| بيروت - «الراي» |
يتحوّل الموقف الذي اتخذه وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور في اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة الاسبوع الماضي والذي طالب فيه بإعادة المقعد السوري في الجامعة الى نظام الرئيس بشار الأسد «كرة ثلج» سياسية تنذر بتسخين «الحرب الباردة» بين مكوّنات الحكومة بعدما أضافت «فتيل» توتير جديد الى الصراع «الدائم» بين معسكريْ 8 و 14 آذار، في موازاة استمرار بيروت تحت تأثير «الاحتكاك» الديبلوماسي غير المسبوق مع دول الخليج التي ابلغت الى لبنان قبل اسبوع تحذيراً مباشراً مما اعتبرته بلدان «مجلس التعاون» عدم التزامه «بسياسته الرسمية المعلنة حيال الأزمة في سورية» منبّهةً من تداعيات هذا السلوك على «أمنه واستقراره ومصالح وسلامة الشعب اللبناني الشقيق».
وكان لافتاً امس، «انكشاف» الفرز الحاد الذي أحدثه موقف منصور داخل الحكومة وسط اندفاعة رئيسيْ الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي لـ «التبرؤ» من سلوك وزير الخارجية في إطار مساعيهما لتطويق ذيول «الغضبة» الخليجية التي كان عزّزها ما اعلنه رئيس الديبلوماسية اللبنانية في القاهرة، في حين كوّنت قوى»8 آذار»،أمس، «مظلّة حماية» لمنصور شكّل «حزب الله» حجر الزاوية فيها الى جانب «حركة أمل» وسار اطراف هذا الفريق وبينه تيار العماد ميشال عون.
ووسط معلومات تم تداوُلها عن ان ميقاتي، الذي كان وجّه «رسالة خطية قاسية» الى منصور، طلب منه إصدار بيان رسمي يتراجع فيه عن موقفه في القاهرة ويتعهد الالتزام بسياسة النأي بالنفس، وفقاً لمطلب سليمان، وذلك أمام المحافل الدولية، فان الردّ على هذا التطور لم يتأخّر وجاء عنيفاً في المضمون بلسان نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قماطي الذي شنّ هجوماً حاداً على «الأصوات» التي انتقدت وزير الخارجية من دون ان يستثني رئيس الحكومة، داعياً اياها الى «ان تخرس وتعتبر مصلحة لبنان هي الأساس وهي العليا في ما ذهب اليه وزير خارجيته في مواقفه في الجامعة العربية»، معتبراً ان كل من ذهب باتجاه التنديد بما قام به منصور «لا يعبّر عن سياسة لبنان».
وجاء هذا الموقف بعد زيارة تضامُن قام بها امس، وفد من «لقاء الاحزاب والقوى اللبنانية» (احزاب 8 آذار) لمنصور اذ اعلن باسمه قماطي (بصفته المنسق العام للقاء) «اننا أبلغنا وزير الخارجية موقف اللقاء الذي يضم 30 حزبا في لبنان رسالة واضحة وموقفا واضحاً بأن هذه الاحزاب والقوى تدعم موقفه في الجامعة العربية وتؤكد ما ذهب اليه بأن سياسة النأي بالنفس تُرجمت ترجمة دقيقة وجُسدت بموقفه في الجامعة الذي ابى ان ينجرّ الى تأييد موقف وقرار عربي يسمح للدول العربية بالتدخل المباشر وإدخال الأسلحة ودعم المجموعات المسلحة بالأسلحة في سورية».
في موازاة ذلك، كان الوفد الممثل لقوى وشخصيات «14 آذار» يواصل جولته على سفراء ورؤساء بعثات دول مجلس التعاون الخليجي في إطار مساعيه لاحتواء تداعيات الاستياء الخليجي من خروج لبنان واطراف فيه على سياسة النأي بالنفس حيال الأزمة السورية، وطلب عدم تحميل لبنان واللبنانيين المقيمين والعاملين في دول الخليج «مسؤولية التصرفات والمواقف غير المسؤولة التي يقوم بها حزب الله والعماد ميشال عون والمتمثلة بالمشاركة في القتال في سورية والتهجم على الدول التي ساندت لبنان أيام محنته».


وفد أميركي في لبنان
يستطلع في السياسة والنفط

بيروت - «الراي»
وصل الى بيروت أمس، نائب وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى لورانس سيلفرمان ونائب وزير الشؤون الديبلوماسية للطاقة آموس اوشسيتي على رأس وفد في اطار زيارة للبنان يلتقي خلالها كبار المسؤولين ويبحث معهم في الوضع اللبناني والاستحقاق الانتخابي وملف النفط والغاز. وخلال لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، جدّد سيلفرمان دعم بلاده للبنان، وخصوصا بالنسبة الى المساعدات العسكرية للجيش، لافتا الى أن بلاده ستجري اتصالات ايضا في شأن حض الدول على تنفيذ التزام ما تم اقراره في قمة الكويت الاخيرة المتعلقة بمساعدة الدول التي تؤوي النازحين من سورية.
كذلك تم في اللقاء عرض موضوع الغاز والنفط والتسهيلات التي يمكن ان تقدمها الولايات المتحدة في هذا المجال.