للأدب الإسلامي مكانته في القلوب، ومنزلته في التاريخ، وأهميته لقيام حضارة إسلامية كبرى تتجاوب معها سائر جوانب الحياة.فقد كان الأدب الاسلامي - ولا يزال - المعين الذي لا ينضب، والنور الذي يضيء حياة الإنسانية بالأسلوب الأمثل والعبارة المقنعة، والعرض الجذاب وهو الوسيلة الممتعة التي تدخل القلوب وتمس الشغاف، فبتأثر بالأدب من يسمعه، ومن يقرؤه، وقد عنيت الدعوة الإسلامية منذ فجرها بالسلاح الأدبي شعراً ونثراً وقصة في نشر الفضائل وفي مناهضة الرذائل، وفي الرد على شبهات الأعداء، وفي دفع ما يروجون له أو ما يهاجمون به الإسلام.وقد وعت ذاكرة التاريخ أثر الأدب الاسلامي في الغزوات والمواقع، وفي النهوض بالأمة قدماً الى الامام. وفي عصرنا الحاضر، اصبحت امتنا الاسلامية في أمس الحاجة الى هذا النوع من الادب، وهو الأدب الاسلامي الاصيل الذي يملأ فراغ الاطفال والشباب والصغار والكبار، حتى لا يمتلئ هذا الفراغ بما يسمى بالأدب وهو أبعد شيء عن الادب، لأنه يحمل اساليب التحلل والاباحية، ويعمل على نشر الرذائل، ويتسلل بالاصوات عن طريق الطرب تشبيباً بالمرأة ووصفاً للمفاتن، واثارة للكوامن، واغراقاً في المعاني الهابطة، والصور الخليعة. ومن خطر التيارات الوافدة التي حملها ما يسمى بالأدب الاباحي او المكشوف ما يحمله أحياناً من غزو فكري، يتسلل الى العقول، وما تمطر به الفضائيات الحديثة مجتمعات الأمة ببرامج ومسلسلات وافلام يتخللها هذا التيار المعادي للأخلاق، والذي يقتل أوقات الابناء فيما يضر ولا ينفع، وفيما يفرق ولا يجمع.ومن اجل هذا كله كان الادب الاسلامي - شعراً ونثراً - مدعوا ليدلي بدلوه في ميدان الدعوة المعاصرة، وفي مواجهة التحديات وملء فراغ الابناء، فهو الوسيلة الناجحة التي تسعد ابناءنا وشبابنا، وهو السلاح الاقوى لمناهضة التيارات الاباحية والمتحللة.وفي الادب الاسلامي - منذ العهد النبوي والى يومنا - هذا كنوز نفسية، وذخائر غالية، تحتاج الى ان ننفض عنها غبار السنين، وأن نجليها ونحققها، ونشرحها ونوضحها لتقدم الى اجيالنا وتلبي حاجتهم وتسد فراغهم.وقد شهدت ساحة الثقافة والادب في عصرنا هذا ادباً اسلامياً راقياً، يأخذ بمجامع القلوب، ويهذب النفوس، ويدفع الى الفضائل ويقاوم الرذائل، ويحمل الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. ومما يبشر امتنا بالخير والاصلاح والنهضة الايمانية والنجاح أن تحمل رابطة الادب الاسلامي العالمية هذه المسؤولية المصيرية متضامنة مع مؤسساتنا الاسلامية في كل مكان ساعية لنصرة دينها وقيمها ومبادئها.ان في الادب الاسلامي صياغة للوجدان المؤمن، واثارة لعاطفة البر والخير، وحثا على صنائع المعروف.انه في الجهاد سلاح، وفي السلم نور، وفي الغربة رفيق، وفي الوحدة صديق، ان في الاب الاسلامي - شعراً ونثراً - حماية للغة الضاد التي هي وعاء القرآن الكريم والحديث الشريف، وأحكام هذا الدين. ولقد كان الحكماء والخلفاء والأئمة والزهاد يحثون على تعلم وحفظ الشعر، لأنه ديوان العرب، اشتمل على مآثرهم وقيمهم، وكان للرسول - صلوات الله وسلامه عليه - شعراء منهم حسان بن ثابت، وكان يقول له: قل وروح القدس يؤيدك، حين كان يرد على اعداء الاسلام  وعلى الكفار الذين يهجون الاسلام.وامتاز الشعر في المناخ الاسلامي بالحكمة التي كان ينطق بها الشعراء الحكماء، وكان من الائمة والمحدثين شعراء مثل الامام الشافعي والامام السبكي والامام ابن حجر وغيرهم.وأسلاف هؤلاء الأئمة من الصحابة الذين نافحوا عن الاسلام، وأمثالهم هم المقصودون بالاستثناء المذكور في الآية الكريمة: (والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم  في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً، وانتصروا من بعد ما ظلموا).