| عبدالعزيز صباح الفضلي |
تفاجأت وغيري الكثيرين من الهجوم الذي شنّه الدكتور فهد الخنة على جماعة الإخوان في الخليج ومصر، وكذلك هجومه على الدكتور سلمان العودة بعد تغريداته التي كتبتها في رؤيته للواقع السعودي وطرحه لعدة مقترحات لتصحيح بعض الأوضاع في المملكة.
وتركزت اتهامات الدكتور الخنة على سعي كل من الاخوان والشيخ العودة لزعزعة أمن الخليج، واتهام الإخوان خاصة بالتحالف مع الصفويين في العراق وإيران من أجل تحقيق ذلك.
وأعتقد لو طبق الدكتور الخنة وهو أستاذ الشريعة قول الله تعالى (اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) لما خطّت يداه ما كتب، خصوصا أنه لم يأتِ بدليل واحد على مزاعمه التي افتراها.
هناك تساؤلات كثيرة تُطرح حول التقلّبات التي يعيشها الخنة، فهل فهد الخنة الذي يحرم المسيرات والمظاهرات اليوم هو نفسه الذي كان يشارك في تجمعات المعارضة، وخرج في المسيرة التي أعقبها اقتحامه لمجلس الأمة مع أبنائه؟ هل فهد الخنة الذي يطعن بالإخوان ويشكك في ولائهم ويتهمهم بزعزعة أمن البلاد هو ذاته الذي كان يستضيف أعضاء «حدس» والإخوان في مزرعته، ويقدم التهنئة للحركة في احتفالاتها ومناسباتها؟ فيا دكتور إن الحر كما قال ابن القيم يحفظ وداد لحظة.
ما الذي استجد عند الخنة حتى يبدأ بالطعن في زملائه وبشريحة ليست بالقليلة من أبناء وطنه ممن لم يُعرف عنهم يوما أنهم شاركوا في ما يزعزع أمن البلد أو استقرارها؟
هل الموضوع يتعلق بحسابات انتخابية؟ بعد شعوره أنه خسر دعم كلا الطرفين، المعارضة، وشريحة لا يستهان بها من أتباع التجمع السلفي؟ هل التحول له علاقة بالتهم الموجه له مع أبنائه في دخول المجلس في ما عرف بقضية الاقتحام؟ أتمنى من الدكتور أن يجيبنا عن هذه التساؤلات والتي أدخلت الحيرة عندنا وفي عقول العديد من المتابعين.
وأتساءل إن كان الدكتور الخنة بالفعل يريد إخلاص النصيحة كما يقول أم أنه وقع بما اتهم به الشيخ سلمان العودة وهو إبداء النصيحة ودس التحريض؟ كم أتمنى من الدكتور الخنة وهو يلمِز دول الربيع العربي بفقرها، أن يحض دول الخليج التي أنعم الله عليها بالخيرات أن تمد يد العون لإخوانهم في العروبة والإسلام في مصر وتونس وغزة والسودان وهي التي لمزها الخنة بالفقر، وأن تحقق معنى الجسد الواحد الذي ضربه الرسول عليه الصلاة والسلام مثالا للمؤمنين في توادهم وتراحمهم، حتى يغنوهم من أن يقبلوا أي مساعدة أو دعم من إيران كما يتمنى.
وأدعو الدكتور وهو الناصح الأمين، أن يكتب تغريدات كما عودنا في نصح بعض الدول التي تتدخل في شؤون مصر من خلال استضافتها لبعض فلول النظام السابق ودعمها لجبهة الخراب والتي تسعى لتدمير مصر، ونحن لتلك التغريدات منتظرون.

Twitter : @abdulaziz2002