| د. مبارك الذروه |
استوقفتني قصة لشيخ الدعاة أحمد القطان حفظه الله وشفاه سمعتها من «اليوتيوب»...
عندما دخل البحر مع ابنائه الثلاثة وحين تغير الطقس واشتد الخوف وجاءتهم عاصفة باردة ثلجية ونزل عليهم بردها وسيلها وظنوا انهم هالكون...
فتشهدوا وبدأوا يستغفرون...!
وامتلأ القارب بالماء حتى وصل لمنتصف الجسم.. وبدأ الشيخ يفقد احساس قدمه اليمنى.. ويتثاقل حراكها.. واصبحت شبه مشلولة!
فأخبر ابنه ابراهيم بذلك!، فقفز الابن لنجدة ابيه... والماء محيط بهم... من فوقهم ومن تحتهم...
ازاح ابراهيم الماء... حاول اخراج قدم الشيخ الوالد... ثم مسك اصابع القدم ووضعها في فمه الدافئ... وأطبق عليها بهدوء ولين... حتى دبت فيها الحياة ونشطت من جديد!
ثم خف نزول المطر... ونجا الجميع وعادوا سالمين...
هنا تذكر الشيخ موقفا له مع والدته!
فقد كانت مصابة بالسكر وقد وضعت قدمها تحت (الدوه)!، فاحترق اصبعها... ومريض السكر لا يشعر بالالم كما هو معروف... وتأذت ام الشيخ من الجلد الميت الذي يغشى الاصبع...
فقد كانت تعاني من صعوبة لبس الجوارب وخلعها لاحتكاكها بالجلد الناتئ...
فأخذ الشيخ اصبع والدته ووضعه في فمه حتى ترطب بلعابه ولان بدفئه وتساهل سقوط الجلد فقام بإزالته دون ألم او اذى...!، ثم عالجه بالمراهم والادوية حتى برئت بفضل الله...!
الجزاء من جنس العمل، و«كما تدين تدان»
الشيخ احمد القطان يضرب امثلة لبر الوالدين ووصلهما ويحذر من الجفاء والقطيعة والعقوق فالعاقبة سيئة والمآل عسير...
يقول تعالى:
وَقـــــَضَى رَبّــــُكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَــــانًا إِمـــــَّا يَبْلُغـــــَنَّ عِنــــدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهــــــــُمَا أَوْ كِلاَهــــــُمَا فَلاَ تَقُـــــل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهــــــَرْهُـــــمَا وَقُل لَّهــُمَا قَوْلاً كـــــَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُــــــل رَّبِّ ارْحَمـــــْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِـــــيرًا. رَّبُّـــــكُمْ أَعْلَمُ بِـــــمَا فِي نُفُــــوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِــــينَ فــــــَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابــــِينَ غَفُورًا } {الإسراء/23-25}
****
حين يمسك الكاتب قلمه أو يصوب اصبعه على احرف جهازه وهو صادق مؤمن في ما يقول فإنما يصوب رصاصة القاتل نحو قوى الفساد والمفسدين.
ان كلمات الحق كطلقات البنادق او سهام الرماة...!
وحين يكون منافقا كاذبا يلوي الحقائق ليا ويشوه صور الحق فإنه كمن ينحني للظلم والطغيان ويشهد او يزكي الباطل زورا وبهتانا..!
الأعمار قصيرة... فهل نملؤها بنصرة الحق والوقوف مع المظلومين أم نردمها بالكذب والجور والتدليس...؟