أذهلني حجم التدليس والكذب وتشويه الحقائق الذي مارسه الإعلام العربي على المشاهد.
الإعلام الذي يخفي المشهد الحقيقي عن الشعوب العربية ليجعلها صماء بكماء عن متابعة ما يحدث هناك من دون مراجعة للضمير الاعلامي والدم المصري...
ماذا صنعت مصر وقيادتها المنتخبة لتجني الشوك وتسقط شرعيتها؟!
ألأن القيادة المصرية وعلماء الأمة صدعوا بكلمتهم القوية المدوية في نصرة الحق السوري؟!
أم لأن مشروع الإخوان التنموي المصري الخالص سيغلق أبواب الفساد وسيحطم القوى الخفية ومافيا المال وسيدك حصون التبعية واللاهثين خلف الدولار؟!
لماذا لم يقم الإعلام الفاسد بتزييف الحقائق عند وجود الرئيس مبارك على سدة الحكم أثناء الثورة؟!
وكيف عاد من جديد؟، ومن يقف خلفه؟
لماذا اذن لم يقم الإعلام بتغطية صادقة لحشود الأمة المصرية الموالية للشرعية الدستورية؟!
والسؤال الأهم هو ماذا خسرت شعوبنا باعتداء الإعلام العربي على الحق الشرعي والدستوري؟
1 - لقد خسر الشعب العربي أنموذجا للدولة المدنية المنتخبة التي طالما حلم بها المصريون.
2 - خسر العرب مصداقيتهم حينما أباحوا واستباحوا الكرامة المصرية بالتعدي عليها والتدخل بالمال وشراء الذمم.
3 - خسر العرب شرف الخصومة وفروسية العروبة التي طالما دندنوا عليها في قصائدهم التاريخية حين خلعوا بيعة ولي أمر زورا وبهتانا.
4 - خسر العرب رئيساً شجاعا أمينا سعى للحكم الصالح الرشيد.
5 - خسر المصريون حرية الرأي والتعبير والنوم ليلا بهدوء التي برزت بوجود رئيس منتخب لتعود لمصر قصص زوار الفجر وأعداء الحرية!
6 - خسرت الأمة أعقل الحركات الإسلامية واصبرها وأخوف ما نخافه أن يكون بديلها في ارض النيل حركات التطرف والعنف والدم!
لقد خسرت الشعوب العربية بإعلامها وبسبب الاموال المتدفقة حصنا عظيما اقامته مصر للأمة كان من الممكن أن يصنع مستقبلا للسلاح والدواء والعلم امام العدو الحقيقي للأمة.

د. مبارك الذروة
@Dr_ maltherwa