| كتب عبدالله متولي |
أكد رئيس لجنة زكاة سلوى التابعة لجمعية النجاة الخيرية الشيخ بدر العقيل أن اللجنة قد تأسست في عام 1981 و تعمل منذ أكثر من ثلاثين عاما على **تعزيز العمل الخيري الكويتي وتكريس مبدأ التكافل الاجتماعي بين المسلمين.
وأشار العقيل إلى أن مشاريع اللجنة عديدة ومتنوعة وهي عطاء بلا انتهاء بإذن الله، موضحا أن تلك المشاريع تنفذها اللجنة في داخل الكويت وخارجها ، لافتا إلى أن تلك المشاريع تهدف في الأساس إلى تقديم الدعم والعون والمساعدة لكل محتاج والعمل على إعانة الفقراء وأصحاب العوز والحاجة من المسلمين أو من تعرضوا إلى نكبات أو كوارث أو أزمات.
وأشاد العقيل بالعمل الخيري الكويتي أميرا وحكومة وشعبا ، وخير ما يدل على ذلك مبادرة الكويت لاستضافة مؤتمر المانحين الذي أقيم اخيراً لإغاثة اللاجئين السوريين والذي تمخض عنه جمع أكثر من 1.5 مليار دولار لأعمال الإغاثة للشعب السوري، وأكد على أن الحاجة أصبحت ملحة لأن يكون العمل الخيري الكويتي أحد أهم روافد التنمية المجتمعية، لافتا إلى أن مشاريع الخير الكويتية تنتشر في شتى بقاع الأرض ، وأصبح لها تواجد في كل مكان ، وهذا يؤكد على أن الكويت دائما ما تكون سباقة في كافة المبادرات الإنسانية والإغاثية للمنكوبين والمتضررين، وهذا ما جعل العمل الخيري الكويتي يصبح عالميا ولم يقتصر على النطاق المجتمعي أو الإقليمي فقط، وهذا بفضل الله ثم بفضل أهل الخير والعطاء، وكذا القائمين على العمل الخيري في الكويت.
وأشار العقيل إلى أن انطلاق لجنة سلوى كان في العام 1981 ونصب أعين القائمين عليها مجموعة من الأهداف لمساعدة ذوي الحاجة ، ثم تحدث عن الدول التي تقوم اللجنة بتنفيذ مشاريعها الخيرية فيها... وتفاصيل أخرى نتعرف عليها في هذا الحوار.

العمل الخيري الكويتي
• بداية.. حدثنا عن العمل الخيري وتميزه في الكويت ومدى إقبال أهل الكويت عليه؟ وما الذي تحث به الناس في هذا المجال؟
- في الحقيقة العمل الخير متميز جدا في الكويت ، وأود أن أوضح شيئا ألا وهو أن أهل الكويت جبلوا على فعل الخير ومساعدة الآخرين، ونفتخر في الكويت بمؤسسات العمل الخيري من جمعيات ولجان ومبرات خيرية هدفها الأساسي تكريس مبدأ التكافل الاجتماعي بين المسلمين داخل الكويت وخارجها ، وتقديم الدعم والعون والمساعدة لكل محتاج والعمل على إعانة الفقراء وأصحاب العوز والحاجة من المسلمين في كل مكان بالعالم.
لقد وصل العمل الخيري في الكويت إلى العالمية، وكما يتصف بأنه عمل مؤسسي حول المبادرات الفردية إلى كيانات مؤسسية تعتمد على المشاريع والأنشطة المتقنة وتتعامل مع الجمعيات والهيئات المرخصة والموثوقة وتسعى لتطبيق مبادئ الإدارة الحديثة في كل المجالات وبفضل الله سبحانه وتعالى ثم بالجهود المخلصة كان للعمل الخيري الكويتي في العقود الثلاثة الأخيرة دورا رائدا ساهم في تطوير الأنشطة الخيرية في المناطق المجاورة وكذلك حول العالم.
إن العمل الخيري والتطوعي والإنساني في الكويت في الحقيقة يمثل ركيزة أساسية في التنمية المجتمعية ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين ويرتبط هذا العمل ارتباطا وثيقا بكل معاني الخير والعمل الصالح وتظهر قيمة وفعالية الأعمال الخيرية في وقت الأزمات والظروف الحرجة لأي مجتمع.
واعتقد أن الحاجة أصبحت ملحة ليكون العمل الخيري والتطوعي رافدا أساسيا لتنمية المجتمع بجانب مؤسسات الدولة الرسمية، وأود أن أؤكد في هذا الصدد أن أهل الكويت لا يتوانون لحظة واحدة عن الإقبال على أعمال الخير لدعم المشاريع الخيرية التي تنفذها جهات ومؤسسات العمل الخيري في الكويت ومنها لجنة زكاة سلوى ، وهذا إن دل فإنما يدل دلالة واضحة على معدن أهل الكويت الأصيل الذي يظهر جليا في أوقات الشدة والأزمات ، ولذلك فإن الكويت قيادة وحكومة وشعبا امتدت يدها بالعطاء إلى كل دول العالم في أعمال الخير وإغاثة المنكوبين جراء الكوارث الطبيعية والحروب والأزمات لمختلف الدول سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية وهذا إن دل فإنما يدل دلالة واضحة على إنسانية أهل الكويت.. وخير دليل على ذلك مبادرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لتنظيم الكويت لمؤتمر المانحين بالكويت والذي استقبلت فيه 60 دولة وتم جمع 1.5 مليار دولار لإغاثة الشعب السوري.
والذي أود أن أقوله ان الكويت دائما سباقة في المبادرات الإنسانية والإغاثية للمتضررين من الكوارث والحروب والأزمات والدول الفقيرة ، فمشاريع الخير الكويتية جابت الكرة الأرضية ووصلت إلى كل مكان في العالم بفضل الله عز وجل وبفضل أهل الخير والعطاء وكذا بجهود القائمين على العمل الخيري والإنساني والتطوعي في الكويت.
ولذلك علينا ككويتيين أن نتكاتف جميعا يدا بيد لتحقيق مزيد من الدعم والتقدم للعمل الخيري الكويتي، وأطالب أهل الخير بالكويت وأصحاب الأيادي البيضاء وذوي القلوب الرحيمة لدعم مشاريع الخير التي تنفذها لجنة زكاة سلوى داخل الكويت وخارجها كي تعود بالنفع على كل مسلم في حاجة إلى الدعم والعون والمساعدة وهذا هو واجبنا كمسلمين تجاه إخواننا المسلمين من أصحاب العوز والحاجة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى).

البداية والانطلاق
• متى تم تأسيس لجنة زكاة سلوى؟
- بفضل الله عز وجل بدأنا هذا العمل المبارك في سنة 1981م وحتى هذا اليوم ومنذ أكثر من ثلاثين عاما فإن مشاريع اللجنة عطاء بلا انتهاء ، ونحن نواصل رسالتنا في تعزيز العمل الخيري الكويتي.
• ما الأهداف التي تسعى اللجنة لتحقيقها؟
- في الحقيقة إن اللجنة تسعى إلى تحقيق العديد من الأهداف التي تصب في مساعدة أهل الحاجات والتعرف على حاجاتهم، فكثير من المسلمين ممن هم من أهل الحاجة، وتتفاوت هذه الحاجة ودورنا نحن أن نكون سفراء عن أهل الخير في إيصال خيرهم إلى هذه الشرائح، بعد التواصل معهم والتأكد أنهم من أهل الحاجة، فعلا فمثلا هناك من لا يجد المأكل والمشرب وهناك من لا يجد نفقة تعينه على تعليم أولاده، وهناك من أرهق جسده المرض والسهر، وغيرها من حاجات الفقراء الذين بفضلهم نرحم وبفضلهم نرزق، وقد جاء في الحديث الشريف «إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مشاريع اللجنة
• حدثنا عن أهم المشاريع التي تقوم اللجنة بتنفيذها داخل الكويت في مجال الزكاة والمشاريع الأخرى؟
- تتركز مشاريع اللجنة داخل الكويت في مساعدة المحتاجين والمعوزين وذلك بتوصيل زكوات المتبرعين إلى مستحقيها، حيث تقوم اللجنة بدراسة الحالات المتقدمة لها من داخل الكويت وتخصص لهم من أموال الزكاة حسب كل حالة سدا لحاجة المحتاجين ودعما لهم في مسيرة الحياة.
كما تقوم اللجنة بعمل مشروع إفطار الصائم من خلال مد موائد الإفطار ومشاركة لأهل الخير المحبين لكسب الثواب فتقوم اللجنة بهذا المشروع من خلال توفير أماكن تجمع الصائمين المحتاجين بمناطق مختلفة بالكويت وإفطارهم.
وكذلك من المشاريع داخل الكويت مشروع الحقيبة الرمضانية أو مشروع العشيات وهو يعتمد على توزيع المواد الغذائية على المحتاجين.
وكذلك من أهم المشاريع التي تقوم بها اللجنة داخل الكويت مشروع الأضاحي وذلك من خلال الإعلان عن المشروع في موسمه وذبح وتوزيع الأضاحي أيام عيد الأضحى المبارك.
• وماذا عن المشاريع التي تنفذ خارج الكويت؟ وما دور لجنة العمل الخارجي التابعة للجنة زكاة سلوى ؟
- أنجزت اللجنة منذ أن أنشئت العديد من المشاريع في دول متعددة تنوعت هذه المشاريع بين بناء مساجد في العديد من البلدان والإشراف عليها، وتتفاوت مساحة هذه المساجد تبعا لطلب المتبرع، فهناك مساجد تتسع لعدد 100 مصل أو أكثر من ذلك، والحمد لله نحن قمنا بتنفيذ العديد من المساجد، كذلك قامت اللجنة بإنشاء دور للقرآن الكريم وعلومه، وملاجئ للأيتام وحفر عشرات الآبار في دول مختلفة كبنغلاديش والهند وباكستان.
وكذلك مشروع كفالة الأيتام والذي تعدى فيه عدد الأيتام 3500 يتيم موزعين على عدد من الدول منها مصر ولبنان واليمن وألبانيا وكوسوفا. تقوم اللجنة بكفالة الأيتام وإيصال الكفالة لهم عن طريق جمعيات رسمية نشطة في بلدانهم ويقومون على متابعة الأيتام تربويا وتثقيفيا، وكذلك تحرص اللجنة على إيفاد وفد لمتابعة الأيتام عن قرب والتفاعل معهم والالتقاء بهم سنويا وتكريم المتفوقين منهم.
وكذلك من المشاريع الرائدة باللجنة مشروع الإغاثة والذي يكون حال حدوث كارثة طبيعية ببلد ما فتسارع اللجنة بالمشاركة مع الجمعيات والهيئات الخيرية بكويت الخير لإغاثة المنكوبين فللجنة أيادٍ بيضاء في حال الكوارث سواء في إندونيسيا أو باكستان أو سورية أو غير ذلك.
• ما الدول التي تستهدفون تنفيذ مشاريعكم فيها؟
- نستهدف المعوزين في العديد من الدول ومن أبرزها دول البلقان وتتمثل في ألبانيا وكوسوفا والبوسنة والهرسك بالإضافة إلى دول مصر ولبنان واليمن وباكستان وبنغلاديش والعديد من الدول التي تتقدم بطلب مساعدة.

تقديم المساعدات
• اشرح لنا كيف يتم تقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين داخل الكويت ؟
- يتم ذلك عن طريق المساعدات المالية المقطوعة والتي تقدم كل 6 اشهر للإخوة المحتاجين من سكان منطقة سلوى وبعض المناطق المحيطة وكذلك الحالات الطارئة بناء على دراسة الحالات عبر المستندات التي تقدم للجنة.
وكذلك هناك مساعدات موسمية وهي عبارة عن مواد غذائية أو لحوم الأضاحي تقدم في المواسم.
كما تقوم اللجنة في المساهمة في مشروع كفالة طالب العلم تقديرا من اللجنة لقيمة العلم والتعليم.
• حدثنا عن مشروع كفالة الطلبة في دول البلقان «كوسوفو وألبانيا» ؟
- في الحقيقة اللجنة تنفذ مشروع كفالة طلبة العلم في ألبانيا وكوسوفو وذلك مساهمة منها في تقديم الإعانة والمساعدة للطلبة الجامعيين الدارسين في تخصصات مختلفة لافتا إلى أن تكلفة الدراسة الجامعية باهظة، وكثير من الطلبة في ألبانيا وكوسوفو غير قادرين و يحول الفقر دون إتمام دراستهم الجامعية ، لذلك ارتأت اللجنة تقديم المساعدات والإعانات لـ500 طالب جامعي في مختلف مناطق ألبانيا وكوسوفو مشيرا إلى أن تكلفة المشروع تبلغ 125 ألف دينار.
ويهدف المشروع إلى تنشئة جيل مسلم متعلم مرتبط بدينه مستغن بنفسه معتز بها بعقيدته الإسلامية، والعمل على تعميق الشعور الإسلامي بين الشباب والمجتمع.

تأهيل الأرامل
•ماذا عن مشروع إعادة تأهيل الأرامل في ألبانيا وكوسوفا؟
- اللجنة تسعى أيضا لتنفيذ مشروع تأهيل الأرامل وأمهات الأيتام في ألبانيا لتعليمهن مهنا وحرفا يستطعن من خلالها الإنفاق على أبنائهن وإعالة أسرهن ، وندعو في هذا الصدد أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء وذوي القلوب الرحيمة إلى مد يد العون لهؤلاء الأرامل فكثيرات منهن في حاجة ماسة إلى الدعم والمساعدة بسبب ظروف الفقر التي يعانين منها خاصة بعد فقدانهن أزواجهن وتعرضهن لظروف اجتماعية صعبة .
ولذلك كان لزاما على اللجنة تنفيذ المشروع لضمان حياة كريمة للأرامل وأسرهن حيث
سيتكلف المشروع 10 آلاف دينار كويتي للعمل على كفالة 200 أرملة وأم يتيم وستتكلف كفالة الأرملة الواحدة 50 دينارا كويتيا ،ومن أراد أن يساهم بتأهيل 10 أرامل فإن مساهمته تبلغ 500 دينار ، ومن أراد أن يساهم بتبني نصف المشروع فستكون مساهمته 5 آلاف دينار.

مشاريع أخرى
•هل هناك مشاريع أخرى تنفذها اللجنة في دول البلقان؟
-نعم هناك بعض المشاريع الأخرى التي تسعى اللجنة إلى تنفيذها في دول البلقان من خلال لجنة العمل الخارجي التابعة للجنة زكاة سلوى مثل مشروع «أم المساكين» وهو يعني بترميم بيوت الأيتام والأرامل ، في الحقيقة إن اللجنة تسعى إلى الاهتمام بهم وتقديم الرعاية والدعم لهم لتخفيف المعاناة عن كاهلهم كي يعيشوا حياة كريمة.
وتبلغ تكلفة المشروع 70 ألف دينار، إن مثل هذه المشاريع لا يمكن أن تنفذ دون مساهمة الخيرين فيها، فلولا فضل الله ومساهماتهم وتبرعاتهم ودعمهم لعمل اللجنة لما أقدمنا على تنفيذ تلك المشاريع.
كما تنفذ اللجنة أيضا مشروع بناء بناء وترميم المساجد في ألبانيا وكوسوفو لأجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله و تفعيل الدعوة ونشر الإسلام في ربوع دول البلقان ،وتبلغ تكلفة المشروع 40 ألف دينار، ويهدف إلى بناء المساجد وتأهيلها لإقامة شعائر الله فيها. 90 في المئة من سكان ألبانيا وكوسوفا من المسلمين ، وهناك حاجة ماسة لأغلب المساجد للترميم والبناء في هذه البلدان لاسيما ولا يخفى علينا جميعا ما قامت به الشيوعية في الستينات القرن الماضي بحملة هدم المساجد بتلك الدول، وبسبب الفقر وقلة الدخل في هذه البلدان الدخل ولا يساعدهم على تطوير المساجد أو ترميمها والتوسع فيها بعد سقوط الشيوعية في تلك الدول.