مع انتهاء ملاحظ لجولات التراشق الكلامي بين «الازرق» و«البرتقالي»، وانطفاء متوقع لجدالات المعارضة والموالاة، تنتقل المطارحات الشعبية الى الشاشات التلفزيونية ومنها الى الشاشات «الذكية» بكلام الأولين ولغة الأصيلين فاتحةً من جديد الميدان للمواجهات.وبعدما شغل خبراء لهجة «داخل السور» القديمة، والباحثون في تراث «الديرة» اللغوي صفحات الجرائد وتغطيات الفضائيات في السنوات الماضية، تأكيداً لغلبة «بطنها»، تأتي «الاطراف» بتمكين إعلامي اخر لتلفت البال العام الى «اصل الحكاية»، ومحور الماضي وليصير «كحيلان» بطل المرحلة في زمن «الضرب على الكايد».بخفوت حدة التجاذبات السياسية إثر موجة «باردة» نزلت بالبلاد بفعل مرتفع الاجواء العربية «الربيعية» لتستقر تحت عنوان «امسك مجنونك» الذي استحال إلى «أصلح مجنونك» عبر دعوات ونداءات بالحوار والمصالحة بين الأطراف المختلفة، ظهرت في الاجواء الموسمية هبة آتية من مناطق «ما وراء الدائري الخامس» لتؤجج سلاح «الكلمة الأصيلة»، ولتذكر «بالحكمة الفقيدة ضرباً على (كايد)» الأحوال السياسية المأزومة خلال السنوات الأخيرة.فبالضرب «تحت الحزام» وفوقه أحياناً «فرع» اعلاميون ونشطاء ومعلقون سياسيون «عن رؤوسهم» في معركة الكلمة الاعلامية، وافصحوا عن «لسان» قبائلهم من جنوبها العريق وشمالها العتيق في ساحة الجدل السياسي الجديد في البلاد.وبعدما كانت الكلمة في البدء... بدوية مقرونة بالغزل والحب والحكمة في ابيات بدر بن عبد المحسن وخالد الفيصل، وبعد ان كان «الهرج يكفي صامله عن كثيره» كما قال الشاعرالمعروف بشجاعته راكان بن حثلين، جاء عصر التمكين الإعلامي ليثير لغة إعلامية سياسية جديدة عنوانها «رايحين المزهدة» و«لعنبو ذا الوجيه».اللغة الجديدة - القديمة أثارت ردوداً تراوحت بين اعتبارها «افتعالاً لا مبرر له» مثلما يقول الطالب في كلية العلوم السياسية عمر العجمي، و«حالة اعلامية لا تحتاج الجزع ولا تستدعي المفاجأة فيما تقول عالية المنصور» الطالبة في كلية الإعلام، وتضيف «ربما يمكن اعتبارها رد فعل طبيعيا لموسم فعاليات احياء تراث الكويت العتيجة، وامثال أهل شرق وجبلة التي ضجت بها بعض المنابر الاعلامية لسنوات وما ساير ذلك من أحاديث أشعلت سجالات اجتماعية بين الداخل والخارج وصلت حد التشكيك في الانتماء، على نغمة «الطراثيث» المعروفة.وان عرف السبب وزال العجب في نظر عالية وغيرها الكثير، كما يبدو عبر «الحوارات المتواصلة في المدى العنكبوتي والتي تأرجحت بين الاعجاب بالظاهرة تارة وانتقادها تارة ثانية، و«هشتقتها» تارة ثالثة، فان الحالة تبقى لافتة بشكل خاص في نظر أرباب العلوم الاجتماعية واختصاصيي الظواهر اللغوية.هنا يشير أستاذ علم الاجتماع عبد الله الصالح «بعد تأكيد أهمية تقدير خصوصية اللهجات المحلية» ان اللغة ليست مجرد كلمات، وان صناعة خطاب إعلامي بلغة خاصة مهما زادت بلاغتها وارتفعت مكانتها يهدد وحدة المجتمع وسلامة اللغة العربية في آن.أما الاختصاصية النفسية مريم العازمي فتلفت الى كونها حالة تحمل دلالات الفرقة وسمات الانفصال بين المكونات الاجتماعية المختلفة، ثم تزيد موضحةً «العزلة الاجتماعية تهدد المكونات التي تتبنى لغة شديدة المحلية أياً كانت هذه المكونات».لكن المحلية وان كانت شديدة تبقى «نكهة مميزة» يحق للإعلامي تعاطيها في نظر آراء كثيرة، تثير ان «الجمال في التنوع» وان «الإبداع يأتي بأشكال وألوان مختلفة».
محليات
«اللهجات» في الإعلام المحلي تتجدد بـ«القديم» ... «كحيلان»... و«اضرب على الكايد لا صرت بحلان»
04:44 م