| عبدالعزيز صباح الفضلي |
المُرتزق هو من يقاتل مع غيره من أجل المال، وعلى قدر ما يقبض تكون قوة الدفاع، ويخطئ البعض عندما يعتقد أن القتال والدفاع يقتصر على استخدام الأسلحة التقليدية المعروفة كالبندقية وغيرها من الأسلحة النارية، بينما هناك أسلحة أخرى قد تكون أكثر تأثيرا، ومنها سلاح الشِعر، والفتوى الدينية، والمقالة الصحافية.
الشعراء يتبعهم الغاوون وهم في كل واد يهيمون ويقولون ما لا يفعلون، إلا ما رحم الله ومصيبتهم عندما يكسون شخصا ثوبا لا يستحقه، ويمدحونه بصفات ليست فيه، بل وتأتي الطامة الكبرى عندما يُعطى من الصفات التي لا تليق إلا بالخالق سبحانه.
دخل الشاعر محمد بن هاني الأندلسي على الخليفة المعز لدين الله الفاطمي فقال يمدحه رجاء عطائه :
ما شئت لا ما شاءت الأقدار... فاحكم فأنت الواحد القهار
وكأنما أنت النبي محمد... وكأنما أنصارك الأنصار
وكم نرى من أمثال هؤلاء الشعراء المرتزقة الذين يقفون على الأبواب طلبا للمنح والعطايا، ولو كان ثمن ذلك إراقة ماء وجوههم.
والأمر لا يقف عند الشعراء فقد يغالي كاتب في مسؤول أو رئيس كما حصل لأحد الكتاب حينما مدح رئيسا عربيا فقال ان لديه عمقا في الرؤية ووضوحا بحيث يبصر ما كان وما هو كائن وما سيكون، مع أن المسؤول نفسه قد لا يقبل بمثل هذه المغالاة في المديح، والتي تُدخل قائلها في منطقة المحظور الشرعي.
ولا ننس الإشارة في هذا المقام إلى موقف أحدهم ممن يحملون شهادة شرعية عندما وقف أمام أحد المسؤولين قائلا أنت لا تخطيء، وهو بذلك يُلبسه ثوب العصمة، والذي لا يكون إلا للرسل الكرام.
إن من واجبنا أن نكافئ المدّاحين بما أوصانا به النبي عليه الصلاة والسلام حين قال : أحثوا في وجوه المداحين التراب. وهؤلاء لن يكسبوا سوى ثوب المهانة في حياتهم. يذكر العلامة أحمد شاكر رحمه الله أن والده الشيخ محمد شاكر حضر خطبة جمعة، وكان في المسجد السلطان حسين وهو من اهتم بالأديب الأعمى طه حسين، وأرسله للدراسة في أوروبا.
فقال الخطيب في خطبته مادحا السلطان: هذا الذي جاءه الأعمى فما عبس في وجهه وما تولى، وفي هذا الكلام تعريضا بالنبي عليه الصلاة والسلام، عندما عاتبه ربه ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى )، فما كان من الشيخ محمد شاكر إلا أن قال بعد الصلاة : أيها الناس أعيدوا صلاتكم لأنها باطلة، لأن هذا الخطيب كفر بشتمه للرسول عليه الصلاة والسلام.
يقول العلامة أحمد شاكر وهو يقسم ولقد رأيت ذلك الخطيب خادما على باب مسجد من مساجد القاهرة يتلقى نعال المصلين يحفظها لهم في ذلة وصغار.
يقول عنترة:
لا تسقني ماء الحياة بذلة... بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
twitter : @abdulaziz2002
المُرتزق هو من يقاتل مع غيره من أجل المال، وعلى قدر ما يقبض تكون قوة الدفاع، ويخطئ البعض عندما يعتقد أن القتال والدفاع يقتصر على استخدام الأسلحة التقليدية المعروفة كالبندقية وغيرها من الأسلحة النارية، بينما هناك أسلحة أخرى قد تكون أكثر تأثيرا، ومنها سلاح الشِعر، والفتوى الدينية، والمقالة الصحافية.
الشعراء يتبعهم الغاوون وهم في كل واد يهيمون ويقولون ما لا يفعلون، إلا ما رحم الله ومصيبتهم عندما يكسون شخصا ثوبا لا يستحقه، ويمدحونه بصفات ليست فيه، بل وتأتي الطامة الكبرى عندما يُعطى من الصفات التي لا تليق إلا بالخالق سبحانه.
دخل الشاعر محمد بن هاني الأندلسي على الخليفة المعز لدين الله الفاطمي فقال يمدحه رجاء عطائه :
ما شئت لا ما شاءت الأقدار... فاحكم فأنت الواحد القهار
وكأنما أنت النبي محمد... وكأنما أنصارك الأنصار
وكم نرى من أمثال هؤلاء الشعراء المرتزقة الذين يقفون على الأبواب طلبا للمنح والعطايا، ولو كان ثمن ذلك إراقة ماء وجوههم.
والأمر لا يقف عند الشعراء فقد يغالي كاتب في مسؤول أو رئيس كما حصل لأحد الكتاب حينما مدح رئيسا عربيا فقال ان لديه عمقا في الرؤية ووضوحا بحيث يبصر ما كان وما هو كائن وما سيكون، مع أن المسؤول نفسه قد لا يقبل بمثل هذه المغالاة في المديح، والتي تُدخل قائلها في منطقة المحظور الشرعي.
ولا ننس الإشارة في هذا المقام إلى موقف أحدهم ممن يحملون شهادة شرعية عندما وقف أمام أحد المسؤولين قائلا أنت لا تخطيء، وهو بذلك يُلبسه ثوب العصمة، والذي لا يكون إلا للرسل الكرام.
إن من واجبنا أن نكافئ المدّاحين بما أوصانا به النبي عليه الصلاة والسلام حين قال : أحثوا في وجوه المداحين التراب. وهؤلاء لن يكسبوا سوى ثوب المهانة في حياتهم. يذكر العلامة أحمد شاكر رحمه الله أن والده الشيخ محمد شاكر حضر خطبة جمعة، وكان في المسجد السلطان حسين وهو من اهتم بالأديب الأعمى طه حسين، وأرسله للدراسة في أوروبا.
فقال الخطيب في خطبته مادحا السلطان: هذا الذي جاءه الأعمى فما عبس في وجهه وما تولى، وفي هذا الكلام تعريضا بالنبي عليه الصلاة والسلام، عندما عاتبه ربه ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى )، فما كان من الشيخ محمد شاكر إلا أن قال بعد الصلاة : أيها الناس أعيدوا صلاتكم لأنها باطلة، لأن هذا الخطيب كفر بشتمه للرسول عليه الصلاة والسلام.
يقول العلامة أحمد شاكر وهو يقسم ولقد رأيت ذلك الخطيب خادما على باب مسجد من مساجد القاهرة يتلقى نعال المصلين يحفظها لهم في ذلة وصغار.
يقول عنترة:
لا تسقني ماء الحياة بذلة... بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
twitter : @abdulaziz2002