| علي الرز |
/>فكّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين... ثم فكّر... ثم فكّر، وخرجتْ وزارة الخارجية الروسية بالنظرية العالمية الخالدة: «المعارضة هي مَن استخدم الكيماوي لابتزاز بشار الأسد».
/>ترجمة هذا الكلام ان المعارضة السورية هي مَن يملك السلاح الكيماوي، وبدل ان تضربه على قصور تشرين او الشعب او المهاجرين او معسكرات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، ضربته على أطفالها وأبنائها ورجالها ونسائها في غوطة دمشق. لماذا؟ لتُحرِج بشار الأسد الذي أعطاه العالم بأسره ضوءاً أخضر لتجاوز أيّ إحراج ورخصاً بالجملة للقتل من دون أيّ محاسبة.
/>آلاف القتلى والجرحى سقطوا في لعبة تكتيك سياسي، كما رأى بوتين، لابتزاز حليفه بشار. هدف عظيم يجعل الأب السوري يرمي غاز السيانيد على أطفاله، ثم يتنكّر بزيّ شبّيح يرقص في حي البرامكة الدمشقي وحديقة تشرين احتفالاً بالمجزرة، موزعاً الحلوى في منطقة المزة، وداعياً بمكبرات الصوت «القائد» الى إبادة كل مَن يخالفه الرأي.
/>كم هي رخيصة دماؤنا في لعبة الأمم. يعرف المواطن السوري البسيط وهو يخوض أشرف ثورة في التاريخ ان العالم لم يتدخّل عندما نحر نظام الأسد الأطفال والناشطين بالسكاكين، ولم يتدخّل عندما ارتكب المجازر بالرصاص، ولم يتدخل عندما أباد قرى على مَن فيها ببراميل البارود، ولم يتدخل عندما استخدم الكيماوي خمس مرات قبل ذلك، ولم يتدخل عندما خاضت ايران و«حزب الله» القتال بشكل مكشوف الى جانب بشار، ولم يتدخل عندما أعلن أوباما ان الأسد تجاوز الخط الاحمر الذي رُسم له... وبعد ذلك كله تتفتّق عبقرية نظام بوتين على ان السوريين ينحرون أبناءهم من اجل «ابتزاز» الرئيس السوري، ثم يرى بعض وزراء الخارجية الاوروبيين في هذا التفسير «ما يستحقّ الدرس والتمعّن».
/>الدرس انتهى يا أذكياء. حفظناه. حفظه السوريون عن ظهر قلب. هناك نظام يحمي حدود اسرائيل منذ 1973 ولا يطلق عليها الرصاص حتى وإن أغارت على أراضيه، وهناك إرهابيون أكلة كبود وقاطعو رؤوس. هذه هي المعادلة التي اتُفق عليها سورياً ودولياً. لم تكن هناك ثورة للتحرر والاصلاح والتخلص من نظام فاشي ديكتاتوري. لم يكن أكل الكبود وتفريغ الأحشاء وتقطيع الحناجر ديدن النظام وشبّيحته منذ اليوم الاول. لا يوجد طفل اسمه حمزة الخطيب ولا شاب اسمه غياث مطر ولا منشد اسمه ابراهيم القاشوش... وربما فكّر بوتين ثم فكّر ثم فكّر وخرج بنظرية ان حمزة الخطيب نحره والده وان غياث مطر قتله شقيقه وان حنجرة القاشوش قطعتها زوجته وان إذلال أهالي البيضا والرقص على ظهورهم تمّ من قبل ذويهم وأن اطفال درعا هم مَن سحبوا أظافرهم وان المئة الف ضحية سوري سقطوا بنيران صديقة.
/>ينقل بعض أهالي منطقة جوبر الذين التقوا ماهر الأسد شقيق بشار الأسد في بداية الثورة قوله لهم: «عندما تسلم والدي السلطة كان عدد السوريين نحو عشرة ملايين ولا بأس بالنسبة الينا لو عاد عددهم اليوم الى عشرة ملايين»... بهذا المعنى يتبلور أكبر تحالف دولي حول هذه النظرية، فترْك السوريين تحت رحمة المجازر بلا اي تحرك دولي فاعل سيقلّص عددهم الى عشرة ملايين. وقد يفكّر بوتين ويفكّر ويفكّر ثم يقول ان المعارضة السورية قتلت عشرة ملايين سوري لابتزاز بشار وإحراجه.
/>كم هو رخيص هذا الرئيس «المفكر»... كم هو وقح... كم هو شريك في المذبحة... كم سيلعن التاريخ موقفه الأسود حتى ولو باركه البيت الابيض.
/>
/>فكّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين... ثم فكّر... ثم فكّر، وخرجتْ وزارة الخارجية الروسية بالنظرية العالمية الخالدة: «المعارضة هي مَن استخدم الكيماوي لابتزاز بشار الأسد».
/>ترجمة هذا الكلام ان المعارضة السورية هي مَن يملك السلاح الكيماوي، وبدل ان تضربه على قصور تشرين او الشعب او المهاجرين او معسكرات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، ضربته على أطفالها وأبنائها ورجالها ونسائها في غوطة دمشق. لماذا؟ لتُحرِج بشار الأسد الذي أعطاه العالم بأسره ضوءاً أخضر لتجاوز أيّ إحراج ورخصاً بالجملة للقتل من دون أيّ محاسبة.
/>آلاف القتلى والجرحى سقطوا في لعبة تكتيك سياسي، كما رأى بوتين، لابتزاز حليفه بشار. هدف عظيم يجعل الأب السوري يرمي غاز السيانيد على أطفاله، ثم يتنكّر بزيّ شبّيح يرقص في حي البرامكة الدمشقي وحديقة تشرين احتفالاً بالمجزرة، موزعاً الحلوى في منطقة المزة، وداعياً بمكبرات الصوت «القائد» الى إبادة كل مَن يخالفه الرأي.
/>كم هي رخيصة دماؤنا في لعبة الأمم. يعرف المواطن السوري البسيط وهو يخوض أشرف ثورة في التاريخ ان العالم لم يتدخّل عندما نحر نظام الأسد الأطفال والناشطين بالسكاكين، ولم يتدخّل عندما ارتكب المجازر بالرصاص، ولم يتدخل عندما أباد قرى على مَن فيها ببراميل البارود، ولم يتدخل عندما استخدم الكيماوي خمس مرات قبل ذلك، ولم يتدخل عندما خاضت ايران و«حزب الله» القتال بشكل مكشوف الى جانب بشار، ولم يتدخل عندما أعلن أوباما ان الأسد تجاوز الخط الاحمر الذي رُسم له... وبعد ذلك كله تتفتّق عبقرية نظام بوتين على ان السوريين ينحرون أبناءهم من اجل «ابتزاز» الرئيس السوري، ثم يرى بعض وزراء الخارجية الاوروبيين في هذا التفسير «ما يستحقّ الدرس والتمعّن».
/>الدرس انتهى يا أذكياء. حفظناه. حفظه السوريون عن ظهر قلب. هناك نظام يحمي حدود اسرائيل منذ 1973 ولا يطلق عليها الرصاص حتى وإن أغارت على أراضيه، وهناك إرهابيون أكلة كبود وقاطعو رؤوس. هذه هي المعادلة التي اتُفق عليها سورياً ودولياً. لم تكن هناك ثورة للتحرر والاصلاح والتخلص من نظام فاشي ديكتاتوري. لم يكن أكل الكبود وتفريغ الأحشاء وتقطيع الحناجر ديدن النظام وشبّيحته منذ اليوم الاول. لا يوجد طفل اسمه حمزة الخطيب ولا شاب اسمه غياث مطر ولا منشد اسمه ابراهيم القاشوش... وربما فكّر بوتين ثم فكّر ثم فكّر وخرج بنظرية ان حمزة الخطيب نحره والده وان غياث مطر قتله شقيقه وان حنجرة القاشوش قطعتها زوجته وان إذلال أهالي البيضا والرقص على ظهورهم تمّ من قبل ذويهم وأن اطفال درعا هم مَن سحبوا أظافرهم وان المئة الف ضحية سوري سقطوا بنيران صديقة.
/>ينقل بعض أهالي منطقة جوبر الذين التقوا ماهر الأسد شقيق بشار الأسد في بداية الثورة قوله لهم: «عندما تسلم والدي السلطة كان عدد السوريين نحو عشرة ملايين ولا بأس بالنسبة الينا لو عاد عددهم اليوم الى عشرة ملايين»... بهذا المعنى يتبلور أكبر تحالف دولي حول هذه النظرية، فترْك السوريين تحت رحمة المجازر بلا اي تحرك دولي فاعل سيقلّص عددهم الى عشرة ملايين. وقد يفكّر بوتين ويفكّر ويفكّر ثم يقول ان المعارضة السورية قتلت عشرة ملايين سوري لابتزاز بشار وإحراجه.
/>كم هو رخيص هذا الرئيس «المفكر»... كم هو وقح... كم هو شريك في المذبحة... كم سيلعن التاريخ موقفه الأسود حتى ولو باركه البيت الابيض.
/>