| عبدالعزيز صباح الفضلي |
العام الماضي وبعد أكثر من ثلاثين سنة تمت محاكمة الجنرال كنعان ايفيرين (96 سنة) وهو الرئيس التركي السابق وقائد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المنتخبة عام 1980.
حوكم على جرائمه التي ارتكبها خلال فترة حكمه وكان من بين التهم الموجهة إليه الحكم بالإعدام على 300 شخص نفذ الحكم على 50 منهم، اعتقال 650 ألف شخص تعرضوا خلالها لصنوف من العذاب، مات منهم خلال التعذيب 171 وتوفي 144 في السجن، ومات 14 بعد اضراب عن الطعام، وانتحر 43، وقتل 16 خلال محاولتهم الهروب، كما أنه لا يزال الآلاف منهم في عداد المفقودين.
قام زعيم الانقلاب باتخاذ عدة قرارات وإجراءات كي يبسط نفوذه على تركيا، فعطل الدستور وأصدر دستورا جديدا منح لرئيس الجمهورية فيه العديد من السلطات، وقام بحل الأحزاب السياسية الموجودة، وأصدر قرارا بحظر الأحزاب الدينية والاشتراكية، حصن نفسه من خلال حظر محاكمة الانقلابيين، ثم رشح نفسه للرئاسة ليصبح بعدها رئيسا للجمهورية التركية.
تعرضت تركيا خلال تاريخها الحديث إلى انقلابات عدة أعوام 1960 و1971 و1980، وهناك انقلاب تم قبل 16 عاما استخدم فيه الجنرالات ضغوطا من وراء الستار لإجبار رئيس الوزراء السابق أربكان على التنحي عن رئاسة الوزراء.
وللعلم فإنه قبل شهرين تمت محاكمة هؤلاء الانقلابيين ومنهم رئيس الأركان التركي الأسبق الجنرال اسماعيل حقي قرضاي والقائد السابق للقوات البرية الجنرال أردال أوغلو، بتهمة التآمر على حكومة أربكان وإرسالهم للدبابات إلى الشوارع بالقرب من أنقرة قبل اعلان أربكان استقالته.
لقد استطاع حزب العدالة والتنمية بقيادة رئيس الوزراء الحالي أردوغان قص أجنحة العسكر وملاحقتهم قضائيا والقضاء على كل محاولة منهم للتدخل في الحياة السياسية، وجعلهم يتفرغون للهدف الأساسي وهو حماية الدولة من الأخطار الخارجية.
ما جرى في تركيا يجعلنا نستبشر بالمصير الذي سيؤول إليه الانقلاب في مصر، ونقول لمن قام به إن هناك محاكمتين لن تفلتوا منهما بإذن الله: الأولى في الدنيا وكما جرى للجنرال التركي الذي حوكم بعد أكثر من ثلاثين سنة، والثانية حينما تجتمع الخصوم بين يدي الله، ويُسأل الانقلابيون ومن دعمهم وساندهم عن آلاف الأرواح التي أُزهقت بغير وجه حق.
وأعتقد أن عقد محاكمة لمقاضاة قادة الانقلاب على جرائمهم لن تتأخر بإذن الله، لأن شعب مصر عصي على الترويض، وقد كسر حاجز الخوف ولن يرهبه استخدام السلاح الحي ولا نشر الدبابات، وهاهم اليوم يخرجون في مسيرات وبكل تحدٍ لقانون التظاهرات الجديد الذي كسروه من أول لحظة لصدوره، كما كسروا من قبل قانون حظر التجوال.
كل من يتابع تصرفات وأفعال الانقلابيين يدرك بأن هذا الانقلاب إلى زوال، فالمواقف والقرارات تشير إلى تخبط كبير، فطرد السفير التركي سيضر مصر قبل تركيا، اعتقال المستشار محمود الخضيري رئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشعب سابقا والذي يبلغ من العمر 74 سنة وبتهمة سخيفة يضحك عليها كل من سمعها وهي تعذيب مواطنين عند منصة رابعة العدوية!! وهو رجل كبير السن، ضعيف البصر، فكيف يمكن أن تقع منه جريمة مثل هذه؟!
الحكم بالسجن على طالبة لمدة 7 سنوات لأنها فقط شاركت في مسيرة، ما تتعرض له فتيات مصر وحرائرها من إهانات وتحرشات أثناء الاعتقال، الدماء البريئة والزكية التي تسيل يوميا من خيرة رجال وبنات مصر كل ذلك بلا شك سيعود على الانقلابيين بالخسران، وسيدفع بالشعب المصري إلى مزيد من الإصرار لاقتلاع هذا الانقلاب من جذوره.
twitter :@abdulaziz2002
العام الماضي وبعد أكثر من ثلاثين سنة تمت محاكمة الجنرال كنعان ايفيرين (96 سنة) وهو الرئيس التركي السابق وقائد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المنتخبة عام 1980.
حوكم على جرائمه التي ارتكبها خلال فترة حكمه وكان من بين التهم الموجهة إليه الحكم بالإعدام على 300 شخص نفذ الحكم على 50 منهم، اعتقال 650 ألف شخص تعرضوا خلالها لصنوف من العذاب، مات منهم خلال التعذيب 171 وتوفي 144 في السجن، ومات 14 بعد اضراب عن الطعام، وانتحر 43، وقتل 16 خلال محاولتهم الهروب، كما أنه لا يزال الآلاف منهم في عداد المفقودين.
قام زعيم الانقلاب باتخاذ عدة قرارات وإجراءات كي يبسط نفوذه على تركيا، فعطل الدستور وأصدر دستورا جديدا منح لرئيس الجمهورية فيه العديد من السلطات، وقام بحل الأحزاب السياسية الموجودة، وأصدر قرارا بحظر الأحزاب الدينية والاشتراكية، حصن نفسه من خلال حظر محاكمة الانقلابيين، ثم رشح نفسه للرئاسة ليصبح بعدها رئيسا للجمهورية التركية.
تعرضت تركيا خلال تاريخها الحديث إلى انقلابات عدة أعوام 1960 و1971 و1980، وهناك انقلاب تم قبل 16 عاما استخدم فيه الجنرالات ضغوطا من وراء الستار لإجبار رئيس الوزراء السابق أربكان على التنحي عن رئاسة الوزراء.
وللعلم فإنه قبل شهرين تمت محاكمة هؤلاء الانقلابيين ومنهم رئيس الأركان التركي الأسبق الجنرال اسماعيل حقي قرضاي والقائد السابق للقوات البرية الجنرال أردال أوغلو، بتهمة التآمر على حكومة أربكان وإرسالهم للدبابات إلى الشوارع بالقرب من أنقرة قبل اعلان أربكان استقالته.
لقد استطاع حزب العدالة والتنمية بقيادة رئيس الوزراء الحالي أردوغان قص أجنحة العسكر وملاحقتهم قضائيا والقضاء على كل محاولة منهم للتدخل في الحياة السياسية، وجعلهم يتفرغون للهدف الأساسي وهو حماية الدولة من الأخطار الخارجية.
ما جرى في تركيا يجعلنا نستبشر بالمصير الذي سيؤول إليه الانقلاب في مصر، ونقول لمن قام به إن هناك محاكمتين لن تفلتوا منهما بإذن الله: الأولى في الدنيا وكما جرى للجنرال التركي الذي حوكم بعد أكثر من ثلاثين سنة، والثانية حينما تجتمع الخصوم بين يدي الله، ويُسأل الانقلابيون ومن دعمهم وساندهم عن آلاف الأرواح التي أُزهقت بغير وجه حق.
وأعتقد أن عقد محاكمة لمقاضاة قادة الانقلاب على جرائمهم لن تتأخر بإذن الله، لأن شعب مصر عصي على الترويض، وقد كسر حاجز الخوف ولن يرهبه استخدام السلاح الحي ولا نشر الدبابات، وهاهم اليوم يخرجون في مسيرات وبكل تحدٍ لقانون التظاهرات الجديد الذي كسروه من أول لحظة لصدوره، كما كسروا من قبل قانون حظر التجوال.
كل من يتابع تصرفات وأفعال الانقلابيين يدرك بأن هذا الانقلاب إلى زوال، فالمواقف والقرارات تشير إلى تخبط كبير، فطرد السفير التركي سيضر مصر قبل تركيا، اعتقال المستشار محمود الخضيري رئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشعب سابقا والذي يبلغ من العمر 74 سنة وبتهمة سخيفة يضحك عليها كل من سمعها وهي تعذيب مواطنين عند منصة رابعة العدوية!! وهو رجل كبير السن، ضعيف البصر، فكيف يمكن أن تقع منه جريمة مثل هذه؟!
الحكم بالسجن على طالبة لمدة 7 سنوات لأنها فقط شاركت في مسيرة، ما تتعرض له فتيات مصر وحرائرها من إهانات وتحرشات أثناء الاعتقال، الدماء البريئة والزكية التي تسيل يوميا من خيرة رجال وبنات مصر كل ذلك بلا شك سيعود على الانقلابيين بالخسران، وسيدفع بالشعب المصري إلى مزيد من الإصرار لاقتلاع هذا الانقلاب من جذوره.
twitter :@abdulaziz2002