينوتشي على آلة «الأكورديون»، و كيكو روي على آلة «غيتار فلامنكو»، إضافة إلى باسكال رولاند الذي عزف على أكثر من آلة وهي «كاجون»، «الطبل الخشبي»، «بونغوس» و«شيكرز»، نقلوا الحضور الذي امتزجت فيه الثقافات والجنسيات، والذي غصّت به قاعة المسرح من الكويت إلى أبراج «ايفيل» وشارعي «شانزليزيه» و «العشّاق» حيث الحب مزروع في كل حجر هناك.يذكر أن الفرقة تأسّست على يد رينود الذي بدأ العزف على آلة «دبل فاس» عند بلوغه السادسة عشرة ملاحظاً إمكانات هذه الآلة لاستكشاف أساليب موسيقية أعجبته مثل الموسيقى الكلاسيكية، وموسيقى «الجاز» و «الفارسية» وكذلك «الهندية» وموسيقى «أميركا الجنوبية»، اضافة إلى أساليب موسيقية عالمية أخرى، ومدفوعاً بأفكاره الجديدة وموهبته في القدرة على ترجمتها إلى مؤلفات موسيقية، قام حينها رينود فعلياً بإعادة اختراع أسلوب العزف على هذه الآلة، فكانت النتيجة صوتاً واحداً يمزج «الديل باس» بـ «التشيللو» و«الكمان» والغيتار» و«العود» وأكثر من ذلك مما يفوق أي فكرة تقليدية للعزف على «دبل باس». ولهذا قام بانشاء الفرقة المتكونة من أربعة اعضاء بما فيه هو، لتنتهج أسلوبه في الربط بين العديد من العوالم الموسيقية التي أثرت في طفولتي، وخصوصا موسيقى حوض البحر المتوسط والموسيقى اللاتينية و«الفلامنكو» و«الجاز». إذ تنتقل آلات تلك الرحلة من تأليف موسيقي لآخر يجسده كل من «الأكورديون» و«غيتار الفلامنكو» وآلات «النقر» و«الديل باس»، مع تبادل الأدوار في ما بينهم ليصبحوا تارة مغنّيين وتارة أخرى مصاحبين للعرض، متنقلين من التعبير العاطفي إلى جرأة الأوركسترا.